تونس – «القدس العربي»: دعا رشيد الترخاني رئيس حزب «جبهة الإصلاح» الإسلامي إلى تشكيل جبهة سياسية جديدة جمع الأحزاب الإسلامية في تونس، مستبعدا التحالف مع حزب «التحرير» الذي اعتبر أنه «محكومة بتنظيم عالمي وهو منفصل عن الواقع ويتصرف وفق قوالب جاهزة ويعتمد أطروحات قديمة تقدم قراءة خاطئة لما يحدث حاليا في تونس». كما شكك في إمكانية نجاح رئيس الحكومة يوسف الشاهد من «الخروج من سيطرة قصر قرطاج»، واعتبر أن خروج الحزب الجمهوري من الحكومة هو نتيجة «تخبطه» في مشاكل داخلية منذ خسارته في الانتخابات السابقة.
ونفى، من جهة أخرى، وجود مشكلة «أقليات» في تونس، مشيرا إلى وجود أطراف خفية (لم يحددها) بدأت بافتعال قضايا هامشية بعد الثورة تتعلق بوجود «اضهاد» لبعض الأقليات الإثنية أو الدينية أو الاجتماعية، كما عبر عن رفضه لإلغاء المنشور المتعلق بمنع زواج التونسية المسلمة من غير المسلمة، مشيرا إلى أن الرئيس الباجي قائد السبسي بإلغاء لهذا المنشور « مارس نوعا من القفز على المخزون العقائدي والثقافي للتونسيين».
وكشف الترخاني في حوار خاص مع «القدس العربي» عن وجود نقاشات يجريها حزبه مع بعض الأحزاب الإسلامية في تونس كحزب «العدالة والتنمية» وغيره بهدف تشكيل جبهة سياسية جديدة، لكنه أشار إلى أن هذه النقاشات «مازالت في بدايتها وحتى الآن لم تتوج بالنجاح، ولكننا نأمل أن يكون هناك تقارب كبير بين بعض الأحزاب الإسلامية في الساحة الوطنية في تونس لتشكيل تكتل أو جبهة سياسية جديدة».
ونفى، في السياق، إمكنية التحالف مع حزب «التحرير» الإسلامي الذي قال إنه «يطرح نفسه كحزب فوق وطني إذا صح التعبير، وهو محكوم بتنظيم عالمي، ويتصرف طبقا لقوالب جاهزة وهو لم يتطور منذ مدة طويلة، كما أنه – إلى حد ما – غائب عن الواقع، ويحاول عبر أطروحاته قديمة القفز على هذا الواقع السياسي وتقديم فهم أو قراءة خاطئة له بكل تناقضاته، بمعنى أنه يتصرف وكأنه غير معني بما يدور في بلادنا من ضغط دولي وتحديات إقليمية وداخلية (الإرهاب وغيره)».
وكان غازي الشواشي الأمين العام لحزب «التيار الديمقراطي» حذر رئيس الحكومة يوسف الشاهد مؤخرا من مصير مشابه لسلفه الحبيب الصيد، مشيرا إلى أن «قصر قرطاج وحزب النداء شق حافظ قايد السبسي بصدد الإعداد لسيناريو مماثل لسيناريو شطب الثقة من حكومة الحبيب الصيد وذلك في اتُجاه إسقاط يوسف الشاهد وإطاحة حكومته أو إرغامه على الاستقالة».
وعلق الترخاني على ذلك بقوله «هذا وارد جدا لأن الشاهد أثبت – للأسف – عدم كفاءته لقيادة البلاد، وهو يعيش حاليا خلافا مع نجل الرئيس (حافظ قائد السبسي) الذي يُبدي عدم رضاه عن أدائه، كما أن محاولته غير الموفقة لمحاربة الفساد اصصدمت برفض من قبل قوى فاعلة في البلاد، ونتذكر أن الصيد قال صراحة إنه يعمل تحت ضغط كبير، ونفس الشيء يتكرر الآن مع الشاهد الذي أراد إثبات جدارته في قيادة البلاد وإدارة الحكومة كونه يحمل مشروعا طموحا لإخراج تونس من الفساد، لكنه اصطدم بقوى كبيرة عليه وعلى الحكومة وتتمثل بلوبيات الفساد المتنفذة والمسيطرة الآن على البلاد، وهو إلى حد ما يحاول الخروج من سيطرة قصر قرطاج لكن أعتقد أنه سيفشل في النهاية».
