ماذا ستجني المخابرات المصرية من ضم القدس لإسرائيل؟

حجم الخط
31

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تسريبات تتضمن مكالمات لأحد ضباط المخابرات المصرية لثلاثة إعلاميين من مقدمي البرامج الشعبية على الفضائيات (إضافة إلى الفنانة يسرا) توجههم للعمل على إقناع المشاهدين بعدم مهاجمة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس والترويج لفكرة أن يكتفي الفلسطينيون برام الله عاصمة لهم بدلا من المدينة المقدسة.
حسب أحد التسجيلات التي انكشفت يتوجه ضابط الأمن المصري، المدعو أشرف الخولي، إلى المذيع التلفزيوني عزمي مجاهد بالسؤال: «ما هو الفرق بين القدس ورام الله؟» وهو أمر يوافقه عليه المذيع ثم يسوّقه في برنامجه، وفي اتصال آخر يقول الخولي لمقدم البرامج سعيد حساسين: «اتصلت بك فقط كي أقول لك ما هو موقف أجهزة الأمن المصرية» ويشرح له «الفائدة التي يمكن أن نحققها من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل».
يعتبر ضابط الأمن في التسريبات أن موقف النظام المصري مشابه لمواقف الأنظمة العربية في الإدانة اللفظية لقرار ترامب لكنه «بعد كل شيء سيصبح حقيقة واقعة» لأن الفلسطينيين، حسب رأيه، «لا يستطيعون الاعتراض» ولأن النظام المصري «لا يريد بدء حرب. لدينا ما يكفي من المشاكل»، إضافة لذلك، يقول الضابط إن «أجهزة المخابرات خائفة من الانتفاضة لأنها لن تخدم المصالح الوطنية لمصر لأنها ستعزز نفوذ الإسلاميين وحماس».
ربّما لا تكشف هذه التسريبات عن مفاجأة حقيقية للنخب السياسية العربية حول موقف النظام المصري المخزي من المسألة الفلسطينية والقدس لكنّ استهداف المخابرات المصرية للإعلام يعني أنها تراهن على تضليل مواطنيها لمعرفتها بالرمزية الإسلامية الهائلة للقدس في ضمير شعبها، والكره الطبيعي لإسرائيل لدى المصريين.
غير أن لكشف التسجيلات، ربّما، هدفا آخر أيضاً، فإذا كانت التوجيهات الأمنية تستهدف تشويش بوصلة بسطاء المصريين، فإن فضح الأمر قد يكون أحد طرق إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إيصال رسالة اعتذارية عن موقف حكومة مصر المعلن، وتضامنها في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة مع قضية القدس، إلى سيد البيت الأبيض وذلك بعد أن هدّد بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، وأوقف المعونة العسكرية لباكستان (وهي في حال شبيهة بمصر).
تستحقّ الأفكار التي وردت في التسريبات، رغم ذلك، بعض التحليل، فهي في النتيجة، قد تكون قريبة جدّاً من طريقة تفكير السيسي نفسه وبطانته العسكرية والأمنية.
المطابقة بين الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها (الذي يعاني من طعون كبيرة في أهليته العقلية والسياسية)، هي أحد أفكار التسريبات، وهي فكرة قد تكون مستمدة من مطابقة زعماء الدول العربية لأنفسهم مع بلدانهم، وهذه مسألة ذات حدّين، فمراهنة بعض القادة العرب، كالسيسي ومحمد بن سلمان، على معادلة ترامب = أمريكا قد تفيد على المدى القصير، لكنّ التهوّر الذي نراه في استخدامها، قد يثبت أنه أكثر ضررا مما يعتقد ضباط الأمن ورؤساؤهم.
مفهوم طبعاً أن النظام المصري «لا يريد حرباً» ولكنّ التناقض يقع حين يقول الخولي إن «الفلسطينيين لا يستطيعون الاعتراض» ثم يقول إن «أجهزة الأمن خائفة من الانتفاضة»، فإذا كان الفلسطينيون لا يستطيعون الاعتراض فعلاً فلماذا تخاف أجهزة الأمن المصرية من انتفاضة فلسطينية؟
غير أن قمة الركاكة تكمن في القول إن النظام المصري سيستفيد من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، أما كيف ستستفيد مصر من انتزاع المدينة المقدسة لكل المسلمين في العالم وضمها لإسرائيل وخنق آمال الفلسطينيين بدولة مستقلة وحصارهم وانتزاع هويتهم وتأجيج الطابع الديني للصراع مع إسرائيل فهذه مسألة لا يستطيع غير «ضابط أمن رفيع» أن يجيب عليها.

