مدريد ـ «القدس العربي» من حسين مجدوبي: هل ستواجه أموال أمراء السعودية ورجال أعمال من هذا البلد نفس مصير أموال القذافي وبن علي في البنوك الغربية؟
هذه ضمن تساؤلات رئيسية لخبراء الحسابات البنكية في عواصم أوروبية الذين يدركون المصير المجهول لحسابات تكون مبهمة يستولي عليها وسطاء ووكالات مالية.
وشنت العربية السعودية بداية الشهر الماضي الماضي حملة ضد عشرات الأمراء ووزراء سابقين ورجال أعمال بتهمة الفساد المالي، وطالبتهم بما يقارب المئة مليار دولار مقابل حريتهم. ويوجد تضارب كبير حول تطورات حول هذا الملف، وإن كانت المعطيات تشير إلى فشل مشروع ولي العهد محمد بن سلمان في تركيع مجموعة من الأمراء ورجال الأعمال الذين يفضلون المحاكمة العلنية على التوصل إلى تسويات، ومن أبرز هؤلاء الأمراء الوليد بن طلال.
ووفق الصحافة الغربية، عجزت الدولة السعودية عن الوصول إلى حسابات بنكية للأمراء ورجال الأعمال في بنوك غربية، كما عجزت عن إحصاء ممتلكاتهم خارج السعودية نظرا لاعتماد الكثير منهم شركات مسجلة في مناطق حرة يختفون وراءها.
ويقول مصدر أوروبي على اطلاع على مصير الأموال والممتلكات للشخصيات السلطوية التي تسقط فجأة «كما حدث مع أموال الليبي القذافي والتونسي بن علي سيحدث مع أموال أمراء ورجال أعمال العربية السعودية». ويضيف موضحا «عدد من الديكتاتوريين العرب يضعون أموالا في حسابات بنكية غربية ويقتنون ممتلكات في الغرب ويكون مصدرها الفساد والاستحواذ على ممتلكات الشعب. ولاحقا، يسقط هؤلاء الدكتاتوريون ويتخلى عنهم وسطاؤهم الماليون ولا تستطيع الدول استعادة الأموال والممتلكات، فتكون من نصيب وسطاء أو تعود إلى ملكية حكومات بمبرر أنها مجهولة المصدر». ويضيف قائلا «ليبيا فقدت عشرات المليارات من الدولارات لأن القذافي استعمل طرقا ملتوية لتوظيف الأموال في الغرب، والآن معظم هذه الأموال لم تعد إلى الشعب الليبي بل هي من نصيب بنوك ودول واستخبارات الدول التي تستولي على جزء منها لتمويل عمليات».
ونظرا لحجم التهم بالفساد وغسيل الأموال، وغياب قضاء شفاف في العربية السعودية، فمنطقيا، سيصمت الكثير من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين على ممتلكاتهم في الغرب، وقد لا يستعيدونها نهائيا لأنه غير مصرح بها في السعودية، وبدون شك سيكون جزء هام منها من نصيب وكالات مالية وسماسرة لهم توكيل التصرف في هذه الأموال ومختصون في الحصول على حسابات مثل تلك القضايا والحالات.
ويؤكد مصدر آخر يدرك كيفية اشتغال الأمراء السعوديين «معظم الأمراء كانوا يتصرفون بكل حرية لأن العرش كان يوفر لهم الحماية، ولهذا يضعون الأموال بأسمائهم، قد يتكرر سيناريو أموال القذافي وبن علي مع البعض منهم لكن ليس مع الجميع».