وحول انسحاب الحزب «الجمهوري» من الحكومة، قال الترخاني «الجمهوري يتخبط في مشاكله الداخلية منذ خسارته في الانتخابات السابقة، زد على ذلك استقالة رئيسه الرمزي أحمد نجيب الشابي وتأسيسه لحزب جديد، فضلا عن الوضع الصحي الذي اضطر أمينته العامة السابقة مية الجريبي للابتعاد عن القيادة، وقد وقع مؤخرا خلاف بين الحزب الجمهوري وممثله في الحكومة (إياد الدهماني) نتيجة الخلاف بين توجهات الحكومة وتوجهات الحزب وأطروحاته ورؤيته لحل الوضع القائم في تونس، وهو ما دفعه إلى الإعلان عن الانسحاب مع الحكومة».
من جانب آخر، نفى الترخاني وجود مشكلة أقلية في تونس، مشيرا إلى أنه «قبل الثورة كل التونسيين كانوا يعيشون بانسجام ولم تكن مشكلة الأقليات موجودة، فمثلا في جزيرة جربة حيث يعيش أغلب اليهود التونسيين لا تكاد تلاحظ أي فرق بين المسلمين واليهود فهم يعيشون بانسجام كبير وثمة تبادل تجاري وصناعي كبير بين الطرفين وهذا الأمر ينطبق أيضا على النصارى (المسيحيين)، وأنا كتونسي لا أشعر بوجود أقليات مضطهدة في البلاد، بل – بالعكس- هذه الأقليات تحظى باحترام كبير في تونس ويحميها القانون ويمكّنها من ممارسة عاداتها وتقاليدها بكل حرية، وشخصيا لا أعرف إن كان أصلي عربي أم أمازيغي، وأغلب التونسيين كذلك».
وأضاف «هذه المشاكل (اضطهاد الأقليات) برزت في الساحة التونسية بعد الثورة وحركتها قوى وأطراف خفية لديها مصالح في إثارة هذه القضايا الهامشية، فبعد الثورة هناك من رفع علم الأمازيغ ومن أصبح يتكلم عن اضطهاد المثليين، رغم أن موضوع المثليين كان موجودا لكن مسكوت عنه، أم الآن فأصبح لهم علم خاص بهم. عموما نحن نتمنى أن تمشي تونس في طريق الحرية والديمقراطية وأن يعبر كل شخص عن رأيه في إطار القانون وما يكفله الدستور لكل التونسيين، لكن لا أعتقد بوجود أقليات مضطهدة في تونس كما هو الحال عليه في كثير من المناطق في العالم، وأستطيع القول إن هذا الأمر لا يعتبر من المشاكل الأساسية لدى التونسيين الذين تعاني نسبة كبيرة منهم من الفقر وتراجع التنمية وغيرها».
وكانت السلطات التونسية أعلنت مؤخرا إلغاء المنشور الحكومة الصادر عام 1973 والقاضي بمنع زواج التونسية المسلمة من غير المسلم، وذلك بعد أشهر من مبادرة حول هذا الأمر اقترحها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وأثارت جدلا كبيرا في البلاد.
وعلق الترخاتي على ذلك بقوله «الموضوع فقهي بالأساس لأننا في تونس نتبع المذهب المالكي، وهذا الأمر يتعلق بمجلة الأحوال الشخصية التي اعتمد بورقيبة (الرئيس السابق) في وضعها على جملة من الاجتهادات الفقهية لمشائخ الزيتونة، وإذا أردنا فتح هذا الموضوع لا بد لنا من إشراك علماء المسلمين وخاصة علماء الزيتونة الذين لديهم قول فهي مهم في هذا الأمر، ولذلك أعتقد أن الرئيس الباجي قائد السبسي مارس نوعا من القفز على المخزون العقائدي والثقافي للتونسيين لأنه أراد أن يعمل شيء ممكن أن يسجله في التاريخ، لكن ما هكذا تورد الإبل».
وأضاف «كان لا بد من إشراك علماء الزيتونة في هذا الأمر للخروج بحل وبقراءة أخرى (فقهية)، وأنا شخصيا ضد هذا القرار باعتبار وجود آيات صريحة تحرّم زواج المسلمة من المشرك أو الكافر، لكن مع ذلك يمكن للفقهاء أن يجتهدوا ويقدموا حلا للأمر، كما أن من أيدوا مسألة المساواة في الميراث بين الجنسين يخبطون خبط عشواء وليس لديهم أدلة صحيحة حول ذلك، واللجنة التي شكّلها الرئيس حول هذا الأمر قد تكون مكوّنة من خبرا ومثقفين لكنهم ليسوا مختصين في الجانب الديني والفقهي».
حسن سلمان:
حتما لا …و الف لا لترك تجار الدين و ما يسمى علماء و مشايخ إعطاء رأيهم فى ما يهم الحريات الشخصية و ما ضمنه الدستور من مساواة و بدون تمييز …نحن نتحدث عن تطبيق القوانين و انفاذ الدستور لا نتحدث فى الدين و لا الفقه …و من يريد أن يتحدث فى ذالك ففى بيته ….و ليس فى المجال العام …..المجال العام تحكمه القوانين و الدستور و ليس راى ما يسمى الفقهاء …..تحيا تونس تحيا الجمهورية
بارك الله فيك اخي رشيد و اسال الله ان يوفق كل الاسلاميين بتونس للتوافق حول جبهة موحدة وفق مبادا و برامج
ان ابتعاد تونس على الاسلام بشكل متسارع منبئ بخراب هذا البلد و ان لم تعد هذه النخب الفاسدة و العميلة على ماهي هي عليه من اجرام في حق دينها و شعبها ووطنها فان حالنا سيتجه من سيء الى ؟أسوء و لن يتوقف هذا النزيف في توةنس أبدا مع الأسف لأن من يحكمون اليوم لا يملكون برامج و لا رؤيا بل يعملون ليلا نهارا على محاربة الدين تحت عنوان محاربة الارهاب و نتائج هذه السياسة على البلاد كارثية و هذا ما نشاهده اليوم من تفشي للجريمة و الفساد المالي و الاخلاقي و انتشار المخدرات و جرائم القتل ….
@زياد : فى الدول التى تطبق الشريعة او من جعلت الشريعة اساس للتشريع ….ليس فيها تفشي للجريمة و الفساد المالي و الاخلاقي و انتشار المخدرات و جرائم القتل ….؟ هل تريد أمثلة …؟ مواطنى العزيز النخب “الفاسدة و العميلة ” لا تحارب الدين تحت عنوان الارهاب ….بل تحارب الارهاب و تجار الدين و كل من يستعمل الدين فى غايات شريرة و إجرامية…و من يقوم بتسيسه و من يبيض الارهاب و المجرمين القتلة ….و نحن بذالك نحمى الدين و لا نحاربه…. و بعبع الإسلام فى خطر انتهى….الجميع يعرف ان من يهدد الدين و يسئ له هو من يستعمله فى الارهاب و السياسة…..تحيا تونس تحيا الجمهورية
إلى رشيد الترخاني: قلتم أنّ حزب التحرير ”محكومة بتنظيم عالمي” لا يحكم حزب التحرير إلا شرع ربّ العالمين ولا يحتكم إلى غير الله عزّ وجلّ… أمّا بالنسبة لقولكم: ”وهو منفصل عن الواقع ويتصرف وفق قوالب جاهزة ويعتمد أطروحات قديمة تقدم قراءة خاطئة لما يحدث حاليا في تونس” فهو ينمّ عن جهلكم بحزب التحرير العالمي العابر للقارات بوعيه السياسي الذي كشف مآمرات الغرب الكافر المستعمر ونهبه لثروات المسلمين في تونس خاصّة وفي العالم عامّة …
إنّ حزب التحرير يعمل مع الأمة وفيها فكيف تدّعون انفصاله عن الواقع؟!!
حزب التحرير التقي النقي جعل من الواقع موضع التفكير وليس مصدر التفكير أي جعل الواقع موضع الحلّ وليس مصدره وخاصّة في هذا الواقع الذي صنعته قوى الكفر، أو ساهمت بإيجاده القوى العميلة التابعة لها، فهو لن يكون جزءا من هذا الواقع يا رشيد ترخاني بل سيعمل بما آتاه الله من وعي سياسي وفكر مستنير أن يغيّره تغييرا جذريا بالصراع الفكري والكفاح السياسي منتهجا طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثابتا عليها بإذن الله غير مبدّل أو مداهن أو منبطح..هذه سبيله ولن يحيد عنها حتى يظهر الله هذا الأمر وتكون خلافة راشدة على منهاج النبوة تعزّ الإسلام وأهله وتذلّ الكفر وأهله..هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل..
