لندن ـ رام الله ـ «القدس العربي» من فادي أبو سعدى: بينما يجري الحديث عن ضغوط عربية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلى مسار المفاوضات، أعلن الاتحاد الإسرائيلي للعبة الشطرنج أمس، أن لاعبين تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات دخول إلى السعودية للمشاركة في بطولة الشطرنج، التي ستجري في الرياض أواخر العام بعد أن أعلن الاتحاد العالمي للشطرنج أنه يسعى لتسهيل ذلك.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية التي نقلت الخبر إنه في حال حصولهم على التأشيرات، فإنها ستكون المرة الأولى التي يزور فيها إسرائيليون علنا السعودية، التي لا تربطها علاقات رسمية بإسرائيل.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة تقارير وتصريحات صدرت أخيرا عن قادة إسرائيل حول علاقات سرية مع السعودية في ظل العهد الجديد، وتسريبات عن زيارة سرية لولي العهد محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة، لإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الإسرائيلي للشطرنج ليئور ايزنبرغ لوكالة الصحافة الفرنسية إن سبعة لاعبين تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات دخول للمشاركة في بطولة للشطرنج ستجري في الرياض في الفترة ما بين 26-30 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وأعلن نائب رئيس الاتحاد العالمي للشطرنج جورجيوس ماكروبولوس أنه تم تقديم أوراق سبعة لاعبي شطرنج إسرائيليين، بينهم سيدتان، إلى السلطات السعودية. وقال في بيان أمس إن «وضع التأشيرات معلق حاليا». وأضاف «نحن نقوم بجهود كبيرة لضمان حصول جميع اللاعبين على تأشيرات دخول». وتابع القول إن الاتحاد «يدعم سياسة الاتحاد العالمي للشطرنج لإجراء البطولة في السعودية الى جانب التزام الاتحاد بضمان مشاركة الإسرائيليين دون الخضوع لقيود.ويتوقع «من السعوديين، بمساعدة الاتحاد الدولي، أن يوافقوا على طلباتنا للحصول على تأشيرات دخول للمشاركة» في البطولة. وأشار إلى أن رئيس الاتحاد الإسرائيلي للشطرنج زفيكا باراكا بحث قضية التأشيرات السعودية مع ماكروبولوس ومع رئيس الاتحاد العالمي للشطرنح الذي زار إسرائيل أخيرا.
وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه لا يعتقد أن هناك مشكلة في مشاركة الاسرائيليين في البطولة في الرياض حال حصولهم على التأشيرات.
يأتي ذلك وسط تسريبات إسرائيلية حول وجود ضغوط كبيرة تمارس على الرئيس عباس للعودة إلى مسار المفاوضات. وقالت تقارير إسرائيلية إن مصر ودولا عربية معتدلة أخرى، تمارس الضغط على الرئيس عباس لكي يرجع الى المفاوضات مع إسرائيل. ونقل عن مصدر مصري رفيع إن مصر وإسرائيل والأردن والسعودية ودول الخليج معنية بخلق جبهة لمواجهة تهديدات الإرهاب المشتركة في المنطقة كلها.
وحسب التقارير الإسرائيلية فإن الحديث هو بشكل أساسي عن التهديد الكامن في توطيد وجود إيران في سوريا بشكل خاص، إلى جانب مخاطر الإرهاب الإسلامي المتطرف وتعاون «تنظيمات الإرهاب الفلسطينية» مع إيران، وحزب الله وتنظيمات الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.
ونسبت صحيفة «يسرائيل هيوم» إلى مصدر لم تسمه في ديوان الرئيس الفلسطيني في رام الله هذه التفاصيل، وقال إن «السلطة الفلسطينية تخضع لضغوط كبيرة من جانب دول في المنطقة لكي ترجع إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، وتجدد بشكل كامل وشامل التنسيق الأمني مع اسرائيل، في محاولة لخلق جبهة إقليمية أمام التأثير الإيراني في المنطقة ومكافحة الإرهاب».
وحسب أقوال المسؤول الفلسطيني، فإن الضغوط على أبو مازن من جانب مصر، لكي يجدد التنسيق الأمني مع اسرائيل بشكل كامل وشامل، ازدادت إلى حد كبير في ضوء حمام الدم الذي شهدته سيناء في نهاية الأسبوع الماضي.
هل هذه طلائع اصلاحات محمد بن سلمان ؟؟؟؟