«غارديان»: بريطانيا ساعدت العراق على «تحييد» الأكراد في كركوك

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: هل ساعدت بريطانيا في وقف التأثير الكردي في مدينة كركوك العراقية في محاولة منها لتحديد التأثير الإيراني في الشرق الأوسط؟ يرى مسؤول سابق في بريطانيا وحلف الناتو أن بريطانيا فعلت هذا. ويقول المراسل الدبلوماسي في صحيفة «غارديان» باتريك وينتور إن الزعم يشير إلى أسابيع مواجهة في أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر ) 2017 عندما تحركت القوات العراقية ضد قوات البيشمركه بعد التصويت على استفتاء الأقليم الكردي عن العراق. ومن المتوقع أن يواجه الوزير في الخارجية البريطانية أليستر بيرت أسئلة في مجلس العموم اليوم الثلاثاء حول التأكيدات البريطانية أنه تمت السيطرة على مدينة كركوك النفطية « بمواجهات محدودة وخسائر في الأرواح قليلة».
وكان الأكراد في كردستان قد صوتوا متحدين المعارضة الدولية ضد الاستفتاء على الاستقلال الذي عقد في نهاية ايلول (سبتمبر) ودفع الحكومة العراقية للرد بقوة واستعادة المدينة المتنازع عليها خارج صلاحيات حكومة إقليم كردستان والتي سيطرت عليها البيشمركه في عام 2014 بعد سقوط مدينة الموصل بيد مقاتلي تنظيم الدولة. ونقلت «غارديان» عن توم هاري- فورسايث المسؤول السابق في الحكومة البريطانية وحلف الناتو ويعمل الآن مستشارا غير رسمي لحكومة إقليم كردستان ما قاله في جواب مكتوب للجنة البرلمانية المختارة للشؤون الخارجية أن الحكومة البريطانية حصلت على معلومات استخباراتية تحذر من وجود علاقات بين طهران والميليشيات الشيعية التي تدعمها بغداد وتتحرك في العراق. وتضيف الصحيفة أن هناك عددا من المزاعم حول انتهاكات حقوق الإنسان قامت بها هذه المجموعات المسلحة خاصة الحشد الشعبي وأنها تخطط للقيام بعمليات لإخراج الأكراد من كركوك. وأدى الرد العراقي في كركوك إلى حالة اضطراب داخل القيادة السياسية الكردية وكاد أن يقود إلى انهيار في العلاقة بين حكومة بغداد وإقليم كردستان وإضعاف القوات الكردية التي دربتها بريطانيا ولعبت دوراً في قتال تنظيم الدولة. وسيسأل بيرت حول مزاعم من السفارة العراقية في بريطانيا والقول إنه «من الخطأ» القول إن الميليشيات التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني شاركت في استعادة المناطق المتنازع عليها من الأكراد.
وقال فورسايث إن «وثائق سرية للمخابرات البريطانية والتي كانت «توزع بين المسؤولين منذ شباط/فبراير 2016» أظهرت خططا إيرانية لإنشاء ممر طويل بدون انقطاع عبر العراق سوريا إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كي تهـدد أكـثر إسرائـيل ولبنـان». ومن الأدلة التي قدمها وهي أن القوات المدعومة من إيران «شجعت وبنجاح بغداد على اتخاذ إجراءات عقابية ضد الأكراد في مرحلة ما بعد الإستفتاء بشكل دعم الأهداف الإيرانية حتى وأبعد من الحدود العراقية – السورية».
وحذر فورسايث من أن تسامح بغداد مع الميليشيات الشيعية يعمل على زيادة الغضب الشديد في داخل المجتمعات السنية العراقية. وان هذه الميليشيات تقوم بتغيير الديمغرافيا للمناطق السنية خاصة محافظة ديالى القريبة من الحدود الإيرانية وكذا المناطق التي تعيش فيها تجمعات مسيحية وكردية وأزيدية. وحذر من أن تقود عمليات التطهير العرقي هذه لخلق الظروف نفسها التي قادت تنظيم الدولة لإعلان الخلافة قبل ثلاثة أعوام.
وقال إن «الوضع الآن أسوأ مما كان عليه قبل عام 2014 حيث تم فيه تدمير غالبية التجمعات السنية وقتل الألاف منهم وتم تشريد أكثر من مليون سني عربي في المناطق الكردية» مضيفا أن «الغالبية منهم تخاف من العودة إلى مناطقها حيث يخشون من تصرفات الحشد». وقال إن الرد البريطاني على كل هذا كان «الصمت في غالب الأحيان». وفي الوقت الذي اتخذت فيه حكومتا فرنسا وألمانيا سياسات أكثر قوة دعا فورسايث بريطانيا لإعادة النظر «في الدعم المطلق» لحكومة بغداد وقبولها بتصرفات الميليشيات الشيعية.
وفي الدفاع عن نفسها قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها حذرت القيادة الكردية أكثر من مرة بأنه لا تمضي بقرارها عقد الاستفتاء على الدستور وحاولت قبل يومين منه أن تهندس تسوية رفضها الأكراد. وقالت إنها تقوم بالعمل على إجراء مصالحة بين بغداد والأكراد وأنها تمارس ضغوطاً على بغداد كي تسحب الميليشيات من المناطق المتنازع عليها.

«نيويورك تايمز»: هل ستساعد تغريدات ترامب الداعمة للاحتجاجات المعسكر المتشدد في إيران؟

في مقال لمراسلة «نيويورك تايمز» السابقة في طهران نزيلة فتحي تساءلت إن كانت الاحتجاجات الأخيرة في إيران ستقوي من ساعد المعسر المتشدة. وتذكرت في مقالها «في تموز (يوليو)2003 كنت أقوم بتغطية احتجاج قرب مهج جامعة طهران، وكان المتظاهرون يعتقدون أنهم محصنون: فقد زاد عددهم ليلة بعد ليلة رغم دعوات السلطات لهم بالتراجع. وهتفوا بشعارات «الموت للديكتاتور» في إشارة لأية الله خامنئي الذي يملك الكلمة الأخيرة في شؤون البلاد و «انسوا فلسطين وفكروا بنا» تعبيراعن غضبهم من ثمن السياسة الخارجية والتي جاءت على حساب الإستثمارات المحلية والتي يمكن ان تخلق فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل.
وفي وقت متأخر من تلك الليلة تم سحق المتظاهرين. وراقبت عناصر من الباسيج، الميليشيا المسلحة التابعة للحرس الثوري وهي تضرب وتطعن المتظاهرين. ولن أنسى جنديين من الباسيج وهما يرميان جسدا في صندوق سيارة. وبحلول الساعة الثالثة صباحا كانت عناصر الميليشيا تدق في شاحناتها طبول النصر واعتقل المئات من المتظاهرين وعذبوا».

