ايران تحذر من ازمة طاقة عالمية بحال فرض عقوبات عليها
طهران: تجميد اصولنا بالغرب سيدفع الاموال النفطية للهربايران تحذر من ازمة طاقة عالمية بحال فرض عقوبات عليها طهران ـ اف ب ـ رويترز: حذرت ايران مجددا امس الخميس الدول الغربية من ارتفاع في اسعار النفط قد يتسبب بازمة في حال فرض عقوبات دولية عليها بشأن ملفها النووي.وقال وزير الاقتصاد الايراني داود دانش جعفري في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية امس في حال فرض عقوبات فان ايران والدول الاخري ستعاني منها، غير ان الضرر سيكون اكبر علي الدول الاخري لان احدي النتائج ستكون اندلاع ازمة في قطاع النفط وعلي الاخص حدوث ارتفاع في الاسعار .غير ان الوزير الايراني لم يتحدث عن وقف او خفض الصادرات النفطية الايرانية في حال فرض عقوبات علي ايران.وتعتبر ايران المنتج الثاني للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، وتنتج حوالي اربعة ملايين برميل يوميا من النفط تصدر منها 2.4 مليون.وفي تحذير جديد من مغبة العقوبات المحتملة قالت ايران ان أوروبا ليس لها الحق في تجميد اصول ايران في الخارج وانها ستتسبب في هروب رؤوس الاموال في البنوك الاوروبية اذا فعلت ذلك. واثار احتمال فرض عقوبات علي ايران ذكريات مريرة عن تجميد حسابات ايران في الولايات المتحدة بعد قليل من قيام الثورة الاسلامية في عام 1979.وردا علي التقارير الاخيرة بشأن ضرورة اعادة الاموال الايرانية في الخارج الي البلاد تحسبا للحجز علي الممتلكات الايرانية في دول من بينها دول الاتحاد الاوروبي قال وزير الاقتصاد الايراني اللوائح العالمية لا تسمح لاوروبا بعمل ذلك وسيكون هذا ضارا لها . واضاف مثل هذه الاعمال ستجعل الدول الغنية بالنفط حريصة علي سحب اموالها من البنوك الاوروبية ونقلها الي اماكن اكثر امانا .وقال محافظ البنك المركزي ابراهيم شيباني امس الاول ان ايران ستعيد اموالها من الخارج اذا كان ذلك ضروريا. وليس معروف حجم عائدات النفط الايرانية الموجود في حسابات اجنبية. ويوجد مقر شركة نفط ايران انترتريد وهي الذراع التسويقية لشركة النفط الايرانية الحكومية في سويسرا. ويقدر الاقتصاديون ان ايرادات ايران من النفط ستصل الي اكثر من 40 مليار دولار مع نهاية السنة الايرانية في آذار (مارس) المقبل. ومن هذا الاجمالي يذهب 16 مليار دولار الي الانفاق الحكومي المقرر في الموازنة. ويذهب الباقي الي بنك ايران المركزي الذي يحتفظ بقدر غير معروف في حسابات اجنبية. وفي مجال ردود الفعل علي التصريحات الايرانية اعرب فرانسيس بيران رئيس تحرير مجلة النفط والغاز العربيان المتخصصة عن اعتقاده بان الامور لن تصل الي حد انقطاع الامدادات الايرانية. وقال من الجهتين، يتم التلويح بسيوف خشبية. وليس لاي منهما مصلحة في الظروف الحالية في استخدام ما يمكن ان يلحق ضررا فعليا بالطرف الاخر، اي سلاح النفط في اتجاه ما او خلافه .واضاف نحن امام ظاهرة تبعية مزدوجة لان دولة مثل ايران التي تعتمد 80% من عائداتها من العملات الصعبة علي النفط ستشعر بالضيق اكثر من زبائنها في الاوقات العـــادية. اما الان وفي الظروف الحالية من التوازن الــــهش بين العرض والطلب في السوق النفطية فانني اقول ان النسبة مناصفة .بدوره قال المحلل سيمون واردل من غلوبال انسايت ومقرها لندن اعتقد بان ايران ستلحق الضرر بنفسها علي المدي البعيد اما بالنسبة لعقوبات محتملة فانها لا تزال بعيدة .وقال واردل ان الصادرات النفطية الايرانية في حال فقدانها لن يكون بالامكان تعويضها بشكل كامل حيث تنتج غالبية الدول اقصي طاقتها ووحدها السعودية تتمتع بهامش ضيق من المناورة.من جهته قال منصف الكعبي من مؤسسة ايكسيس كوربوريت أند انفستمنت بانك انه في حال توقف الصادرات الايرانية، فان اسيا ستعاني اكثر من غيرها . ولم يستبعد ان تعمد الوكالة الدولية للطاقة الي استخدام احتياطها.لكن المشكلة الحقيقية تكمن في المدي الطويل وفقا لبيران. فايران التي تملك 10% من الاحتياطي العالمي للنفط و 15% من احتياطي الغاز الطبيعي هي بدون ادني شك احد مفاتيح مستقبل الطاقة في الكرة الارضية. والازمة الحالية تعرقل استثمارات حيوية مما قد يسفر عن دفع ثمن ذلك في وقت لاحق.4