ماذا ستجني المخابرات المصرية من ضم القدس لإسرائيل؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    التسريبات عندما تخدم مصالحنا و ان اتت من الشيطان نفسه نصفق لها و يصبح الشيطان ملائكة و عندما تتعارض مع مصالحنا تتحول الملائكة إلى شيطان….سؤوال هل فى الديمقراطيات التى تعم الشرق الأوسط اليس هناك تعليمات إلى الإعلام بطرح موضوع ما او مهاجمة دولة معينة أو …او….من طرف مخابراتها …ام نحن فى الجنة و انا لا أعلم….؟ تحيا تونس تحيا الجمهورية

  2. يقول ابو محمد من الشابورة - فلسطين:

    بصراحة سؤال يبدو سهل ولكنه محير..من ينظر الي الصورة الكبري ويمر بآحداث الثورة المصرية يصل لنتيجة يبدو انها غريبة للكثير وهي ان كيان الاحتلال زرع كوهين اخر في مصر ليصل الي حكم مصر ويخرب ويدمر ليس فقط مصر بشعبها وقيمها بل يسلم باقي فلسطين والكيانات العربية الاخري.. من يشك في ذلك يسترجع تسليم حصة مصر من النيل لاثيوبيا وقتل وتدمير اهل سيناء وقبلهم تدمير اكثر الكيانات المصرية تنظيما (الاخوان) وبيع الجزر المصرية ،،،وتدمير الاقصاد وقتل المعارضين ووووومن يفعل كل هذا لا اعتقد انه مصري من المصريين الذين نعرفهم.

  3. يقول المغربي-المغرب:

    موضوع ارتباط مصر الرسمي بالقضية الفلسطينية..انهاه السادات في بداية حكمه من خلال طبيعة علاقاته ….التي يعرفها الجميع ومرورا بحرب اكتوبر التي اريد لها ان تختم اي دور عسكري لمصر بالموضوع..ونهاية بكامب ديفد…ومقتل السادات نفسه الذي اوصلوه واوصل نفسه الى كل التنازلات المطلوبة وغير المطلوبة ثم تخلصوا منه بعد ان اصبح ورقة لاقيمة لها…ولم يمنحوه حتى فرصة التمعن في مجريات الامور خشية من مزاجيته التي قد ترتد الى تاليب الذاخل بعد حملة الاعتقالات العشواءية…سنة 1981..والباقي مجرد تفاصيل في نفس السياق….!!!!.

  4. يقول alaa:

    ستجني الذل والعار ..

  5. يقول فلان الفلاني:

    انه لامر مخجل حقا… ستجني المخابرات المصرية صفر ومربع فاضي, الا ان سيدهم سيتمم المهمة لبلده الام فقط, الامور بمنتهى البساطة, لا اظن ان المئة مليون لهم حولا ولا قوة في اي شيء يخص بلدهم وعلى ما يبدو ان تجويع الشعب سياسة السيخي الناجحة

  6. يقول Howard USA:

    الى الاخ الشربيني المهندس – مصر ؟ هل سؤالك جدي؟ يا راجل اذا كان الكلام عن شخص من المخابرات فهل تعتقد انه سيستعمل اسمه الحقيقي. واذا السلطات المصرية قالت انه لا يوجد شخص بهذا الاسم فطبعا كلام سهل – وكيف سنعرف ان ذلك صح او خطأ من كلام هذه السلطات ؟
    رجال المخابرات لا يستعملون اسماؤهم الحقيقية وهو امر بديهي. وربما لكل فردمنهم خمسة اسماء مختلفة .
    وبالمناسبة هل اسمك الحقيقي هوالمهندس الشربيني-وهل اسمي Howard? كلا. وشو بتفرق شو اسم رجل المخابرات هذا طالما ان ما قيل اصبح حقيقة واضحة .

  7. يقول مراقب حر:

    الطاغية السيسي يستخدم لتسويق صفقة العصر فإذا تمت تلك الصفقة- لاقدر الله- بعدها سيتخلص الصهاينة منه كما تخلصوا ممن قبله !!

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية