الرباط – «القدس العربي»: ألقت الشرطة المغربية القبض على مغربيين في مدينة فاس قالت إنهما ينتميان إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ويؤكد المغرب أنه مستهدف من هذا التنظيم الإرهابي، ونجح خلال السنوات الماضية في تفكيك العشرات من الخلايا التابعة لهذا التنظيم كانت تنشط في عدد من المدن المغربية.
وقالت وزارة الداخلية المغربية إن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية DST) تمكن، اليوم (أمس) الجمعة، من إلقاء القبض على عنصرين ينشطان بمدينة فاس، وذلك في إطار مواصلة التحريات على خلفية تفكيك الخلية الإرهابية الموالية لـ ”داعش” يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بالمدينة ذاتها.
وكشف وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، عن عدد المغاربة الملتحقين ببؤر التوتر بسورية والعراق، لافتا إلى أن 293 امرأة و391 طفلا التحقوا بهذه البؤر مع نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2017، كما أن 213 متطوعا جهاديا دخلوا المغرب خلال هذه الفترة.
وقال لفتيت، خلال تقديمه مشروع الميزانية الفرعية لوزارته لسنة 2018، في البرلمان مساء الخميس، إن “596 متطوعا جهاديا لقوا حتفهم منهم 521 بسورية و75 بالعراق، كما أن 1669 مغربيا من بينهم 225 معتقلا سابقا في إطار قضايا الإرهاب يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية، من بينهم 929 في صفوف تنظيم داعش الإرهابي”.
وأضاف أن “الجهود المبذولة خلال السنة الجارية وإلى غاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2017، مكنت من تفكيك 10 خلايا إرهابية، منها 15 خلية سنة 2016 و23 خلية 2015، التي كانت تعد لارتكاب أعمال إجرامية تستهدف أمن وسلامة المغرب أو الدول الصديقة وتجند شبابا مغاربة للقتال في المناطق التي تنشط فيها الجماعات المتشددة “ وأن “المكتب المركزي للابحاث القضائية عمد إلى تفكيك عدد من الشبكات الإرهابية ومن ضمنها إحباط شبكة إرهابية تنشط بالمغرب وإسبانيا داخل المنظومة الإرهابية لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية”.
وقال لفتيت أمام البرلمانيين، إن المنظمات الإرهابية ما زالت تسعى جاهدة، وفق المعلومات المتوفرة لدى مصالح الأمن، لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة في المغرب أو للتغرير بالمواطنين للالتحاق بها ومن أجل تقويض مساعيها، عززت وزارة الداخلية تنسيقها مع القوات المسلحة في إطار دوريات مشتركة للقيام بالفعل الاستباقي على الفعل الإرهابي.
ونبه وزير الداخلية المغربي إلى أن المغرب من بين البلدان المستهدفة بشكل مباشر من تداعيات التهديدات الإرهابية بفعل العديد من العوامل مؤكدا أن المقاربة الشمولية التي اعتمدتها بلاده لمواجهة هذه الظاهرة المعقدة مكنت من إحباط العديد من الهجمات والأخطار الإرهابية التي تستهدف البلاد في أكثر من مناسبة.
وقال لفتيت إن السلطات نجحت في إفشال العديد من المخططات الإرهابية، التي كانت تسعى إلى استهداف المغرب والمس بأمنه واستقراره، بفضل الاستراتيجية المعتمدة من طرف الدولة والقائمة على التنوع والتكامل بين ما هو تشريعي، وما هو اجتماعي وديني، وما هو أمني، فضلا عن آليات أخرى للتنسيق مكنت من تعزيز قدرات بلاده في مواجهة خطر المجموعات الإرهابية.
وأكد أن التجربة الأمنية المغربية أصبحت اليوم محط اهتمام دولي واسع، جعلت من المملكة عنصرا أساسيا في محاربة الإرهاب على المستوى الدولي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المغرب شارك في مجموعة من العمليات الأمنية الهادفة إلى مكافحة الإرهاب مع الدول التي يرتبط معها بشراكات واتفاقيات كإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك بعض دول الساحل وأفريقيا الغربية، حيث قاد هذا التعاون إلى تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية وقال إن تدخل الأجهزة الأمنية المغربية كان فعالا في إجهاض مجموعة من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف الأمن الداخلي لبعض الدول الصديقة.
واكد وزير الداخلية المغربي أن المصالح الأمنية، بفعل عولمة التحديات الأمنية، تعمل على تطوير شراكاتها الاستراتيجية مع نظيراتها في البلدان الصديقة لمواجهة المخاطر الإرهابية المتنامية والمساهمة في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وذلك على أساس مبادئ الانفتاح والتضامن والمسؤولية المشتركة. وقال إن المقاربة الشمولية القائمة على الفعل الاستباقي والحكامة الأمنية، التي تبنتها الممكلة المغربية، كلبد مستقر في محيط مضطرب نوعا ما، مكنت من إحباط العديد من الهجمات والأخطار الإرهابية التي تستهدف بلاده.
وفي سياق متصل كشفت وزارة الداخلية المغربية عن تفكيك العديد من شبكات الاتجار بالبشر على التراب المغربي، التي تنشط في هذا المجال وفي الهجرة غير الشرعية.
وأفاد تقرير عممه عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، على البرلمان، مساء الخميس، أن وزارة الداخلية تمكنت خلال هذه السنة (2017)، من إفشال 50 ألف محاولة للهجرة غير الشرعية، في إطار تدخلات أجهزتها لمنع هذه الظاهرة، التي تتركز بشكل كبير في الواجهة المتوسطية.
وأبرز التقرير وجود شبكات كثيرة تنشط في مجال الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر في المغرب، وقال إن وزارة الداخلية تمكنت من تفكيك 73 شبكة إجرامية، تنشط في ميدان الهجرة غير الشرعية، خلال هذه السنة فقط.
وأفاد التقرير أن مجموع التدخلات، التي قامت بها وزارة الداخلية لتفكيك الخلايا، والشبكات الإجرامية، التي تنشط في هذا الميدان، أدت إلى تفكيك ما يناهز 3207 شبكات إجرامية، منذ عام 2002 إلى غاية السنة الجارية.
وقال التقرير إن الدولة المغربية، في إطار مقاربتها الإنسانية، عملت على تقوية برنامج العودة الطوعية للمهاجرين غير الشرعيين، عبر التوقيع مع المنظمة الدولية للهجرة عدة اتفاقيات، يتم بموجبها إعادة المهاجرين الموجودين فوق التراب المغربي بشكل غير قانوني، إلى بلدانهم الأصلية وقد تمكنت من إرجاع ما لا يقل عن 23 ألفا و900 مهاجر غير شرعي، منذ عام 2004 حتى الآن.
محمود معروف