لم تعد الأزمة السورية ‘ثورة الربيع العربي’ عربية بل حرب بين الروس والأمريكان. وتنافس بينهما على المنطقة. لذلك وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نداء شخصيا مباشرا إلى الشعب الأمريكي بخصوص سورية. وقال ‘ان كثـــــيرين في العالم يرون الولايات المتحدة ليس كنموذج للديمقراطية وإنما رمز للقــــوة الغاشمة’.
وستفقد نظام القانون الدولي توازنه. وأضاف ‘لا احد يريد للأمم المتحدة أن تلقى المصير نفسه الذي آلت إليه عصبة الأمم التي انهارت لافتقارها إلى أي نفوذ حقيقي. ولكن الأمم المتحدة قد تنهار اذا أصرت دول قوية على تجاوزها واللجوء للحلول العسكرية دون تخويل من مجلس الأمن.’
كما نستدل من كلام بوتين فأمريكا رمز للقوة الغاشمة، تقصف كل يوم الشعب اليمني. وتقتل الأطفال والنساء وتحارب الولايات المتحدة الديمقراطية في الوطن العربي وتحمي اسرائيل. لذلك أسقطت ديمقراطية الشعب الفلسطيني والشعب المصري.الذين ضربوا نموذجا في النزاهة والشفافية في الانتخابات، وأصبحت دول بلطجة وقتل ورعب، كما يحدث الآن في مصر. وقتلوا المتظاهرين السلميين وسجنوا العديد بإدعاءات ملفقة مضللة. اذا أميركا دولة تصنع الإرهاب غاشمة ظالمة مجرمة بحق الشعوب!
لم تعد الشعوب العربية تثق بالأمم المتحدة التي لاقت مصير عصبة الأمم لأنها لا تملك النفوذ الحقيقي لحماية الشعوب. مئات الألوف قتلوا في العراق وسورية ومصر والصومال واليمن وأفغانستان.. ماذا فعلت؟! وإسرائيل سحقت تحت بساطيرها جميع قراراتها.
لا تستطيع أميركا ضرب الأسد الذي خدمها عشرات السنين. وتخاف أيضا من حزب الله في لبنان الذي سيحرق تل أبيب اذا أقدمت على الهجوم على سورية. وهددت إيران جميع مصالح أميركا في العراق وفي الخليج اذا مست سورية بسوء. ولكن أميركا قلقة جدا من تجمع قوات جبهة النصرة في سورية .
والغريب دعم بعض الدول العربية بالمال والسلاح كافة الاطراف في سورية، خاصة الاسلامية منها. ودعم العلمانية وإسقاط الأخوان في مصر وفلسطين.
لذلك ربما اوجد بوتين الثعلب مخرجا لباراك اوباما من هذا المأزق وحافظ على ماء وجهه بالاقتراح المعروض عليه وهو تخلي الأسد عن الأسلحة الكيماوية الموجودة لديه، وقيادة روسيا للسياسة الخارجية السورية.
العرب يعانون في كل مكان بعد ان حولوا لهم الثورات الى نقمات. والجامعة العربية دورها عقيم متهالك معدوم. والجميع مشغول بنفسه والعرب يتفسخون، لذلك انفرد الأعداء بقراراتهم وتحديد مصير امة بأكملها صار مصيرها يذكر بما حدث ابان ‘سايكس بيكو’، لكن هذه المرة بين روسيا واميركا.
إبراهيم القعير
[email protected]
أمة العرب أمة أطنان ومخزون هائل من النوم والكسل والتواكل. أراد ربها أن يشرفها ويجعلها في صدارة العالم إلا أنها خانت وتولت. الوقت عند العرب لا قيمة له
وليس من مبادئهم ولا من مشمولاتهم اليومية. ربط الله الزمن بالعرب ومدى قيمتة يتجلى في أوقات الصلاة وزمن دخول الصلاة وزمن خروجها ووقتها الضروري والإختياري
فلما أشرفت العرب على قمة هرم قيادة العالم انهارت لما صارت المواعيد مرتبطة بأي لقاء غلب فيه الرياء بحيث يكون ” بعد صلاة كذا أو .. إلخ” في حين أنهم صنعوا ساعة اعتبرت كشيطان عند من أنكروا العلم حينها ولجهل منهم بالعلم خلفهم أحفاد صار ربيعهم ربيع العرب وثماره جنته دولهم وحكامهم بدلا من شعوب العرب وحكامهم.
ضاعت العرب في الزمن بسبب الزمن ولن يكون لها إعتبار دون الزمن فهلا أقامت العرب للزمن إعتبارا.