لندن ـ «القدس العربي»: تشهد كرة القدم العربية حاليا طفرة كبيرة على مستوى المنتخبات، بتأهل مصر وتونس والمغرب والسعودية إلى كأس العالم 2018. وهي المرة الأولى التي تتأهل فيها 4 منتخبات عربية إلى النهائيات، وكاد العدد أن يصبح 5 باقتراب سوريا من تحقيق حلمها بالوصول للعرس العالمي، إلّا أنها ودعت أمام أستراليا.
ولرصد أهم الأسباب التي منحت 4 منتخبات عربية بطاقة التأهل للمونديال الروسي، تحدث المدرب المساعد في المنتخب التونسي حاتم الميساوي، والناقد الرياضي بجريدة الجمهورية المصرية أحمد زهران، والمحلل المغربي حسن مومن، والإعلامي الرياضي السعودي عبدالعظيم راغب.
الميساوي يرى أن وصول 4 منتخبات عربية للمونديال لم يكن وليد الصدفة بل نتيجة المستوى القوي للبطولات المحلية (الدوري والكأس) في السعودية ومصر وتونس والمغرب، إضافة لقوة البطولات المحلية في هذه البلدان. وأوضح أن «معظم لاعبي المنتخبات المتأهلة من الأندية المحلية التي تخوض منافسات قارية وتعتبر الأقوى مثل الأهلي المصري والوداد البيضاوي والترجي والنجم الساحلي التونسيين، إضافة إلى عودة الأندية السعودية لمستواها القوي في السنوات الأخيرة». وأشار إلى أن تألق ووصول أندية البلدان الأربعة للأدوار الأخيرة في المنافسات القارية يدل على قوة المنافسة التي تعود بالفائدة على منتخباتها وعلى خبرة اللاعبين القادرين على اللعب ندا لند أمام أفضل الفرق والمنتخبات. اضافة الى الدور الكبير والمتميز للمحترفين الذين وظّفوا خبرتهم في البطولات الأوروبية ورفعوا من مستوياتهم، في إشارة إلى المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنكليزي والمغربي المهدي بن عطية لاعب يوفنتوس الإيطالي والتونسي أيمن عبدالنور لاعب مارسيليا الفرنسي. وتابع: «كرة القدم الحديثة لم تعد تصنف المنتخبات إلى قوية وأخرى ضعيفة بل المقياس الأول أصبح خبرة اللاعبين ومدى اندماجهم داخل منتخباتهم الوطنية، حيث يكون التفاعل أكثر بين اللاعبين الذين يخوضون أكثر مباريات مع بعضهم بعضا داخل أنديتهم». وأرجع المدرب المساعد التونسي عودة منتخبي المغرب (غاب آخر 4 نسخ) ومصر (غابت آخر 6 نسخ) للمونديال بعد غياب طويل، إلى التركيز والتعلم من الأخطاء السابقة. ويرى الميساوي أنه إضافة للعوامل السابقة إلّا أن هناك سببا آخر وهو «تراجع مستوى عدد من المنتخبات في إفريقيا بشكل خاص على غرار كوت ديفوار والكاميرون اللذين يعتبر تراجع أنديتهما وعدم تجانس لاعبيهما المحترفين سببا في الخروج من سباق التأهل للمونديال». ودعا المنتخبات العربية لتأكيد جدارة تأهلها لكأس العالم والحفاظ على هذا التقليد ورفع مستوى الطموحات بتجاوز فكرة المشاركة من أجل المشاركة فقط واللعب بدون عقد للوصول إلى أدوار متقدمة احتذاءً بمنتخبات أمريكا الجنوبية والوسطى التي تلعب كرة عصرية وتقدم مستويات كبيرة في مشاركاتها من مونديال لآخر.
وقال الناقد زهران إن «تطبيق الأندية المصرية نظام الاحتراف للاعبين من الأسباب التي ساهمت في تحقيق حلم دام 28 عاما بالتأهل لكأس العالم». وأكد أن احتراف المصريين في الدوريات الأوروبية المختلفة ساهم بشكل كبير في إكساب اللاعبين المزيد من الخبرة وهو ما عاد بالنفع على المنتخب ليحقق حلم التأهل إلى مونديال روسيا. وتوقع أن يظهر المنتخب المصري بمستوى متميز في كأس العالم المقبلة وأن يتألق جميع اللاعبين في الدوري المحلي حتى يجذبوا أنظار الجهاز الفني للفراعنة بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر. بدوره أشاد مومن بعطاء المنتخبات العربية الأربعة خاصة المغربي، مشيرا الى أن المغرب حققت رقما عالميا مشرفا فهو الوحيد في القارات الخمس الذي لم يتلقَ مرماه أي هدف في التصفيات. وأضاف أنه لم يخسر أي مباراة، وهو ما أهله ليعود لأبرز حدث كروي في العالم بعد غياب 20 عاما، مؤكدًا أن «الأرقام تدل على أن هناك تخطيطا جيدا، وبدون تدبير محكم وإمكانات مادية لا يمكن تحقيق الأهداف». وحول تأهل تونس قال مومن إن المنتخب حجز مكانا له في روسيا رغم تراجع مستوى الأندية، وهذا يدل على «الكرة تمرض لكنها لا تموت». وتوقف عند نتائج مصر خلال السنوات الماضية، بالقول: «عند المقارنة نكتشف أن هناك نتائج متناقضة، المنتخب المصري غاب عن العرس الكروي العالمي لمدة 28 عاما، لكن هذا لا يعني أنه لم يكن يملك منتخبا قويا، بالعكس حصد ألقاب إفريقية كبيرة، وكان له توجه إفريقي بارز»، وأضاف: «مهم جدا عودة المنتخب إلى المونديال لكرة القدم المصرية، التي مرت بمراحل عصيبة بعد الربيع العربي». إلّا أن المحلل الرياضي المغربي تساءل حول مدى وجود سياسة كروية في العالم العربي، قائلا: «حين نتحدث عن السياسة الكروية نقصد بها المشاريع التي تهم البنيات التحتية والدعم المالي وتكوين الأطر والاهتمام بالفئات الصغرى، في إطار سياسة رياضية شاملة». ويرى المتحدث أن «السياسة الكروية بمفهومها الشامل غير موجودة في العالم العربي. بالمقابل هناك نجاحات لبعض الاتحادات العربية، التي تمكنت من توفير الشروط الملائمة لنجاح منتخبها الأول وتحقيق نتائج جيدة، كما الحال للمنتخبات العربية الأربعة المتأهلة». ولفت إلى أن المتأمل في واقع الأندية في البلدان العربية المتأهلة يدرك جيدا الجهد الذي يُبذل لدعم المنتخبات الوطنية، بينما هناك تقصير كبير على مستوى دعم عمل الأندية. وأوضح: «مثلا في المغرب السرعة التي يشتغل بها الاتحاد الكروي متقدم كثيرا عن السرعة التي تسير بها الأندية». وأكد مومن ضرورة إيلاء أهمية أكبر لدعم الفئات الصغرى للاعبين، لأنها «صمام أمان مستقبل المنتخبات الوطنية». أما راغب المختص في شؤون الكرة السعودية فيرى أن السبب الأهم في تأهل منتخب بلاده يعود للمدرب الهولندي فان مارفيك عندما قرر الحفاظ على القائمة التي يستدعيها بشكل مستمر، وهذا بخلاف ما كان يحدث سابقا، عندما يتعرض إلى نكسة أو يخسر بطولة يتم تغيير 10-15 لاعبا. وأضاف: «على الصعيد التقني والتكتيكي الأخضر السعودي يملك لاعبين مميزين حقا، يعرفون ما يريد منهم الجهاز الفني ويطبقونه بذكاء، ربما لديهم بعض النواقص على الصعيدين البدني والذهني، لكن هذا لم يمنعهم من اللعب بشكل مميز». وأوضح: «طريقة فان مارفيك، لم تتغير منذ بداية التصفيات النهائية، 4 مدافعين، 5 لاعبين في الوسط، وأمامهم مهاجم وحيد، لكن طريقة اللعب تتحول بحسب ظروف المباراة». وأشار راغب إلى أن الدوري السعودي يعد الأفضل والأقوى عربيا، لأنه «يمتاز عن غيره بأهم ميزتين، الأولى تعدد الأندية المتنافسة على البطولات بين 5 فرق (الهلال والأهلي والنصر والاتحاد والشباب)، وهو ما يخلق أجواءً تنافسية مميزة ومثيرة على غرار الدوري الإنكليزي. السبب الثاني الحضور الجماهيري الكبير في غالبية المباريات، وليس الأمر قاصرا على ذلك فقط بل خلق الجماهير السعودية لأجواء مثيرة خلال المباريات، ما جعل الأندية تستعين بأفضل العناصر الأجنبية المحترفة».
وختم راغب بالقول: «استعانة الأندية بلاعبين أجانب انعكس تأثيره على اللاعب المحلي الذي حاول جاهدا أن يجد لنفسه فرصه في التشكيلة الثابتة لفريقه وهو ما أدى إلى ارتفاع الجانب اللياقي والتكتيكي لدى اللاعب السعودي».
الرابط المشترك بين المنتخبات الاربعة هي الوضع السياسي المتأزم داخليا،بغض النظر عن الانجاز في حد ذاته لن ينسينا ان خلفه قرار سياسي يأمل بتحويل الانظار عن اخفاقاته الداخلية باستعمال انجاز رمزي للتغطية و المداراة ،هل الامر متعلق بسياسة بعيدة الامد و تخطيط رشيد متواصل الاجابة بالطبع هي سلبية فمن يفشل في سياسته العمومية لن ينجح في الرياضة فهي ليست معزولة عن باقي المجتمع،هل علينا ان نفرح حقا بالذهاب لكأس العالم و نحن مأزومون و الفوضى تحيط بنا من كل جانب؟افضل ان لا نذهب لكأس العالم فهو لا حدث في تاريخنا بدل منه علينا أن نرى واقعنا بعقول غير مخدرة و ان نحل معضلاتنا بواقعية ،معضلاتنا الحقيقية و ليست المختلقة….
والدليل ما حصل مع سوريا…. الحكومات العربية تحاول أن تثبت لشعوبها أنهم بخير وما من شك أن التأهل لكأس العالم خير سبيل لذلك