أخيرا: «الجزيرة» تتكلم الصينية… والمنجمون ينتصرون للقادة العرب

 

بعد عقدين من الانتشار الإعلامي العربي الأبرز في العالم تفتتح شبكة «الجزيرة» مكتبها في العاصمة الصينية بكين، حيث تعلل ذلك بتعريف المشاهد العربي بالشأن الصيني، من خلال عين عربية تعي الثقافة الصينية وتتابع تطورات التجربة الصينية والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتنقلها إلى المشاهد العربي.
وهذه الخطوة تأتي بعد تجربة استغرقت أكثر من عام بإطلاق صفحات عدة للجزيرة على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي باللغة الصينية تكللت بالنجاح.
الموقع العربي الأول من نوعه سيهتم، كما يبدو بتقديم الأخبار، التي تهم المنطقة فيما يخص الصينيين، وسيكون للشأن الصيني المحلي مساحة معتبرة، خاصة أن الدولة الأكبر في العالم، من حيث عدد السكان، مرشحة لتصبح الاقتصاد الأول في العالم خلال عشر سنوات، مع ما يحمله ذلك من تأثير عالمي.
ويبدو أن نشاط الشبكة لا يكل ولا يمل في الوصول إلى أصقاع العالم، فبعد النجاح المذهل للجزيرة الإنكليزية والصدى والقبول الكبيرين للقناة العربية الأم، التي أخذت تطلق خدماتها في معظم لغات العالم فقد بتنا الآن أمام شبكة باتت عابرة للقارات، تتجاوز للمرة الأولى الشبكات العالمية المخضرمة، ليس عربيا بل بلغات تلك الشعوب وبصورها. وكما هو معروف فان انتشار وقوة وسائل الإعلام المعاصرة يعكسان قوة وثبات الدول التي تطلقها، فالعصر الحالي هو عصر الصورة والفضاء الواسع… من وصله وصل ومن تخلف عنه غاب عن الصورة. وقد حكم الغرب العالم وما زال بالاعلام، فطوبى لمن وعى.

التنجيم وأقبية المخابرات

في بداية كل عام تنبش الفضائيات العربية ما قاله العرافون العالميون لتعزز ما سيقوله العرافون العرب من المغرب العربي، مرورا بالخليج، وليس انتهاء ببلاد الشام.
هذه الظاهرة، التي تتعزز سنويا، كانت هذا العام قمة سنام التنجيم، ومن يحاول الربط بينها لا يخطئه أنها صنعت ودبجت في أقبية المخابرات العربية في معظم ما جاء فيها، ولعل الفضائيات اللبنانية هي الوسيط الروحي بين هذه الأنظمة العربية والشعوب، وإذا بدأنا بالحلقة السنوية للمنجم اللبناني مايك فغالي مثلا فإنها لم تخرج عن لغة التوقعات المعتادة، التي يتحف بها الجمهور الموالي للنظام السوري، والتي ترضي محور الممانعة فحسب.
واعتادت الفضائيات السورية القيام بالاستضافة السنوية لنجم التنجيم اللبناني، الذي كان المطلوب منه هذا العام كثرة السؤال عن السفر، وإشادته بالإنجازات المقبلة، والتي دعا فيها المسافرين للعودة، وتغنى باستقرار غير موجود.
منجمو المغرب والجزائر وتونس، رغم تعاطيهم مع القضايا المحلية هذا العام إلا أنهم طعموها بقضايا عربية ودولية لإضافة مسحة من الواقعية والكونية، فكلما كبرت الكذبة تصبح أكثر قابلية للتصديق.
الفضائيات الخليجية، تحاول دائما أن لا تظهر بالصورة ويكون هنا المتصدر المنجم اللبناني أو التونسي أو المغربي للحديث عما سيحل في الخليج من أحداث، وهذه كانت مثيرة للاهتمام، فالمنجمون حاولوا لعب دور بين دول الخليج هذا العام من خلال توقعاتهم، وكأنهم جزء مما يحدث بين دوله.
وهؤلاء المنجمون لم يتوقعوا يوما حادثا إرهابيا سيحصل كي تتجنبه الدولة، بل كانت وظيفتهم التخدير والارتزاق ونشر التنويم والتخويف والطاعة.
في اسقاط بسيط حول كيف تُدار الدول يُقال إنه أثناء الحرب العالمية الثانية دخل أحد القادة على الزعيم الروسي ستالين، وقال له: يوجد عراف في الباب سيطلعنا على أخبار الغيب. قال له ستالين إخرج له في الحال واقتله. قال القائد كيف نقتله وقد يفيدنا في حربنا هذه؟ فقال ستالين لو يعرف بأمور الغيب لتنبأ أنه سيقتل… وانتصر ستالين في هذه الحرب، بالاعتماد على الواقع والمنطق والشعب وعلى جيشه ورجاحة عقله.
فيما الكثير من قيادات العرب تصفي حساباتها عبر منجمين وقارئي الطالع، ولو بشكل سري، فانظروا إلى ما فعله راسبوتين بعائلة القيصر الروسي رومانوف وعليه فلا يتوقع المستبدون العرب أن يكونوا بأي حال أفضل حظا!

