تعقيبات

حجم الخط
0

تعقيبا على تقرير بسام البدارين: آخر المستجدات الأردنية

التهجير والترحيل
لنقارن بين مدى تطابق الأفعال والأقوال في كل من إيران وإسرائيل، باعتبارهما دولتين احتلاليتين تنحدران من جذور الماضي وإعادة إحيائه كل على طريقته، وفي ذات الوقت يحتلان شعب واحد هو الشعب العربي، سواء في الاحواز أو في فلسطين لا فرق . وانطلاقاً من العنوان أعلاه، سيتبلور الجواب منذ الوهلة الأولى نحو إيران بكل موضوعية وبعيداً عن أي تحيز، خصوصاً إذا ما قارنا وقسنا الأفعال بينهما، فعنصرية إيران ربما كانت أفجع من عنصرية إسرائيل والعنصرية في هذا المقام تعني العرق أولاً، أي تمجيده وتفضيله على ما سواه من أعراق .
والسؤال لماذا تبدو إيران أشد عنصرية من إسرائيل ؟ أولاً لأن عنصريتها (إيران) تدخل في سياق فقهها القائم على التقية الصماء، التي تبطن ما لا تظهر، وتظهر ما لا تبطن، فضحاياها كثر في الداخل والخارج، أما إسرائيل فليست على هذا القدر من الباطنية، فهي تعلن صراحة بأنها دولة يهودية، ورغم ذلك تتزايد أعداد الفلسطينيين داخل حدود (48) من الآلاف إلى مئات الآلاف إن لم نقل الملايين، مقارنة بالإحوازيين الذين لم تعد تتسع لهم منافي الغرب . والبرهان الأول على تفوق عنصرية إيران هو تطبيقها لمبدأ التهجير والترحيل الطوعي أو القسري. أما البرهان الثاني، أن إيران وحتى تطرد تهمة العنصرية عنها تتهم إسرائيل بها كأسلوب وقائي، وتنسى أنها تحتل أراضي عربية وبالتالي فإن عنصريتها مفروضة على ما يزيد عن ثمانية ملايين أحوازي، في حين أن إسرائيل لا تزيد عنصريتها على ستة ملايين فلسطيني . إيران تمارس عنصريتها في الأحواز منذ عام 1925، بينما إسرائيل في عام 1948، والفرق شاسع من دون شك، فلماذا تتباكى إيران على أطلال فلسطين، وتتهم إسرائيل بالعنصرية، من دون أن تنظر إلى ما حولها من أقوام شكلت بمجموعها هيكل الدولة الإيرانية منذ قديم الأزل.
سامية الشامية

تعقيبات

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية