تعقيبا على مقال خيري منصور: تواقيع على تماثيل الثلج
الأدب وطرح الأسئلة
أظن أن خير من عبر عن جدوى الأدب في القرن العشرين هو الهنغاري جورج لوكاتش حين أصر على أن مهمة الأدب صياغة الأسئلة وليس طرح إجابات. عندما يجيب الأديب أو الفنان على سؤال بشكل يقيني فإنه يتحول إلى قس أو خطيب جامع يعرف أجوبة كل الأسئلة الفيزيقية والميتا فيزيقية. ليست تلك مهمة الفن الذي لا فقه له ولا كهنوت. في قصيدته الطويلة «كتاب الفقر» يطرح الشاعر الألماني ريلكه ألف سؤال عن ماهية الإنسان وتمزقه في هذا العالم الفقير ولا يجيب.
وكذا الحال مع البير كامو حتى حينما يقتل بطله ميرسو غريم ريمون «العربي الذي لا اسم له في الرواية» فإن الطلقات الخمس التي يطلقها عليه، طلقات الشؤم بتعبير كامو، لن تجيب عن سؤال واحد. لعل بعض الجواب في الموت العبثي لكامو بعد أكثر من 20 عاما في حادث سيارة مأساوي في الجنوب الفرنسي مع ناشره غاليمار وثلاث نساء. الموت هو الجواب الأول والأخير الذي يعرفه كل شاعر وروائي ورسام، والذي خلال حياته لا يصرح به. فالفن هو قمة اللبيدو وهو الجواب المضمر لكل أسئلة الفنان، شاعرا، روائيا .. الخ .
اليوت، المسيحي الكاثوليكي يتساءل في قصيدته «الأرض اليباب»: هل خلق الله كل هذا العدد من الناس؟ كأنه لا يعرف قدرة القادر، لكنه مع ذلك يصيغ سؤاله ولا ينظر جواب الله في ساحة الكونكورد وسط باريس. الأدب محض سؤال للكائن النهائي المرمي في الزمن اللانهائي بصيغة هايدجرية.
كذا الحال عند شكسبير في نهاية «ماكبث» فالحياة محض حكاية يرويها مجنون والأمر نفسه عند دانتي في أناشيد الجحيم / الأقوى في الملحمة / وعند سارتر ودستويفسكي على لسان ميتيا في الأخوة كارامازف وعند أحفاد خوزيه بوينديا في «مائة عام من العزلة». قوة الأدب في لا إيمانيته، بمعنى السؤال الذي لا إجابه له. البقية ، الأدب المستور، المحجب، الذي له رسالة «أعرف نفسك» هو في العبقريات العقادية وأخواتها. الفن هو الخلل والتعبير عن الخلل. إنه بصيغة أخرى الضعف والانحلال الداخلي في شخصية مارلو في «قلب ظلمة» جوزيف كونراد حيث الرعب هو الوجه الأكثر تعبيرا عن الحياة. هذا هو الواقع بلا زخارف اشتراكية أو اجتماعية أو طبيعية.
ذلك سر اندهاشنا الدائم بشكسبير وبودلير والقزويني والنواسي وقبلهم طرفة بن العبد وعروة بن الورد وعلي بن أبي طالب وفريد الدين العطار والسياب ومحمود درويش وأمل دنقل والبقية لا مجال لذكرها في 17 حرفا باقية.
جبار ياسين – فرنسا
تعقيبا على مقال واسيني الأعرج: شكرا سيدي الرئيس
المترجم الخائن
هل نسيت أنّ الرئيس ترامب لا يجيد اللغة العربية بل العبرية والإنكليزية والقليل من ألفاظ سلوفينية ؛ تعلّمها من زوجته أم بارون : ميلانيا ؟ بل هو يخشى الترجمة ؛ لأنّ المترجم لديه خائن مع التقدير لمؤلف رواية : المترجم الخائن السّيد فواز حداد ؛ القائل في إحدى رواياته ؛ بحصافة وبصيرة ومصداقية ؛ تناسب الرئيس ترامب وأمثاله من المسؤولين في الغرب : { الغرب متحضّر في بلاده ؛ وهمجي في بلادنا }.
الدكتورجمال البدري