من اراد ان يغطي ضوء الشمس بالغربال نفسه من يظن انه قادر على تقزيم دور حزب التحرير في تونس، عوام الناس يستطيعون ادراك و الافصاح أنه الحزب الوحيد الذي لم يحد عن طريقه رغم فساد الساحة السياسية. موضوع الثروات و قبله الدستور، التحالفات المشبوهة، الاستخبارات الاجنبية من حذر منها غير حزب التحرير حقا استغرب قول الكاتب انه منفصل عن الواقع كيف يكون ذلك؟!!!
لقد اصبح وواضحا للجميع من هو حزب التحرير والى ماذا يسعى وما هو هدفه واذا اردتم تشويه او تقزيم الحزب في تونس فلن تستطيعوا فهو واضح كالشمس واصبح الناس يدرك هذا ويتكلمون ويدافعون عنه فهو الحزب الوحيد الصادق التقي النقي من كل شائبة ما تنازل يوما وما اعوج ظريقه وما هادن في يوم من الايام فهو يسلك طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
السيد الترخاني،
وصفت حزب التحرير بقولك ( غائب عن الواقع) لا أدري من هو الغائب الحقيقي عن الواقع أهو الذي يعمل ليلا نهارا لكشف مخططات التآمر على تونس من قبل أطراف دولية كثيرة ويعمل جاهدا لإبطالها وتحذير الأمة منها …. أم ذاك الذي يقبل بهذا الواقع كما هو ويريد أن يكون جزءا منه عبر تشكيل جبهات جديدة تساهم في إطالة عمر هذه الأنظمة الوضعية الوضيعة ؟؟؟
– ثم إنك وصفته مرة أخرى بقولك ( يتصرف وكأنه غير معني بما يدور في بلادنا )
إن من يبذل وسعه في إنقاذ تونس من الفساد الذي استشرى فيها ويعمل بكل قواه لكي تكون جزءا من دولة كبرى أولى في العالم ليعيد لها أمجادها الأولى هو المعني الحقيقي في البلاد بعكس من يريدون لتونس أن تبقى كما هي خاضعة لدول الغرب الكافر يتحكم بها سفير فرنسي ويضع دستورها ” فريدمن” وصحبه
– وإلى الإخوة الأخوات القراء في لمحة سريعة على حزب التحرير يظهر لنا أن حزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام. فالسياسة عمله، والإسلام مبدؤه، وهو يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخلافة والحكم بما أنزل الله إلى الوجود
إن حزباً بهذه المواصفات الراقية لا يمكن أن يشترك في تحالفات تخضع لأنظمة … الإسلام بريء منها … ولذلك أقول للأستاذ الترخاني أن إظهارك لعدم إمكانية ( التحالف ) مع حزب التحرير .. يضيف إلى حزب التحرير بالنسبة لي المزيد من الشرف والارتقاء الفكري والحمد لله رب العالمين فقد أصبح الجميع يعلمون جيدا من هو حزب التحرير وما خط سيره وأنه لا يقبل إلا ما ينبثق من شرع الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
– وأما هذه الفوقية في حديثك عن حزب التحرير رغم أنك لا زلت في بداية طريقك الحزبي مقارنة بحزب التحرير العريق .. فنتركها للزمن فقد تعامل الكثيرون قبل ( جبهتك ) بنفس الفوقية مع امتهم أولا ومع حزب التحرير ثانيا والزمن كفيل بإظهار الفاهم الحقيقي لهذا الواقع والقادر الحقيقي على تغييره والفاعل السياسي الحقيقي على أرض تونس الخضراء
والسلام
السلام عليكم, انا مع التريث قبل اصدار الأحكام.
قد لا يكون هناك دقة في النقل عن الرجل.
في هذه المقالة يقول شيء و في صفحته الرسمية يقول شيء آخر.
“جبهة الإصلاح هي حزب سياسي أساسه الإسلام ومرجعه في الإصلاح القرآن والسنة على منهج النبوة .يعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة. ويعمل على توحيد الأمة الإسلامية بإزالة الحدود المصطنعة والموانع القائمة”
من موقعه https://ar-ar.facebook.com/pg/jebhatislah/about/?ref=page_internal
اذن يعمل على ازلة الحدود المصطنعة أو تكريسها كما هو مكتوب في المقال؟ أم ان هناك تغيرات فكرية طرأت عليه دون أن ندري؟