هل البرلمان الاردني بيت الشعب؟

حجم الخط
0

في تقاليدنا العربية المتوارثة ان للبيوت حرمات وطقوسا واعرافا متعارفة بين الناس ومن هذه الاعراف ان داخل البيت من غير اهله هو اسير المعزب.
البرلمان مجازا هو بيت الشعب الاردني الكبير يلج اليه ابناؤه من كل فج من ربوع الوطن طلبا لرفع الظلم او تحقيق خدمة منقوصة في مناطقهم. لهذا فان كل من يدخل هذا البيت زائرا مؤقتا او مقيما دائما عليه ان يلتزم بتقاليده واعرافه المتوارثة جيل بعد جيل.
داخل هذا البيت تشرع القوانين الناظمة لحياتنا المدنية ومن تحت قبة البيت تخرج الوزارات بفرحة الثقة – ثقة الشعب – من جنبات البيت تبنى تقاليد واعراف برلمانية – كل جيل يضع لمساته على جزء منها حتى يكتمل بناء النهج الديمقراطي لدولتنا الاردنية الحديثة التي اختارت وبتصميم ارادة الحوار السلمي مفتاحا للاصلاح والتغيير الايجابي نحو مستقبل اكثر اشراقا ورفعة.
اختار ابناء الوطن التغيير نحو الافضل بالكلمة الصادقة والجريئة على الرصاصة القاتله للفرد والجماعة اختاروا لغة العقل على لغة العواطف – وسارالاصلاح رويدا رويداء وباسلوب حضاري نافس الدول الغربية في التغيير نهجا وسلوكا واصبحت التجربة الاردنيه في التغيير والاصلاح مضرب للامثال على حكمتها ودرايتها ببواطن التغيير الايجابي.
ما جرى تحت القبة وفي اروقة بيت الشعب من سلوكيات هابطه شىء مرفوض بسطا ومقاما ونهجا لا اخلاقيا ولاقانونيا ولاحضاريا – انه عمل مدان من قبل كافة ابناء الاسرة الاردنيه – هذا السلوك المشين ليس له مثيل اونظير في حياتنا البرلمانية او السياسية (لقد اطاعوا هؤلاء النواب بتصرفاتهم غضبهم فاضعوا ادبهم). هذا البرلمان بيت الشعب الاردني – هذا بيت ارادتهم الجمعية – هذا بيت تشريعهم الاول والاخير وقبل هذا وذاك هذا – بيت الامن والطمانينه – يحج اليه ابناء الوطن من كل فج عميق- طلبا للعون والمساعدة – لايمكن بأي حال من الاحوال ان يصبح مكانا للعراك البدني والاكشن بالسلاح .نريد من مجلس النواب ان يكون مكانا للتشريع ضد القتل – لا ساحة للاقتتال.
نريد من مجلس النواب ان يكون منبرا لافكار الاصلاح لاحلبة للمصارعة الحرة وتبادل اللكمات .نريد من نوابنا الافاضل ان يحملوا في سيارتهم مراجع كتب الفقه القانوني والدستوري للنهوض بالتشريع وتحديثه لا ان يخفوا في سيارتهم اسلحة القتل والخراب نريد ان نعمر الوطن لا هدم نسيجه الوطني . نريدكم اولا واخيرا ان تحملوا هموم الوطن لا ان تكونوا عبئا وحملا ثقيلا على كاهل الوطن .ماجرى في المجلس من سلوكيات خاطئه يجب ان تقرع الاجراس الان وليس غدا بان في داخل المجلس- اناس- جأءوا للتخريب لا للتعمير – هؤلاء لايعرفون مدى قدسية هذا المكان وطهر من يريد ان يسكن فيه – فبيت الشعب مكان مقدس له اعرافه وتقاليده صنعها اباؤنا واجدادنا بالجهد المخلص والنوايا الصادقة فحافظوا عليها ايها النواب الافاضل كما استلمتموها – والا عودوا من حيث اتيتم فلم يلنا منكم بعد ان حملناكم الى المجلس على اكتافنا الارائحة احذيتكم تدوي داخل جنبات بيتنا المقدس.

الدكتور زيد احمد المحيسن

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية