عمان – «القدس العربي»: تبدو الفرصة متاحة قريبا لجولة أردنية أعمق في الاصغاء للإيقاع التركي وخياراته واتجاهاته، في المنطقة من دون ميل للاسترسال في أية مناكفة لسياسة المحاور، ومن دون حسابات لها علاقة بما يتجاوز الواقعة التي يُقرّ بها ويقرّرها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني، بعنوان: «تركيا بلد مهم ومحوري وجار وكبير في المنطقة «.
إلى أي حد يمكن لهذا الجوار أن يطور مساحات التفاهم ويسهم في تبديد وإزالة ما تبقى من عوالق في الارتياب والانتقال لمنظور سياسي لا يقف عند البعد الأمني فقط في علاقة الأردن مع تركيا ؟
.. هذا هو السؤال المطروح اليوم بعد تطوّرين لافتين في السّياق، حيث يُفترض أن يزور الملك عبد الله الثاني تركيا الشهر المقبل، قبل نهاية العام في وقفة إضافية، قد تكون أكثر عمقًا هذه المرة وصراحة، ردًا على تلبية الرئيس رجب طيب أردوغان دعوة سابقة للملك حيث زار الأخير عمّان وأطلق سلسلة من المجاملات لخياراتها السياسية، لإظهار حسن النوايا بعدما تلقى دعوة ملكية لزيارة الأردن.
في الوقفة الثانية، بين زعيمي البلدين، قد يكون المناخ موائمًا أكثر لفتح القلوب السياسية، تحت عناوين محدّدة يُظهر الأتراك حماسًا كبيرًا لها، أبرزها تعزيز المصالح الاقتصادية والتجارية، ثم الانتقال إلى المستوى الاستثماري، إضافة إلى البحث عن تقاربات ومقاربات للقضايا الأساسية في الإقليم والمنطقة، مع الاسترسال في بناء أجواء الثقة تحت عنوان «تشابه المصير والموقف»، على الأقل في ملفين كبيرين هما سورية والعراق، مع وجود وجهات نظر متقاربة جدا في الملفين الإسرائيلي والفلسطيني.
لا توجد توقعات وتكهنات محددة، بخصوص ما ينبغي أن يُقدّمه الأردن لإطلاق علاقات أفضل مع جارته تركيا. لكن؛ توجد في أنقرة، كما لمست «القدس العربي» مباشرة من مسؤولين بارزين في وزارة خارجيتها، محاولات اجتهاد مرصودة لتلمس إجابة إيجابية عن السؤال الفنّي المتعلق بماهية ما يمكن أن تقدمه أنقرة للإجهاز على الخلافات مع عمّان واستقطابها، حيث طرح هذا السؤال مباشرة على «القدس العربي».
زيارة الملك الوشيكة لتركيا سبقتها خطوات تقارب أساسية، فعمّان في طريقها لتعيين سفير جديد في أنقرة، المرشح الأوفر حظًا حتى الآن لتولي هذا الموقع المهم إقليميًا هو جنرال أمني تقاعد للتو، ويعتبر من أبرز خبراء الأمن في المعادلة الأردنية. هنا تؤشر معلومات «القدس العربي» إلى أن اللواء المتقاعد إسماعيل الرفاعي قد يخلف الوزير السابق أمجد العضايلة في تولي مهام السفارة الأردنية في أنقرة.
مع تسلم العضايلة مهام عمله الجديد سفيرًا في موسكو التي تتقارب، على نحو ملاحظ، بدورها مع تركيا أردوغان يمكن التوصل إلى استنتاجات سياسية ودبلوماسية، لها علاقة باختيار الرفاعي تحديدًا لضبط إيقاع العلاقات الأردنية التركية، في المرحلة اللاحقة، ولإظهار توق عمان للتفاعل ولو بخطوات بطيئة وعميقة مع شغف أنقرة إلى التقارب معها.
الانطباع يؤشر هنا، ونتحدث في البعد السياسي، على أن اختيار شخصية بخلفية أمنية ميدانية لتولي موقع سفير الأردن في تركيا، قد يقدم مساهمة منتجة في تقليل مساحات وتقصير مسافات الاختلاف، واتخاذ قرارات سريعة التجاوب مع المرجعية الأمنية وبتصور إيجابي.. على الأقل أنقرة، بوضوح، تميل إلى التقاط الرسالة على هذا الأساس خصوصًا وهي تستعد لإنجاح الزيارة المتوقعة الشهر المقبل على أمل التخلص من الحساسيات والتطلع فعلًا لا قولًا إلى صفحة جديدة.
قبل ذلك إرسال سفير الأردن في أنقرة إلى حليفها الجديد في موسكو كان خطوة قد تكون محسوبة بدقة على معيار دبلوماسي واقعي يحاول أردنياً الافلات من قبضة التمحور والتموضع الإقليمي في المنطقة. هنا حصريًا يميل الأردن وإن كان ببطء إلى التنويع في اتصالاته السياسية العميقة، وهو تنويع دعا إليه في اجتماعات مغلقة وعلنية سياسيون كبار ورجال فكر ودولة، من بينهم عون الخصاونة وسمير الرفاعي وعدنان أبو عودة وعبد الكريم الكباريتي وكذلك معروف البخيت. وضمن سياق التنويع يُجرب الأردن حظه مجدداً مع تركيا أردوغان مستثمراً في مساحة مشتركة جديدة تمامًا، هي الراعي الروسي لتفاهمات خفض التوتر شمال وجنوب سورية بالتزامن.
الأردن من الطبيعي أيضاً أن يبحث في التنويع عن جذب استثمارات، ومن المرجح أن تركيا جاهزة هنا، خصوصًا بعدما خذل المعسكر العربي المناهض لأردوغان الاقتصاد الأردني، خصوصًا أن تَحمُّل عبء اللجوء السوري تحديدًا يؤسس لواحدة من أهم النقاط المشتركة مع الدولة التركية، كما يؤكد لـ»القدس العربي» رئيس برلمان الأردن المهندس عاطف الطراونة الذي سبق له أن زار تركيا والتقى أردوغان.
خذلان الحلفاء العرب لعمّان في مربعات محددة؛ أهمّها إسرائيل والدعم المالي من المسوّغات التي تدفع عمّان ولو لتلمس سطحي للأحضان التركية، وقد أقيمت في عمّان باستضافة المعهد الدبلوماسي الأردني ندوة خاصة بمناسبة مرور 70 عامًا على العلاقات بين البلدين، شهدت نقاشات حيوية وإيجابية بين أكثر من 20 شخصية من أنقرة وعمّان.
وعليه؛ يمكن القول إن الأذن الأردنية في السّياق الإقليمي، وبعد سلسلة مجاملات تقاربية، في طريقها قريبًا وعلى مستوى الزعامة للإصغاء إلى ما تقوله تركيا، وهو أمر مفيد بكل الأحوال، لأنه لا يُلحق ضررًا بالطرفين في الحد الأدنى.
بسام البدارين:
الحلف القطري التركي هو الأنسب للأردن
فالتجربة التركية في الإقتصاد مع المساهمة المالية لقطر سترفع من شأن الأردن الإقتصادي
ملاحظة :
وضع تركيا قبل 15 سنة الغارق بالديون هو نفسه وضع الأردن الآن – لاحظوا وضع تركيا الآن
ولا حول ولا قوة الا بالله
*عقدة السعودية (إيران ) وليس (تركيا)
من هذا المنطلق تستطيع الأردن
تفعيل وتنشيط علاقاتها بتركيا كما تشاء.
حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين.
سلام
من الممكن ان الأردن يناور بشأن تركيا . ولكن لا يستطيع الأردن أغضاب السعودية والإمارات ومصر ، والتي لهذه الدول خطوط مع الغرب وعلى راسهما أميركا . وهنا لا ننسى ان تركيا بدء لها الخطوط مع روسيا وإيران مؤخرا وبشكل واضح ، وهذا مما يزعج بعض دول أوروبا وأميركا وسعوديتهم ومعها الإمارات ، وهناك عقوبات على روسيا من قبل دول أوروبية . الأردن يبقى محتارا طالما خطه مع السعودية ، ومن فوق السعودية أميركا وبعض الدول الأوروبية كبريطانيا مثلا .
سياسة بيضة القبان
أو شعرة معاوية في حفظ التوازن السياسي الخارجية نجاح يسجل بامتياز لصناع القرار في الاردن واختيار شخصية أمنية رصينه شهد لها بملئ مكانها كمثل سعادة اللواء إسماعيل الرفاعي خطوة سياسية متميزة نظرا لضرورف الاصطفافات
الدولية المنبعثة في المنطقة