تعقيبا على مقال الياس خوري: هذا الزمن العربي

حجم الخط
0

التطبيع على رؤوس الأشهاد
أنتم جيل النكبة والنكسة ونحن جيل يتحسر على تلك الأيام. فرغم النكبة والنكسة كان العدو الأول آنذاك هو الكيان الإسرائيلي، والقضية العربية الأولى هي القضية الفلسطينية. كان دعاة التطبيع لا يجرأون على الخروج للعلن، وكانت الحكومات العميلة تنسق تحت الطاولة وبكثير من التحفظ خشية من المواطن العربي، الذي رغم فقره وقلة حيلته ورغم السجون والتعذيب والأمية، كان يحسب له ألف حساب.
في زماننا هذا لم يعد هناك اعتبار لأي شيء، فالتطبيع على رؤوس الأشهاد. غرقنا في ألم وظلمة حالكة وتمزقت رؤانا بين فلسطين والهول في سوريا والظلم في اليمن وليبيا والعراق وتجارة الذمم في مصر.
منى – الجزائر

كل هذا العبث
هذا الزمن العربي لم يبدأ بهزيمة 1967، فلا حرب 1948 ولا حرب 1956 عرفا نصرا عسكريا للعرب. العدوان الثلاثي مثل نصرا سياسيا بفضل الإنذار السوفياتي الذي أجبر دول العدوان على الانسحاب من سيناء وكرس تأميم قناة السويس. حرب عام 1967 كانت هزيمة عسكرية مدوية ولكن تم احتواء تداعياتها السياسية في قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاث، والانخراط في حرب الاستنزاف وبداية الإعداد للجولة التالية. وقد تمكن العرب في حرب 1973 من تحقيق أعظم إنجاز عسكري في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وذلك في عبور خط بارليف الإسرائيلي.
وبغض النظر على التطورات العسكرية اللاحقة للعبور فمجرد العبور أكد ان العرب استطاعوا تجاوز آثار هزيمة 1967 وبإمكانهم لو توفرت العزيمة والإرادة والإيمان أن يهزموا الجيش الذي يدعي أنه لا يقهر. واعترافا من كل العالم بعظمة الإنجاز تم اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية للأمم المتحدة بعد شهرين من العبور.
للأسف هذا الزمن العربي بدأ مع التوظيف السياسي الكارثي لهذا الإنجاز والذي بدأ في أوج المواجهة مع إعلان السادات أن تلك المعركة هي آخر حروب الصراع العربي الإسرائيلي، تبع ذلك التنازلات غير المبررة أثناء مفاوضات فك الاشتباك وتوجت بخروج مصر رسميا من الصراع مع إسرائيل بمعاهدة كامب ديفيد. ومعها بدأ العبث في السياسة العربية وزرع بذور الفوضى التي نعيشها اليوم.
وتجلى ذلك في معاداة النظام الذي خلف الشاه رغم إعلانه رسميا معاداته لإسرائيل وتسليمه سفارتها إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وتم تحريض صدام حسين، الذي كان في الاصل رجل مصر في العراق، على غزو إيران ثم حرب الثماني سنوات، وغزو الكويت ثم غزو العراق. ومباشرة بعد تأمين خروج مصر من الصراع قامت إسرائيل بغزو لبنان. الفوضى التي نعيشها اليوم ليست إلا امتدادا لكل هذا العبث.
محمد إدريس

سجن كبير للعقل
في الواقع نحن نعيش على هامش التاريخ منذ قرن، لا نرفده بغير الجهل والوهم والعنف البدائي. مرد ذلك كله إلى غياب العقل والعقلانية، اللبنة الأولى لقيام الدوله الوطنيه، هذه الدوله التي كان بإمكانها أن تعرفنا بابن رشد، وتتيح لطه حسين وعلي عبد الرازق ولحسين مروه ومهدي عامل وفرج فوده ونصر حامد أبو زيد، أن يعبروا عن آرائهم في دراسة التاريخ العربي والإسلامي بنقد جذري، يخرجنا من مستنقع الجهل والوهم. نحن ننتظر حلولا تأتي من السماء في الوقت الذي نسجن فيه العقل.
فوزي رياض الشاذلي – سوريا

واقع يصعب تصديقه
أحيانا يصعبب عليّ أن أصدق واسمع وأرى كل يوم أن ما يحدث هو واقع فعلاً، وصدقاً كدت أحيانا أؤمن بأن التضخيم الإعلامي نعمة لا نقمه، زمن عربي أليم جداً.
يصعب الكلام في وصف هذا الواقع المرير لكن بالتأكيد لسنا يائسين والحمد لله، ولن نيأس لأن حفنة من المجرمين والمستبدين والمستغلين لهذه اللحظة من عمر التاريخ، تاريخنا الأطول في العالم، تمكنوا من أن يجلبوا المحتلين والمجرمين والسفلة، ويقتلوا الناس ويتلذذوا بالجريمة.
إنهم أدنى من أن نيأس من أعمالهم الشنيعة. نحن نحب الحياة وسنبقى نحبها لأن نورها لا ينطفئ.
أسامة كليّة – سوريا – ألمانيا

الفدائيون كانوا أملنا
أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات كانت القضية الفلسطينية مزدهرة في عقول وقلوب الشباب العربي بصرف النظر عن موقف الحكام منها.
كان المواطن يدرك ببصيرته الثاقبة التي تعلمها من التجارب المتلاحقة أن موقف الحاكم غير مهم بالنسبة له ما دام قلبه ينبض بحب فلسطين ويرفض فكرة بقائها محتلة بيد الصهاينة. ففي شوارع بغداد الرئيسية والخلفية كنا نشاهد مكاتب المنظمات الفدائية الفلسطينية ونفرح لأنها تمثل الأمل المقبل بالانتصار الذي سوف يعيد لنا حق استلب واغتصب. وكنا نشعر بالفخر لأن عاصمتنا فتحت أبوابها لأولئك الشبان المقاتلين. كنا نحسدهم بقدر ما كنا نفخر بهم.
كنا نتمنى أن نكبر بسرعة ونصير مثلهم فدائيين. وكم كانت تسحرنا أغنية عبدالحليم حافظ الوطنية «فدائي». كنا نغني معه «وان طالت يمه السنين… خلي اخواتي الصغيرين… يكونوا زيي… يكونوا زيي زيي… فدائيين».
خلف مهودر- العراق

الخذلان يأتي من النظام العربي
عندما خرجت الثورة الفلسطينية من لبنان عقب اجتياحه من قبل قوات الكيان الإسرائيلي عام 1982 وحصار بيروت ومجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين جاءت بعض قوافل المقاتلين وبعض قادتهم إلى تونس.
وبقدر ما شعرنا بالفخر لأنهم جاءوا عندنا، اختارونا حتى لو لفترة قصيرة، بقدر ما انتابنا حزن كبير فهؤلاء المقاتلون لن يتمكنوا بعد اليوم من عبور الحدود وشم هواء فلسطين، لن يتمكنوا من شن عملية أو معركة خاطفة تذكر العدو بأن أصحاب الأرض الحقيقيين مازالوا يقبضون على الزناد.
وفي رأيي أن الخذلان جاء من النظام العربي الذي وضع قضية فلسطين على الرف بل راح بعض ممثليه الاتصال بإسرائيل سرا والبعض الآخر يدعو للتطبيع علنا وبلاد أدنى خجل.
جمال – تونس

تعقيبا على مقال الياس خوري: هذا الزمن العربي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية