رام الله – «القدس العربي»: أعرب جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق ومبعوث الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط، عن خيبة أمله من موقف قادة إسرائيل من السلام. وقال «إن قادة إسرائيل لا يوجد بينهم من يريد السلام لذلك فشلت المفاوضات والجهود الحثيثة التي بذلتها». ورد مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالقول إن جون كيري لم يفهم أن الفلسطينيين هم الذين لا يريدون السلام» .
جاءت هذه التصريحات في مقطع بثه التلفزيون الإسرائيلي تم تسريبه من أحد المشاركين في ندوة مغلقة عقدت في أبو ظبي. وأضاف كيري «ان الأردن وافق على بقاء قوات أمريكية على الحدود لكن إسرائيل هي التي رفضت كل المقترحات».
وقال صراحة إنه لن يفاجأ إذا لم يتواجد أي قائد فلسطيني بعد عشر سنوات يؤمن باللاعنف ويقول أريد السلام خاصة عندما يقول للأجيال من بعده «جربنا وحاولنا 30 عامًا أن نفاوض إسرائيل ولم ينجح هذا الأمر وباءت كل الجهود بالفشل».
واعتبر الوزير الأمريكي السابق أن فلسطين لن تكون محصنة من حركات حقوق الإنسان التي ستدعو إلى المساواة في الحقوق وهذه النتيجة مؤكدة بعد فشل المفاوضات والسبب في فشل المفاوضات هو عدم وجود أي قائد إسرائيلي
وعلقت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على تصريحات كيري قائلة «للأسف إننا اعتدنا أن نسمع هذه التصريحات من الرسميين بعد ترك مناصبهم وهذا نمط بات معهودًا خاصة عند الأمريكيين، بسبب المصالح الضيقة والحزبية وأحيانًا الشخصية». وأكدت أن حكومة ترامب ليس لديها وضوح ولا رؤية للحل، و«لا نستطيع أن نقول إن هناك تغيرًا إيجابيًا رغم حديث ترامب المتكرر عن صفقة القرن».
وأضافت في تصريح لـ «القدس العربي» أن البيت الأبيض يشهد تجمعًا كبيراً لمن لهم تاريخ طويل في دعم الصهيونية والاستيطان، ودون أدنى شك فإن النفوذ الإسرائيلي في البيت الأبيض أصبح كبيرًا، وكذلك في وزارة الخارجية الأمريكية، هذا عدا عن الأمم المتحدة ممثلة بـ«نيكي هيلي» التي تقود حملة ضد فلسطين وتحارب المجتمع الدولي من خلال أي شخص يقوم باتهام إسرائيل.
واعتبرت أن ما يمثله ترامب هو قريب جداً مما يمثله نتنياهو، فترامب ليس المنقذ للعالم العربي، لكن ما يحدث من استقطابات في المنطقة وتحديداً على المستوى السني الشيعي وهو أمر جديد إلى حد ما جعل إسرائيل تصبح صديقة بعض الدول، وهذا ليس في صالح القضية الفلسطينية.
وأضافت عشراوي «بصراحة نحن عهدنا أن القضية الفلسطينية تخضع لتداولات سياسية وتدخلات خارجية معقدة، وما الدعم الأمريكي للمصالحة الفلسطينية إلا لأنها تريد حلاً إقليميًا مع العالم العربي، وهي تريد شخصا واحدا ليوقع نيابة عن الشعب الفلسطيني بأكمله، وهو الرئيس عباس».
وأكدت أن هذه التطورات خلقت انقسامًا في الرؤية في أوساط الفلسطينيين، وأدت لخروج تكهنات منها ما يقول إن القضية في طريقها للحل، لكن منها أيضاً ما يقول إن القضية الفلسطينية في طريقها إلى التصفية.
في غضون ذلك قالت الخارجية الفلسطينية إن ما لا يريد نتنياهو الإفصاح عنه بشكل واضح وحاسم، أو ما يلمح له علناً أحياناً أو بشكل مبطن أحياناً أخرى، تفسيره بشكل جلي للجرافات الاسرائيلية التي تلتهم بشكل يومي الأرض الفلسطينية، في أوسع عملية بناء إستيطاني تهويدي لما تبقى من أراضي الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وتعلن عنه أيضاً سلسلة طويلة من إجراءات الاحتلال القمعية والتنكيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقومات وجودهم الإنساني والوطني في أرضهم عامة، وفي القدس الشرقية المحتلة والأغوار والمناطق المصنفة (ج) بشكل خاص.
وأدانت الوزارة مواصلة جرافات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين في الأغوار بحجة البناء دون ترخيص، كما حصل مؤخراً في الجفتلك وفروش بيت دجن، كما أدانت بشدة عربدات عصابات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم، التي وصلت مؤخراً حد الاستيلاء على خط مياه عين الساكوت في الأغوار.
واعتبرت أن نتنياهو يصر على مواصلة إطلاق التصريحات والمواقف التي تخدم حملته المضللة للرأي العام في اسرائيل أولا، وللعالم وللإقليم ثانياً، عبر حديثه عن جملة من «الإنجازات» التي يدعيها عن «انتصار الصهيونية»، ويتفاخر بسعيه لـ»تحقيق السلام مع العرب»، في وقت ينكر فيه حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ويتفاخر أركان حكمه أنهم الأكثر إنجازاً في بناء المستوطنات وسرقة الأرض الفلسطينية، وتدمير مقومات وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية.
وأكدت أن تحقيق السلام والأمن يمر فقط عبر بوابة السلام مع الفلسطينيين، ووفقاً لما تمليه مرجعيات السلام الدولية وقرارات الشرعية الدولية. كما أكدت أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هو المفتاح الحقيقي للسلام والأمن في المنطقة برمتها، وأقصر الطرق لتحقيق السلام الإقليمي.
فادي أبو سعدى: