عنف المستوطنين في الخليل يثير الغضب لدي الكثير من الاسرائيليين ويحرج المعتدلين منهم في الضفة الغربية

حجم الخط
0

عنف المستوطنين في الخليل يثير الغضب لدي الكثير من الاسرائيليين ويحرج المعتدلين منهم في الضفة الغربية

السوق اليهودي في الخليل فلسطيني بالضبط مثلما هو سوق الخردة في يافا اسرائيليعنف المستوطنين في الخليل يثير الغضب لدي الكثير من الاسرائيليين ويحرج المعتدلين منهم في الضفة الغربية عنف اليهود من سكان الخليل والفتيان المندفعين الذين يساعدونهم يثير الغضب لدي جمهور واسع ويحرج معتدلي المستوطنين في الضفة الغربية. ويخشي الاخيرون من أن تزيد اعمال الشغب نسبة من يعتقدون بوجوب الخروج من المناطق المحتلة، فيسهل بذلك علي الحكومة فك الارتباط عنهم. ايهود اولمرت، في احد تصريحاته الاولي شد علي شفتيه ووعد بعـــــدم اعفاء خارقي القانون من المسؤولية. وبعد بـــــضع ساعات اعلن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة. وبدا للحظة بأن السلطات تصحو إذ أن ضائقــــتهم المتواصلة لعرب الخليل تمس بشغاف قلب المجتمع الاسرائيلي وأنه يتعاظم الاعتراف بوجوب التخلي عن تواجد اليهود في داخل مدينة الآباء والاجداد. هذا مزاج آني. فالعاصفة ستمر والحكومة ستنقل السيطرة في السوق اليهودي في الخليل الي الطائفة اليهودية. والتوقع يعتمد علي تجربة الماضي، التي تثبت انه تقريبا في كل الاحوال يتغلب المتزمتون علي الحكومة وعلي الوضع القانوني لهذا الملك. تفسير: يهود الخليل لا يطالبون لانفسهم بحقوق لا تمنحها دولة اسرائيل لعشرات الاف اليهود الذين يسكنون في اماكن اخري في المناطق المحتلة. وبالعكس، فان المبررات القانونية التي يستندون اليها مبلورة اكثر من المبررات المؤيدة لحقوق اهالي ارئيل او معاليه ادوميم في الاستيطان في اماكن سكناهم. الموقع موضع الخلاف اشتراه يهود في بداية القرن الـ 19، وكان يتصرف به اهالي الطائفة الشرقية حتي المذبحة التي نفذها بحقهم جيرانهم في العام 1929. وعندما اُفرغت المدينة من يهودها واقفر السوق أجرت البلدية المحلات التجارية لتجار عرب. في العام 1949 اصبحت الضفة الغربية جزءا من المملكة الهاشمية وانتقلت الاملاك الي مسؤولية الوصي الاردني علي أملاك الغائبين.في أعقاب احتلال المناطق ورثت الادارة المدنية صلاحياته ومنذئذ تتصرف اسرائيل بالاملاك الخاصة المهجورة لليهود تماما مثلما تتصرف بالاراضي العامة: كل ملك ليس مسجلا علي اسم مالكين عرب، مفهوم من تلقاء نفسه أنه ملك اسرائيل، تفعل به كما تشاء. فهي تقتلع الجبال، تحطم الاشجار، تشق طرقا وتبني المدن والقري من أجل اليهود. عمليا، لا يوجد فرق بين الاملاك التي كانت تعود للحكومة الاردنية وبين الاملاك مثل اراضي غوش عصيون، عطروت ومبان عديدة في القدس الشرقية كانت بملكية يهود قبل 1948، وحتي يومنا هذا مسجل السوق في الخليل كمنشأة للطائفة الشرقية لان الاردنيين لم يفعلوا ما فعلته اسرائيل باملاك الغائبين العرب، ولم تسمح بتسجيل هذه الاملاك علي اسماء من استخدمها في الاجيال الثلاثة الاخيرة. والشوكة السياسية في الجانب القانوني هي أن الادعاء الذي يقضي بموجب العدل بأن يعود ملك اليهود الذي خلفوه في ارض احتلها الاردن الي اصحابه السابقين يوازي الادعاء بان ملك اللاجئين العرب يجب أن يعود اليهم. هذه صفقة فظيعة. بعد حرب التحرير سيطرنا علي ملك عربي هائل، اكبر بكثير بدون قياس من الملك اليهودي الذي تركناه خلفنا في المناطق التي احتلها الاردن. أحياء كاملة في أكبر مدن اسرائيل ومئات القري والبلدات هي ملك عربي صودر وانتقل الي الدولة ومن يديها الي الاملاك الخاصة. المالكون السابقون يوجدون ليس فقط في مخيمات اللاجئين في البلدان العربية بل وايضا بين ظهرانينا. من الافضل لنا أن نجذر القرار التاريخي في أنه في حرب الانبعاث بدأ تقويم جديد، ومنها صاعدا كل ما يوجد غربي الخط الاخضر هو ملك اسرائيل، وكل ما يوجد شرقيه ملك الفلسطينيين. الاستنتاج هو ان السوق اليهودي في الخليل هو فلسطيني، بالضبط مثلما هو سوق الخردة في يافا اسرائيل. قتلي العام 1929 الذين سنوقظهم من قبورهم في الخليل سيوقظون الموتي العرب، الذين ذبحناهم في حرب التحرير، وهؤلاء لن يرووا القصة التي نستطيب روايتها لانفسنا.يارون لندنكاتب يساري(يديعوت أحرونوت) 19/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية