الجزائر – «القدس العربي» من كمال زايت: كسب المراهنون على ولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة نقاطا جديدة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر نهاية الأسبوع الماضي، فالزيارة جرت في ظروف عادية، وضيف الجزائر استقبل، كما يجب، من طرف ساكن «قصر المرادية» (الرئاسة الجزائرية) من دون أن تكون هناك أية مشاكل قبل وأثناء وبعد الزيارة.
أهم شيء حققته الزيارة (من الجانب الجزائري) أنها أزالت الحرج الذي كان قائما منذ مايو/ أيار الماضي، بسبب عدم تمكن الجزائر من استقبال الساكن الجديد لقصر الإليزيه ( الرئاسة الفرنسية)، والشيء الثاني هو عدم ظهور ما يمكن أن ينغص أو يفسد الزيارة بأثر رجعي، فالصور التي تم تداولها للقاء بين بوتفليقة وماكرون لم تترك أي مجال للتعليقات، كما أن الصحافة الفرنسية «لعبت اللعبة جيدا» هذه المرة، وبالتالي كان «الجميع سعداء» في نهاية هذه الزيارة القصيرة والسريعة، التي محت الصورة السلبية التي خلفتها زيارات ماكرون إلى دول أفريقية أخرى قبل قدومه إلى الجزائر، والتي حدثت فيها زلات وأخطاء غير مسبوقة، مثلما جرى خلال حديث الرئيس الفرنسي إلى طلبة بوركينابيين بكلام لم يعجب الرئيس البوركينابي روش كريستيان كابوري، الذي غادر القاعة في الوقت الذي كان فيه ماكرون يقول للطلبة إن حل مشكل التكييف والكهرباء ليست مهمته هو بل مهمة الرئيس كابوري، قبل أن يضيف تعليقه بأن الرئيس المضيف ذهب ليصلح التكييف، وهو ما اعتبر إساءة، لكن الإعلام الفرنسي لم يتوقف كثيرا عندها، بل هناك من حاول تفسيرها على أنها «راحة فنية» للرئيس المضيف، الذي لم يكن غاضبا لما غادر القاعة.
وكأن كل ما سبق لم يكن كافيا، فقد أصر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أن يدلي بشهادته في خصوص صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا أنه في صحة جيدة، مشيرا إلى أن بوتفليقة هو الرئيس، وأنه أجرى محادثات مع الرئيس ماكرون حول القضايا الثنائية وحول الأوضاع الإقليمية، وأن هذه المحادثات كانت مفـيدة.
وأضاف في تصريح لإذاعة فرانس انتير بعد عودته إلى فرنسا أنه من الجانب الفكري والثقافي فإن الرئيس الجزائري في وضع جيد، قبل أن يضيف أنه صحيح متعب نوعا ما، ولكن هذا أمر طبيعي عند بلوغ سن معينة.
وطبعا تم تداول هذا الكلام في الصحافة المحلية، وخاصة الحكومية التي سارعت إلى نشره، مع أن رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى قال الكلام نفسه في باريس، على هامش مشاركته في أعمال اللجنة العليا المختلطة.
هذه الشهادة الصادرة من وزير خارجية فرنسا، تذكرنا أيضا بالشهادة التي جاءت على لسان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند لما زار الجزائر في يونيو/حزيران 2015، التي قال فيها الكلام نفسه تقريبا عن صحة الرئيس بوتفليقة، وهو كلام تعرض بسببه الرئيس السابق إلى انتقادات عديدة، خاصة أن الرئيس الفرنسي السابق بارك الولاية الرابعة لبوتفليقة، تماما مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية.
الأكيد أن سنة 2018 التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أيام، ستكون السنة التي سيتم فيها الفصل في موضوع الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجرى بداية عام 2019، وإذا سارت الأمور على ما هي عليه الآن، فإن الولاية الخامسة لبوتفليقة تبدو السيناريو الأكثر واقعية، فالنظام غير جاهز وغير قادر على الدخول في متاهة البحث عن خليفة، وتأجيل البت في الخلافة تأجيل للخلافات والصدامات التي قد تقع، كما أن بوتفليقة كان ومازال يريد الرئاسة مدى الحياة.
كمال زايت
و الله العقل أصبح عاجزا عن فهم ” العرب ” ….ما دخل ماكرون فى من يحكم الجزائر….?