الممثلة السورية تدافع عن ملابسها المثيرة

الألبسة الممزقة في البلاد العربية باتت موضة تتهافت عليها الفتيات قبل الفتيان، لكن أن تصبح مصدر الهام للتضامن مع الفقراء، فهذا لم يسبق اليه أحد الممثلة السورية رنا أبيض، التي أشعلت جدلا لم يتوقف وتفاعلا كبيرا، وكذلك استهجانا من الصور التي ظهرت فيها مع عوائل مشردة في حدائق دمشق وشوارعها، وهي ترتدي بنطال جينز مثقوبا ومشقوقا من كل الاتجاهات، وهي بكامل ماكياجها وأناقتها.
مبادرتها الغريبة هذه دفعت الكثيرين في وسائط التواصل للمقارنة بينها وبين ما فعلته أنجلينا جولي، فنصحها أحدهم بأن تحتشم «لما تطلع تشوف الناس الفقرا والمحتاجين». بينما قال آخر «أناشدك يا حجة روحي رقعي بنطلونك بلا ما تنسفك شي نسفة برد وترجعي تمرضي وتنسطحي بالبيت… المشردين مستورين أكتر منك ولابسين أكتر متك». ولم تخلُ التعليقات من الشتائم، التي اعتبرت الصور ليست سوى «جلسة تصوير وبوزات وما بعرف شو».
المثير للدهشة كذلك الرسالة التي وجهتها أبيض من خلال هذه اللقطات إلى المفتي أحمد بدر الدين حسون، وخطابها له وكأن المفتي لا يرى هذه العائلات في الشوارع تتضور جوعا وترتجف بردا.
والمثير هنا رد فعل الممثلة أمس خلال مشاركتها في برنامج «المختار» المذاع على راديو «المدينة أف أم»، والذي اعتبر عذرا أقبح من ذنب، حين قالت إن كثيرا من الأطفال ينامون على الأرصفة، «ولذلك جاءتني الفكرة، ومن هنا ارتديت البنطال الممزق، لأني على ثقة أن الناس ستلتفت إلى عورة النساء أكثر من التفاتها إلى عورة الفقراء».
وردا على مقارنة رواد التواصل الاجتماعي صورتها بصورة سفيرة النوايا الحسنة أنجلينا جولي، وتساءلت: «هل نقلت جولي أطفال المخيمات السوريين إلى منازل بعد أن تصورت معهم»؟ وأضافت: «كمان جولي استعرضت على الفاضي».
وكان ناشطون سوريون مؤيدون أيضا انضموا للمعركة فانتقدوا بدورهم طريقة تقديم الأبيض المساعدة للفقراء والبؤساء، واصفين حملتها بأنها «استغلال للفقر ولحاجة الشعب السوري».

كاتب من أسرة «القدس العربي»

أخيرا: «الجزيرة» تتكلم الصينية… والمنجمون ينتصرون للقادة العرب

أنور القاسم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية