الرباط –« القدس العربي»: بعث وزير الخارجية المغربي، عدة رسائل جهوية وإقليمية بمشاركته وكلمته في اجتماعات مجموعة حوار 5-5 لدول غرب البحر المتوسط التي عقدت في الجزائر الأحد وقال: «إن استقرار منطقتنا أمر أساسي، وهو ثمين جدا لكي يتم اختبار صلابته، وهو لا يتم من خلال تصريحات طائشة »، مضيفا « إن التعاون الإقليمى لم يسبق أن حقق تقدما من خلال توجيه اتهامات رعناء».
وأكد ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الدُّولي أن بلاده تجدد تأكيد تمسكها بحوار 5 + 5 مفتوح وصريح وشامل وعملي وأن الحوار 5+5 يمثل المجال الأمثل لضمان حوار هادئ وتعاون مثمر، ويشكل إطارا مرنا، يجعله مهيأ للقيام بدور صندوق أفكار للشراكة الأورو متوسطية، وأبعد من ذلك.
وتضم «مجموعة الحوار 5 زائد 5» كلا من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال في الضفة الشمالية، والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس في الضفة الجنوبية. وتُعدّ المجموعة أقدم إطار للتلاقي بين بلدان ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط تشكلت بهدف الشروع في إقامة تعاون إقليمي.
وأضاف بوريطة إن منطقة غرب المتوسط تواجه أبرز التحديات في هذا العصر: تحديات أمنية وبيئية وسوسيو اقتصادية وثقافية وأخرى تتعلق بالهُوية، مشيرا إلى أن منتدى 5+5 مدعو لإثبات نجاعته، ما دام يوفر «الإطار الملائم» من أجل «حوار هادئ والتزام صادق وعمل مشترك».
وأعرب عن يقينه بأن غرب المتوسط يمكنه أن يكون محفزا للنمو المشترك، ووعاء لتدبير مندمج لقضية الشباب في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية، وحتى في أبعادها الثقافية والإنسانية أيضا واقترح عقد واحتضان مؤتمر وزاري 5+5 مخصص للشباب، بهدف إلى الاتفاق على «أجندة إقليمية حول الشباب » تشتمل على مشروعات ملموسة ومجددة.
وقال بوريطة إن «الشباب الذين يمثلون نصف سكان المنطقة يعيشون في سوق عمل في دول الجنوب لا يلبي تطلعاتهم المشروعة»، حيث أن «50 من مئة من شباب دول المغرب الكبير، ما بين 20 و25 عاما، لا يتوفرون على دخل، و70 من مئة منهم من دون مؤهلات مهنية، و48 من مئة منهم بمستوى تعليمي ضعيف جدا».
وأضاف إن «هذا الواقع يتطلب توفير ما لا يقل عن 11 مليون وظيفة سنويا في دول الجنوب، من أجل استيعاب هذا العجز»، معتبرا أن ذلك لن يتحقق إلا بمتوسط نمو يتراوح بين 8 و9 من مئة، عوض 3 من مئة المسجلة حاليا. وقال وزير الخارجية المغربي: «أنا مقتنع بأن دول غرب البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تكون حافزا للنمو المشترك بتدبير متكامل لمسألة الشباب في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية، وأيضا الثقافية والإنسانية».
واقترح بوريطة احتضان المغرب لاجتماع وزاري «5 زائد 5» خلال السنة الجارية يخصص لموضوع الشباب للاتفاق على أجندة إقليمية في هذا الشأن، بجدول أعمال وبآماد قريبة ومتوسطة وطويلة الأجل، لمناقشة مشروعات عملية تهم التنقل والتشغيل ومكافحة التطرف.
وأشار إلى أن التكامل الاقتصادي في دول شمال غرب البحر الأبيض المتوسط، التي تضم 185 مليون نسمة، يبلغ 70 من مئة، وجاء نتيجة سنوات طويلة من بناء الاتحاد الأوروبي، في المقابل، تبقى الدول المغاربية أقل المناطق تكاملا في العالم بنسبة 5 من مئة.
وشدد بوريطة على التباين المذهل بين الاندماج الاقتصادي في شمال وجنوب غرب البحر الأبيض المتوسط، وقال إذا كان الشركاء في الشمال يتميزون باندماج اقتصادي قوي (أكثر من 70٪)، ففي الجنوب، يشكل بلدان المغرب العربي إحدى أقل المناطق اندماجا في العالم (أقل من 5 %) و«إن الفجوة بين الضفتين حقيقية، ولكن الهوة داخل الضفة الجنوبية تبعث على الأسف »، مضيفا إن هذا الوضع « يدعونا إلى التزام أقوى، من أجل مقاربة مجددة وشاملة ومستدامة في مجال تنمية المبادلات والاستثمار والشغل » و«أن قضية الاندماج الاقتصادي للجنوب تزداد تعقيدا، بسبب إغلاق الحدود الذي يعوق بشكل بنيوي ازدهار المنطقة» وأكد أن المغرب منخرط في دينامية لتطوير نموذجه التنموي ومقتنع بـ»أن الجمود والحمائية لن يمكنا من تحقيق التنمية الاقتصادية».
وقال بوريطة إن هذا الوضع يؤثر في المقام الأول في سكان المنطقة؛ ما يستوجب الدعوة إلى التزام أقوى ونهج مبتكر وشامل ومستدام لتنمية التبادل التجاري والاستثمار والتشغيل من أجل جعل العائد الديمغرافي مربحا، ومواجهة عدم ملاءمة التكوين لمتطلبات سوق العمل.
وتطرق المسؤول المغربي الى إطلاق حملتين لتسوية وضعية المهاجرين منذ سنة 2013، ليكون للمغرب الدور الريادي في هذ الميدان على الصعيد الأفريقي، وانه يعتزم بالفعل أن يعرض على القمة المقبلة للاتحاد الأفريقي في نهاية الشهر الجاري، رؤية من أجل أجندة أفريقية للهجرة، كثمرة لتوافق واسع ومشاورات بين الدول الأفريقية قادها المغرب خلال الأشهر الأخيرة. وشدد بوريطة على التعاون المثمر في مجال الهجرة مع العديد من دول الحوار 5 + 5، خاصة إسبانيا وفرنسا، وكشف عن أن المغرب سيستضيف في كانون الأول/ ديسمبر 2018 المؤتمر الدُّولي الأول للميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة وقانونية، يفترض أن يفضي إلى اعتماد إطار مشترك لتنظيم الهجرة الدُّولية.
واعتبر أن تصاعد الإرهاب والتمظهرات العنيفة للتطرف، الناجمة عن التطرف وتجنيد العديد من المواطنين في حوض البحر المتوسط من قبل الجماعات الإرهابية وتسفيرهم نحو بؤر التوتر، أمور تهدد أمن واستقرار بلدان المنطقة ولمواجهة هذا الوضع، يقوم التوجه الذي يدعو إليه الملك للتصدي للتهديدات الأمنية على نهج يدمج بشكل تكاملي البعد الأمني والنمو الاقتصادي والتنمية البشرية، والحفاظ على البعد الثقافي وقال إن المغرب يعد رائدا في مجال تكوين الأئمة في أوروبا وأفريقيا، مشيرا، إلى الدور الذي تقوم به المملكة في تعزيز الإسلام المتسامح والوسطي.
وأعرب ناصر بوريطة عن يقينه بأن شكل 5+5 يمثل إطارا مبدعا ومجددا في جوهره، ينبغي له اليوم النهوض بتعاون مرن وفعال، وأن ينفتح أكثر على المجتمع المدني وأن يستفيد بشكل أفضل من الاتحاد من أجل المتوسط، من خلال تنمية التوافقات وتثمين أوجه التكامل وقال «إن استقرار منطقتنا أمر أساسى، وهو ثمين جدا لكي يتم اختبار صلابته، وهو لا يتم من خلال تصريحات طائشة »، مضيفا « أن التعاون الإقليمى لم يسبق أن حقق تقدما من خلال توجيه اتهامات رعناء » وقال إن « حسن الجوار، هو أكثر من مجرد مبدأ، إنه قيمة والتزام، بالنسبة للدول أيضا، وخاصة بالنسبة للدول وإن الاستقرار لا يستقيم مع عدم المسؤولية. وهو أمر يعرفه الجميع!».
برغم الأزمة الصامتة بين الجزائر والمغرب، ظهر وزير الخارجية الجزائرية، عبد القادر مساهل، معانقا نظيره المغربي ناصر بوريطة، على هامش زيارته إلى العاصمة الجزائر، اليوم الأحد، للمشاركة في الدورة الـ 14 لندوة «الحوار 5+5» الخاصة بوزراء خارجية المنطقة.
وتعتبر هذه أول زيارة لوزير الخارجية المغربية إلى الجزائر، في ظل الأزمة الصامتة التي تطبع العلاقات بين البلدين منذ عقود، والتي عرفت توترا بسبب التصريحات المتكررة الصادرة عن مسؤولين جزائريين تتهم المغرب بإغراقها بالمخدرات.
واعتبر المراقبون أن زيارة بوريطة إشارة لبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين التي تعرف توترات منذ عقود وأغلقت الحدود البرية بينهما 1994 وقال عبد القادر مساهل، وزير الخارجية الجزائري، أمس الاثنين، إن الحدود بين المغرب والجزائر «لن تظل مغلقة إلى الأبد».
وتناول مساهل في تصريحات لإذاعة جزائرية قضية الحدود المغلقة وقال إن الجزائر أنجزت طريقا سيارا حتى الحدود الغربية، لا لشيء سوى لأن الحدود لن تظل مغلقة إلى الأبد، على أن فتحها سيتم بعد الاستجابة لعدة شروط.
محمود معروف
هذا ما كنا لا نريد أن نصل اليه بصراحة نتيجة اطلاق العنان لتصريحات غير مسؤولة.
.
وزير مغربي يوجه نقدا و نقاط نظام لنظيره الجزائري في مكتب هذا الأخير.
.
وزير جزائري يتم التقدم بشكوى قضائية في فرنسا ضده بتهمة تشويه مجاني لسمعة شركات تجارية.
.
بكل صراحة و ليس محاباة للسلطات في المغرب، فانني أجدها أكثر هدوءا و بعد نظر. على سبيل المثال،
انتظرت اكثر من اربعين سنة، لتبدأ في التفكير بتوضيف ورقة الانفصال في الجزائر، رغم اربعين سنة من حرب دروس
ضد وحدة المغرب الثرابية، و لم تستعمل قط “علي و على أعدائي”. و لا مجال للمقارنة هنا بين نهج الدولتين.
.
أين نحن الآن؟ وين رايحين؟ الله يستر برك.
إذا أردت ان تعرف اخلاق رجل فوضع في يده سلطة ثم انظر كيف يتصرف ،السيد بوريطة رجل وطني صريح مثقف نتمنى له النجاح في مهامه النبيلة شكر والف شكرا على ما تقدمه إلى وطنك الغالي
مؤشر التنمية الشاملة يذيل المغرب في تقرير عالمي للدول الناشئالجزائر الرتبة 18 و المغرب الرتبة 75 ما قبل الاخيرة