عمان ـ «القدس العربي»: يوجه وزير الخارجية التركي مولود أوغلو رسالة مزدوجة وهو يربط بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في تصريحه الأخير «التحريض والتصعيد» في إيران.
سياسيًا هي في الأرجح رسالة مزدوجة الهدف، لأنها تخدم عندما يتعلق بمناكفة الأمريكيين والإسرائيليين بعد القرار الشهير الخاص بالقدس وتعمل بالتوازي على تنشيط ذاكرة المجتمع الدُّولي والغرب تحديدًا بأن تركيا يمكنها أن تتضامن مع إيران التي تتعرض حاليًا لمحنة الاضطراب المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً، التي يصفها الحرس الثوري بأنها «فتنة».
«القدس العربي» تمكنت من الاطلاع على مضمون وثيقة وجهها جهاز الدعم المعنوي والتوجيه في قوات الحرس الثوري الإيراني لنخبة من المتعاطفين سياسيًا مع المحور الإيراني في لبنان والمنطقة العربية من مثقفين وإعلاميين. في الرسالة نص مباشر يربط بين من يصفهم بمثيري الفتنة وموقف أمريكي وغربي يساند المجموعة المنفلتة في الشارع الإيراني التي تعترض على التضامن مع الشعب الفلسطيني ويتبنى موقف القدس. وفي الوثيقة نفسها أيضًا إشارة مباشرة، إلى أن إيران تدفع ثمن موقفها في مسألة القدس وتذكير بأن الاضطرابات بدأت فجأة فيها بعد ساعات فقط من التواصل التضامني للجنرال قاسمي سليماني قائد فيلق القدس مع قياديين في حركة حماس.
الانطباع الذي تسعى التوجيهات في الحرس الثوري تكريسه هو ذلك المعني بالتشبيك بين الدعم الأمريكي- الإسرائيلي العلني لحراك الشارع الأخير وملف القدس، الأمر الذي يلتقطه الوزير التركي أوغلو وهو يعتبر ترامب ونتنياهو متهمين بدعم الاضطراب في الجمهورية الإيرانية. ويبدو واضحًا في سياق نصوص الرسالة الثورية نفسها أن الحديث يتواصل عن مجموعات تحريضية من الطراز الذي تمنعه القوانين والتقاليد الصارمة من «ممارسة الرذيلة والانحراف الأخلاقي» والجديد المثير تحدث النص عن «جزء معه حق» من المحتجين حيث مطالبات نتجت عن «تقصير لا يمكن إنكاره» في أداء وخطط حكومة الرئيس روحاني وهي دلالة على أن الجسم الإيراني الحاكم غير موحد حتى في نظرته لموجة الاحتجاجات الأخيرة.
المهم في الهامش ذاته أن الموقف التركي تضامني بجرعات إضافية ملموسة مع «الشريك المريب الحديث» في قمة سوتشي والمعادلة السورية والسبب وفقاً لمحللين من الجانبين هو الانطباع بأن موجة الاضطراب الشعبي ينبغي أن تنتقل إلى تركيا في محطتها التالية وبعد العصف بتوازنات القوى في إيران المجاورة. هنا يقرأ خبراء أتراك المسألة من جوانب عدة، فالوضع العام في تركيا خصوصًا بعد الانقلاب الفاشل الأخير أكثر استقراراً برغم بروز خلافات بين أقطاب الحكم الإسلامي فيها، وعلى أساس أن العنصر المشترك الأكبر بين أنقرة وطهران هو السهر معا على منع «تسليح الإرهاب الكردي» في المناطق المحاذية على حدود البلدين.
وبناءً عليه، ترى تركيا أن «تسليح الانتفاضة» الحالية في الشارع الإيراني أو وصولها بدعم دُولي وأمريكي حصريًا إلى مرحلة التسليح هو الخبر السيئ جداً في الترتيب الإقليمي، لأنه يعني ضمنًا ن السلاح المنفلت سيبدأ الضخ للمجموعات الكردية المتشددة تحت لافتة دعم المعارضة الإيرانية، وهو تطور محتمل في مسار الأحداث سيدفع التركي لاقتراح النوم في «فراش إيراني» للتنسيق المشترك، لأن العدو المفترض هنا هو واحد، ولأن التنسيق بين البلدين كان مثاليًا في مواجهة استقلال الكرد في العراق، وإن كان أقل فعالية عندما تعلق الأمر بقمة سوتشي التي جمع فيها الرئيس فلاديمير بوتين الإيرانيين والأتراك معًا.
لذلك تؤكد مصادر دبلوماسية تركية لـ«القدس العربي» أن التضامن التركي مع إيران لا علاقة له بنغمة الخشية من انتقال الفيروس إلى الداخل التركي، فتلك محاولات أخفقت وتعودت عليها تركيا، بل علاقته مباشرة بأن لا ينتهي المشهد بإعادة تأهيل البنية العسكرية والتسليحية للفصائل الكردية «الإرهابية» بدعوى مضايقة إيران، الأمر الذي يشكل مجددا خطرا استراتيجيا على المصالح التركية ينبغي التحوط به ومن أجله.
المستشارون العاملون مع الرئيس أردوغان يميليون بين الحين والآخر لوصف إيران بأنها «زوجة شريرة في المنطقة لا بد من التعامل معها» ومسؤول سياسي تركي قال أمام «القدس العربي» العبارة التالية: الصعب يمكنه أن يصبح مستحيلا عندما يتعلق الأمر بوجود «ثقة حقيقية» بإيران وسياساتها في المنطقة، لكن «التعامل مع إيران ضروري جداً بالقطعة وعلى أساس المصالح».
الجميع يعمل لمصالح بلده وشعبه ما عدا العرب الذين يتقاتلون فيما بينهم
ولا حول ولا قوة الا بالله
مصيبة الكتاب و المثقفين العرب انهم يقرؤون اوضاع الغير بعيون الخيبة العربية.
الفوضى حلت بدول العرب بقرار من الحليف الذي سلموا انفسهم اليه بهدف حمايتهم من مثل هذه الفوضى. لقد ظنوا ان تفانيهم في تقديم الخدمات المجانية لامريكا سيكسبهم رضاها ويجعلهم اهلا للحصول على الحماية الامريكية غير المشروطة.
لقد نسوا ان امريكا تملك نفوذا على عدة مناطق في العالم وانهم ليسوا الا على هوامش مناطق النفوذ الامريكي و انهم اول ما ستضحي به امريكا عندما يبدا نفوذها بالافول.
و الان و بعد ان حلت الفوضى و الخراب باوطانهم، عوض ان يفكروا بكيفية الخروج من هذه الفوضى، اصبحت امانيهم هو انتقال الفوضى الى دول تعودوا على حقدها تقربا الى امريكا.
“أن إيران تدفع ثمن موقفها في مسألة القدس وتذكير بأن الاضطرابات بدأت فجأة فيها بعد ساعات فقط من التواصل التضامني للجنرال قاسمي سليماني قائد فيلق القدس مع قياديين في حركة حماس”
الشعب الايراني اذكى من ان يصدق ان سليماني يستطيع ان يترك مهماته في سوريا والعراق ليتفرغ لدعم حماس او الشعب الفلسطيني وقدسه. مازال هناك تحويلات كثيره امامه قبل ان يصل للطريق المباشره للقدس.
الكلام شيئ والتنفيذ شيئ آخر. لنتذكر كيف ان ايران قطعت المساعدات عن حركة الحهاد لانها لم تلتزم برغبات ايران كامله.
لكن ماهي الطريقة التي يوصل الحرس الثوري تحليلاته هذه للمتعاطفين معه من الاعلاميين العرب؟ مباشره او عن طريق السفارات او وزارات الخارجيه المعنيه!!
اكيد ان الشعب الايراني لايعلم ان مساهمة ايران للانروا مثلا تبلغ ٢٠ الف دولار فقط اكثر بقليل ٤٤٠٠ دولار من راتب نصرالله الذي قال انه يتقاضاه سنويا!!