بين الأمس واليوم

وتذكرت فتحي المشاهد القديمة وهي تتابع التظاهرات الأسبوع الماضي. وأكثر من الحركة الخضراء في عام 2009 والرد عليها وما جرى في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين. ففي ذلك الوقت واليوم كانت الرئاسة الإيرانية والبرلمان بيد الـقوى الإصلاحية.
وفي كلا الحادثين استخدم المتشددون العنف لتقويض سمعة الإصلاحيين. والسؤال يتعلق الآن بقدرة المتشددين على التحكم بالسياسة الإيرانية وسحق رغبات الشعب الإيراني بالإصلاح. وفي التظاهرات الأخيرة لقي المتشددون دعما من الخارج والمسرح الدولـي- الرئيـس الأمريـكي بتغريداتـه المتعـددة.
إلا أن المعسكر المتشدد يواجه تحديات نابعة من تصميم الناس على التظاهرات. فبعد حوادث عام 2003 قام المتشددون وبشكل مستمر بعرقلة أجندة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي وسجن حلفائه وداعميه وحرمانهم من أية قوة سياسية لمواصلة إصلاحاته السياسية والاقتصادية بشكل خيب آمال الناخبين فيه.
وفتح الباب بعد عامين لانتخاب رئيس متشدد وهو محمود أحمدي نجاد. ويحدث السيناريو نفسه اليوم. فقد بدأت التظاهرات الأخيرة في مدينة مشهد وشجع عليها المحافظون المعارضون لحسن روحاني، في محاولة منهم لعرقلة برامجه الإصلاحية. ولكنها انتشرت بسرعة إلى بقية المدن الإيرانية. وكان روحاني قد أثار غضب المواطنين الإيرانيين ضد الحكومة عندما كشف في الشهر الماضي عن بعض ملامح ميزانية عام 2018 والميزانيات الفلكية المخصصة للمنظمات والمؤسسات الدينية والعسكرية.
واختطف أبناء الطبقة المتوسطة التظاهرات وحولوها إلى انتفاضة معادية للنظام وانتشرت في كل مناطق البلاد. وربما خفت زخم التظاهرات ولكنها حققت على ما يبدو أهداف المتشددين: وهي إضعاف روحاني وحلفائه وتطهيرهم من السياسة.
وكان روحاني قد تفاوض على توقيع الإتفاقية النووية عام 2015 والتي قامت على تجميد النشاطات النووية مقابل رفع العقوبات. ولقيت الإتفاقية دعما شعبيا خاصة أنها أنهت عزلة بلادهم. وفاز روحاني في انتخابات عام 2017 بتفويض شعبـي واسـع لإصـلاح الاقتصـاد.
وعبر الإيرانيون طوال السنوات الماضية عن طموحاتهم لحكومة ديمقراطية شفافة إلا ان الدعم من الأطراف الخطأ يضر بهذه الطموحات. فتغريدات ترامب الداعمة للمتظاهرين تقدم للمتشددين المبرر لقمعهم وحرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية التي أدت لخروجهم واحتجاجهم. وترى فتحي أن الرهانات عالية في إيران، فمرشد الجمهورية البالغ من العمر 79 عاما في وضع صحي غير مستقر. وسيكون روحاني من ضمن المجلس الذي سيختار خليفة له. وقد يستخدم الرئيس تأثيره السياسي في عملية الإختيار وإحباط محاولات المحافظين الذين يريدون السيطرة على الرئاسـة ومنصـب المرشـد.

«كيهان»: فشل روحاني

وتقول فتحي إن حملة الدعاية بدأت خاصة في الإعلام المؤيد للمرشد واتهمت صحيفة «كيهان» روحاني بالفشل في وقف اختلاس أموال الدولة. مما قاد الكثير من السكان التعبيرعن مخاوفهم من تكرار درس عام 2005. وترى أن حكومة ترامب يمكنها اتخاذ خطوات عدة لمساعدة الإيرانيين غير التغريد، منها تحمل إيران مسؤولية انتهاك حقوق الإنسان وقد يحافظ على اتفاقية عام 2015 ويتجنب فرض عقوبات جديدة. فالخروج منها سيكون بمثابة الهدية للمتشددين الذين سيثيرون المشاعر الوطنية ضد العدو الخارجي.
وكذا تقديم الدعم الألكتروني للإيرانيين وإتاحة المجال لهم لنقل أخبار ما يحدث في بلادهم والتواصل فيما بينهم. وتعتقد فتحي أن التظاهرات هي إشارة عن صحوة حتى في المناطق الريفية وأن الموجة تتغير ضد النظام وبين داعميه أيضاً. وقد ينجح النظام بقمع تظاهرات الشوارع كما فعل عام 2003 و 2009 لكنه لن يستطيع كبت الغضب الذي يغلي تحت السطح.

«فايننشال تايمز»: «ستار أكاديمي» تنشر أيديولوجية أوجلان في سوريا

قالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بالترويج لفكرة قيادة المرأة وسيطرتها على المناطق التي طرد منها تنظيم الدولة. وأشارت في البداية إلى قاعة «ستار أكاديمي» للنساء في شمال شرقي سوريا والتي تبدو من النظرة الأولى جذابة، أركانها مزينة بالورود البلاستيكية والملابس التقليدية. وهناك صور للمقاتلات الكرديات وصورة للثورية اليسارية روزا لوكسمبرغ. وسألت ريحان لوقو طالباتها «من يهزم الدولة؟» فصرخت الحاضرات «الرجل». وعندما كررت السؤال ومن يهزم الرجل؟ فالجواب كان «المرأة». وتقدم لوقو لطالباتها دروساً في الأيديولوجية اليسارية النسوية والتي تقوم بالترويج لها قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم من بريطانيا، ومعظم أفرادها هم من أتباع الزعيم الكردي السجين في تركيا عبدالله اوجلان، وتعلق صورة القائد بشواربه ووجه الباسم في قاعات الدراسة.

