كتالونيا.. تظاهرة ضخمة لأنصار الاستقلال ومناداة بتعديل الدستور لحل النزاع

 مدريد- «القدس العربي »: استعرض أنصار الجمهورية الكتالانية قوتهم في شوارع برشلونة بعدما نظموا تظاهرة ضخمة تجاوزت 750 ألفا وفق السلطات، وترتفع أصوات في هذا البلد الأوروبي بضرورة تعديل دستوري لتلبية جزء من مطالب ساكنة إقليم كتالونيا لاحتواء الاستقلال وكذلك مطالب بلد الباسك.
وكان برلمان كتالونيا قد أعلن منذ أكثر من أسبوعين الجمهورية الكتالانية واستقلالها عن باقي إسبانيا، وتدخلت الحكومة المركزية في مدريد للإشراف على الحكم الذاتي واعتقل القضاء وزراء حكومة الحكم الذاتي بينما لجأ رئيس هذه الحكومة كارلس بويغدمونت إلى بلجيكا رفقة أربعة وزراء.
وشهدت شوارع برشلونة مساء السبت الماضي تظاهرة ضخمة للغاية للمطالبة بالجمهورية والإفراج عن المعتقلين الذين يعتبرونهم «معتقلين سياسيين»، وقدرت السلطات المشاركة في 750 ألفا بينما يتحدث المنظمون عن أكثر من مليون بكثير. وكان شعار التظاهرة «الحرية للمعتقلين السياسيين. نحن جمهورية». وأجمع الكثير من وسائل الإعلام على أن التظاهرة هي مظهر من مظاهر قوة أنصار الجمهورية الراغبين في الاستقلال عن إسبانيا.
كما أن هناك شبه إجماع على فوز بالأغلبية المطلقة للأحزاب القومية الكتالونية المؤيدة للجمهورية بالانتخابات الخاصة بالحكم الذاتي يوم 21 ديسمبر / كانون الأول المقبل، حيث لم تنجح الأحزاب الوحدوية في قلب الكفة، وتبقى دون الأغلبية المطلقة. لأنه إذا فازت الأحزاب الوحدوية فستصادق على قرارات تعزز من بقاء كتالونيا ضمن إسبانيا.
في غضون ذلك، ترتفع أصوات الكثير من السياسيين والخبراء بضرورة إقدام الدولة الإسبانية على مبادرة دستورية ترمي الى تعديل الدستور الإسباني لتلبية جزء من مطالب الحركات القومية الانفصالية وأنصارها وناخبيها. وتفيد تقارير استراتيجية أن الدستور الإسباني الذي صودق عليه في نهاية السبعينيات جاء وقتها ليضمن مرور إسبانيا من حقبة الديكتاتورية بعد حكم الجنرال فرانسيسكو فرانكو للبلاد قرابة أربعة عقود نحو الديمقراطية وقد استنفد مبتغاه.
والآن تواجه إسبانيا تحديا آخرا يهم وحدتها الوطنية، وعليه هناك إصرار على تعديل الدستور الإسباني ليكون مرنا مع مطالب القوميين سواء في كتالونيا أو بلد الباسك مستقبلا، إذ تؤكد منطقة بلد الباسك عن بدء مسلسل خاص بها في إعادة النظر في الارتباط القانوني مع إسبانيا نحو فدرالية بين دوليتين أو الاستقلال مباشرة.
وتدرك الحكومة هذا التحدي، واعترف وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيتس في حوار مع بي بي سي الأسبوع الماضي بوعي الدولة الإسبانية بهذا المأزق، واقترح تعديل الدستور في اتجاه فسرته جريدة الموندو باحتمال قبول استفتاء تقرير المصير متفق عليه لتجاوز المأزق الكتالاني.

كتالونيا.. تظاهرة ضخمة لأنصار الاستقلال ومناداة بتعديل الدستور لحل النزاع

حسين مجدوبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dinars:

    أمام تعنت مدريد لا حل أمام الكاتلان غير إعلان العصيان المدني.

إشترك في قائمتنا البريدية