بيروت- «القدس العربي» من سعد الياس: في انتظار ما ستسفر عنه الاتصالات لايجاد حل لأزمة مرسوم الضباط بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، فإن عطلة الأسبوع شهدت استراحة من السياسية واحتفالاً بعيد الميلاد لدى الطوائف الأرمنية.
في وقت كانت حركة مطار رفيق الحريري الدولي تقفل السنة المنصرمة على أكثر من ثمانية ملايين مسافر، بزيادة ثمانية بالمئة مقارنة بالعام 2016. وتدرّج الخلاف على حتمية توقيع وزير المال مرسوم أقدمية ضباط 1994، من خلاف اجرائي إلى خلاف مبدئي أساسه غياب الكيمياء بين عون وبري، إلى خلاف دستوري حول ما يقول به الطائف وما لا يقول به.
بموازاة ذلك، كانت حالة الغضب الشعبي تتصاعد جراء انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق اللبنانية نتيجة اضراب عمال ومستخدمي شركة كهرباء لبنان احتجاجاً على عدم دفع سلسلة الرتب والرواتب لهم ما أغرق بعض المناطق في ظلام دامس لم يستبعد بعضهم أن تكون تردداتها على ارتباط بالأزمة السياسية القائمة بين بعبدا وعين التينة خصوصاً مع غمز وزير الطاقة سيزار ابي خليل من قناة وزير المال علي حسن خليل واشارته إلى «أن الوصاية المالية ليست لوزارة الطاقة وبالتالي فإن الحل لا يقتصر على وزارة الطاقة بل يتطلب تضافراً للجهود».
وبدا أن حجم الضغط الشعبي قبل موعد الانتخابات النيابية حتّم الاسراع في بذل الجهود لمعالجة ازمة اضراب مستخدمي الكهرباء وعدم انتظار اليوم الاثنين ، فإنعقدت اجتماعات مكثفة في وزارة الطاقة في عطلة الاسبوع شارك فيها وزير الطاقة ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورئيس نقابة عمال ومستخدمي الكهرباء شربل صالح اسفرت عن اتفاق أعلن عنه الاسمر على استئناف إصلاح أعطال الكهرباء مقابل الانفاق على نسبة مئوية معينة مع وزير الطاقة من اجل حل موضوع عمال الكهرباء على أن يُعقد اليوم اجتماع مع وزير المال لاسـتكمال الـبحث.
ونقل وزير الطاقة بشرى للبنانيين قائلاً « نبشّر بعودة التصليحات وتزويد المعامل بالفيول والاتفاق النهائي بشأن عمال ومستخدمي كهرباء لبنان سيبرم بعد الاجتماع مع وزير المال الاثنين».
وكان وزير الطاقة عبّر في بيان، عن أسفه لـ»عدم قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على اصلاح الاعطال على شبكة الكهرباء في عدد من المناطق اللبنانية مما يبقي مناطق عديدة من دون تغذية، وذلك بسبب الاضراب الذي تنفذه النقابة، عمال ومستخدمو المؤسسة على خلفية اعتراضهم على تطبيق السلسلة على رواتبـهم».وأكد « عمله وحرصه على ايجاد الحلول الملائمة مع الجهات المعنية»، مؤكدا ان «البحث جار مع وزير المال علي حسن خليل من اجل ايجاد الحل الملائم».
وشمل انقطاع الكهرباء معظم المناطق اللبنانية بنسب متفاومة إلا أن الصرخة صدرت في المناطق التي لا توجد فيها مولدات كهربائية. وأعلن نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي أنّ «مدينة صور في ظلام دامس منذ بدء العام الجديد، وهي مشكلة يجب معالجتها في ظل الطقس العاصف»، مضيفاً «أن أكثر من 300 ألف نسمة في صور ومنطقتها ضحية العتمة، وأن مدينة صور والبلدات التابعة للقضاء بلا كهرباء وفي ظلام دامس لليوم الثامن على التوالي، ما أدى أيضاً إلى ازمة مياه بسبب غياب التيار». وأشار صبراوي إلى أن «انقطاع التيار لم يعد مقتصراً على خطوط صور، بل امتد إلى باقي الخطوط والتحويلات في القضاء بسبب الأعطال الناجمة عن العاصفة وتوقف عمال الصيانة «المياومين»، محذراً من «تفاقم الأوضاع، لأن المواطن أصبح اليوم أسير مؤسسة الكهرباء ومياوميها لعدم قيامهم بإصلاح الأعطال، لأنه لا يوجد وجه حق لهم بالعمل بسبب عدم التجديد لشركتهم أي «دباس» من قبل الدولة».
الى ذلك، ذكّرت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان عطفاً على بياناتها السابقة بشأن تداعيات اضراب نقابة عمالها ومستخدميها، بـ»مواصلة النقابة عدم السماح بإجراء التصليحات على شبكات التوتر العالي والمتوسط والمنخفض كافة، اجراء المناورات على مخارج التوتر المتوسط. وضع المجموعة الغازية الثانية في دير عمار (160 ميغاوات) في الخدمة. تصليح المجموعة الثالثة وإجراء الصيانة على المجموعة الثانية في معمل الذوق الحراري (210 ميغاوات). وضع إحدى مجموعتي معمل بعلبك (30 ميغاوات) في الخدمة. ضخ مادة القبول اويل لتشغيل الباخرتين التركيتين في الذوق والجية مما سيؤدي إلى توقيف باخرة الذوق (190 ميغاوات) بدءاً من مساء الأحد وباخرة الجية (190 ميغاوات) بدءاً من مساء الاثنين الواقع فيه 8/1/2018 «.
وبناء على ما تقدم، جددت المؤسسة اعتذارها من المواطنين في جميع المناطق اللبنانية المتضررين من تداعيات الاضراب المذكور، آملة في أن يسفر الاجتماع الذي سيعقد في وزارة المالية عن نتائج ايجابية، وبالتالي انتهاء اضراب النقابة بما يسـمح بإعـادة الأمـور إلى طبيعتها في المؤـسسة وإعـادة الانتـظام إلى التغـذية بالــتيار الكهربـائي».