أيديولوجية أوجلان

وتضيف الصحيفة أن حزب العمال الكردستاني في تركيا، الذي يعتبر المقاتلين الأكراد في سوريا فرعاً له حاول بنجاح نسبي نشر أيديولوجية أوجلان حول الحكم الشعبي والتي تدعو إلى إنشاء «أمة ديمقراطية» ليس في شمالي سوريا وتركيا ولكن عبر الشرق الأوسط. وترى قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية أن الفرصة سانحة لمحاولة تطبيق الأيديولوجية في معاقلها الجبلية بعدما حققت انتصارات على تنظيم الدولة بدعم من الطيران الأمريكي واستغلت من الفوضى التي ستدخل عامها السادس في سوريا.
وتقول حياة، إحدى قيادات قوات سوريا الديمقراطية: «نحاول منح قوتنا للمرأة فهن من سيعلمن الجيل المقبل من المجتمع». وتدير حياة مركز للمرأة في بلدة الطبقة ذات الغالبية العربية والتي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية العام الماضي.

منظر منعش

وأرسلت مجموعة من النساء إلى «ستار أكاديمي». وترى الصحيفة أن قيام سوريا الديمقراطية بالترويج لهذه الأفكار هو موقف براغماتي في وقت تحاول فيه تقوية سيطرتها على المناطق بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة من معاقلهم الرئيسية. ففي الأعوام الأربعة الماضية من حكم التنظيم أجبرت النساء على ارتداء العباءة السوداء من الرأس وحتى أخمص القدمين والبقاء في البيت. وفي منظمة تقوم على أفكار أوجلان فيجب التشارك في المناصب بين الرجال والنساء.
وتضيف إن المرشحات للمشاركة تم إحضارهن إلى بلدة رميلان حيث يمنح مقر «ستار أكاديمي» من النافورة والازهار منظراً منعشاً عن أجواء المدن المحطمة. ويجب على المرشحات تسليم إجهزة الهاتف النقالة، وتزعم المدربة أن هذا يجعلهن يركزن ويشاركن في الأعمال اليومية والوجبات.
وتقول إعمار، 21 عاماً من الطبقة «لقد مرت علينا أربعة أعوام بدون هوية» و»الآن يتم تعريفنا بتاريخ المرأة، وهي أمور غير معروفة لنا». وتدرس لوقو، رؤية أوجلان عن المرأة وتقوم على فكرة أن المجتمعات الأمومية تم تدميرها قبل 5.000 عاما على يد الرجل في أثناء الحضارة السومرية واحتكرت المعرفة من خلال الكتابة. وقالت إن الأديان التوحيدية استخدمها الرجل كسلاح ضد المرأة. اما اليوم فنحن نعيش في عصر «القذارة الرأسمالية». وأشارت إلى الطريقة التي يتم فيها استغلال جسد المرأة وأصبحت: «سلعة تباع وتشترى».
وتشير الصحيفة إلى أن الكثيرات من المشاركات في «ستار أكاديمي» لديهن قصص عن الإستغلال من خلال إجبارهن على الزواج المبكر من أقاربهن. وتقول ريم التي أجبرت على الزواج في سن الـ 16 عاما وطلقت من زوجها «لم أعد أحب عائلتي» لأنهم «لم يقفوا معي». ورغم الشهادات المؤيدة لما تقوم به «ستار أكاديمي» إلا أن عربا يخشون من أن تمزق البرامج التثقيفية مجتمعاتهم وتخلق مشاكل مادية وزوجية. وقال شيخ من الطبقة «تتمتع نساؤنا بالحرية ويمكنهن الذهاب إلى أي مكان.. وهذا يمزق عائلاتنا».

«غارديان»: بريطانيا ساعدت العراق على «تحييد» الأكراد في كركوك

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية