تسريبات قناة «مكملين» المصرية التي تتقاطع مع معلومات نشرتها جريدة «نيويورك تايمز»، تؤكد حقيقة أن الأنظمة العربية متواطئة مع الولايات المتحدة وإسرائيل في موضوع القدس، وأنها لا ترفض اعتبار مدينة رام الله بديلاً عن المدينة المقدسة، التي ظلت أمانة في أعناق العرب والمسلمين لمئات السنوات الماضية.
ليس مهماً تفاصيل التسريبات، ولا تهمنا الأسماء الواردة فيها، ولا من قال لمن، ولا ماذا قال، وإنما أهم ما في هذه التسريبات هو أنها تثبت صحة المعلومات، التي كانت الصحافة العبرية أول من نشرها، عندما قالت بأن عواصم عربية وافقت على اعتبار القدس عاصمة للدولة الإسرائيلية، ووافقت على التنازل عن المدينة المقدسة بشكل كامل، بل وافقت أيضاً على أن تضغط على الفلسطينيين ليوافقوا على ذلك ويتجاهلوا مدينة القدس.
مرة أخرى نعيد التذكير بأن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم، وإنما هي وقف عربي وإسلامي، ولا يملك الفلسطينيون أصلاً التنازل عنها، لو افترضنا أنهم يوافقون على ذلك، ولهذا فإن الشهيد ياسر عرفات عاد من «كامب ديفيد» في أواخر يوليو 2000 لتكون تلك آخر زيارة تطأ فيها قدماه أراضي الولايات المتحدة، وفضَّل عرفات أن يموت على أرض فلسطين، على أن يتنازل عن مدينة القدس، رغم أنه – أي عرفات- وقّع مع الإسرائيليين 13 اتفاقاً منذ دخوله مسار التسوية، ذلك أنه كان يُدرك أنه لا فلسطين بدون القدس، وأن العبث بالقدس أو التنازل عن أي سنتيمتر منها يمثل انتحاراً سياسياً.. فضَّل عرفات أن يموت وهو في أحضان شعبه، على أن يموت وهو في أحضان الأمريكيين والاسرائيليين، وقد كان له ذلك.
تواطؤ الأنظمة العربية مع قرار الرئيس ترامب بخصوص القدس يعني أن هذه الأنظمة تعلن غير ما تفعل، وتتظاهر بدعم القدس وهي عدوتها، كما أن هذا التواطؤ يؤكد أن ترامب، على تهوره وتسرعه، لم يكن ليتخذ هذا القرار لولا أنه وجد الحاضنة المناسبة له في عواصم عربية مهمة وذات معنى، وهذا ما يُفسر أيضاً كيف استطاع ترامب التوقيع على القرار الذي صدر عن الكونغرس قبل 22 عاماً، ولم يتمكن أي رئيس أمريكي من تنفيذه.. هذا معناه أن الأنظمة العربية السابقة على بؤسها لم تكن قد وصلت الى درجة من التآمر الى المستوى الحالي!
أما النتيجة الأخرى التي يمكن الخلاص إليها من انكشاف هذا التواطؤ العربي، فهو أن العرب ليسوا عاجزين، وأن الأمة ليست هامشية ومتخلفة كما يحلو لبعض الانهزاميين أن يقنعوا بعضهم بعضاً به؛ وإلا فلماذا احتاج ترامب أن يحصل على موافقة بعض العواصم العربية ودعمها ومباركتها ولو سراً؟
العرب ليسوا عاجزين ولا هامشيين، بل لديهم الكثير من عوامل القوة وأوراق الضغط، ولطالما سبقت الإشارة الى أن العرب يتمتعون بوزن اقتصادي مهم في العالم، إذ أن دول الخليج وحدها من أهم حاملي السندات الأمريكية، ومن أهم المستثمرين في أمريكا وأوروبا، فضلاً عن أنها دول نفطية مهمة، ولدى هذه الدول عقود بالمليارات مع شركات علاقات عامة في واشنطن ولندن وبروكسل، كما أنها من أكبر وأهم مشتري السلاح في العالم… وثمة الكثير من عوامل القوة وأوراق الضغط الأخرى لكن المشكلة أنها معطلة وغير مستخدمة.
مشكلة العرب باختصار تتمركز في أنظمتهم السياسية، ومشكلة القدس أيضاً هي «الأنظمة العربية»، ومشكلة الفلسطينيين أنهم أصبحوا بلا ظهر عربي ولا مساند دولي، اللهم إلا بعض الأصدقاء؛ فدول في أمريكا اللاتينية أصبحت أكثر دعماً للفلسطينيين من العرب، ودولة مثل تركيا – غير العربية- باتت تُقدم للقدس والفلسطينيين ما لم تقدمه الأنظمة العربية، أما الشعوب العربية فمغلوبة على أمرها ولم تعد قادرة على تحصيل حقوقها فضلاً عن المطالبة بدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
كاتب فلسطيني
محمد عايش
صحيح العرب مقصرين بالنسبة للقضية الفلسطينية
ولكن ماذا عن تركيا
تركيا التى تتكلم عن فلسطين والقدس وتحريرهم
وتفعل العكس
اردوغان فى خطاب حماسى وعد اذا أعلن ترامب نقل السفارة الامريكية الى القدس
سوف يقطع كل العلاقات مع اسرائيل سواء دبلماسية واقتصادية او عسكرية
ونفد ترامب وعده
اما اردوغان لم ينفذ اى وعود
بل أعلن أمس ان العلاقات بين اسرائيل وتركيا هى علاقات مبنية على المصالح المشتركة بين البلدين ونسى فلسطين والقدس
والغريب والعجيب ان فى هذا الربيع
سوف يتم مناورات عسكرية مشتركة بين تركيا وإسرائيل
عنوانها مجابهة العدو المشترك للبلدين
وَيَا ترى من هو ذالك العدو المشترك للبلدين الصديقين ؟
لا يحك ظهرك إلا ظفرك
على الشعوب العربية الخروج من طاعة العبيد الطغاة الذين أهانوا الأمة
القدس مقدسة بالقرآن الكريم فهي الأرض المقدسة التي صلى فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والرسل
كيف نتخلى عن قبلتنا الأولى التي صلى المسلمون بإتجاهها أكثر من عشرة سنين ؟ و كيف نتقبل إستباحة قطعان الصهاينة حرمنا الثالث بكل برود ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله