رام الله – «القدس العربي»: شلّ الإضراب الشامل الذي دعت اليه حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية في فلسطين، كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وذلك للتنديد بزيارة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، وقرار رئيسه دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وأعلنت حركة فتح أن الإضراب جاء تنفيذا لقرارات المجلس المركزي بتفعيل المقاومة الشعبية السلمية، وتصعيدها في مختلف محافظات الوطن. واستثني من الإضراب قطاع الصحة، فيما أغلقت المحال التجارية والمؤسسات الرسمية الحكومة والخاصة، وأعلنت نقابة المواصلات الالتزام بالإضراب ووقف الحركة داخل وخارج المدن الفلسطينية.
وأغلق عدد من الشبان الفلسطينيين عدة طرق مؤدية إلى مدينتي رام الله والبيرة لمنع الوصول إليهما وكسر الإضراب، وقام الشبان بإغلاق الطرقات بالحجارة والإطارات المطاطية لمنع الحركة تماما من وإلى المدينتين. ونفذ الفلسطينيون وقفات احتجاجية رغم الأمطار والجو العاصف في مختلف ميادين الضفة الغربية، خاصة ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، تنديدا بزيارة بنس إلى القدس المحتلة خاصة والمنطقة بشكل عام. ووقعت مواجهات مع جيش الاحتلال وسط مدينة الخليل.
وأدى قرار الإضراب إلى حالة من الإرباك في بداية الأمر لاستثنائها قطاعي الصحة والتعليم، أي المدارس، إلا أن القوى الوطنية في محافظات الضفة الغربية فرضت إغلاق المدارس وتعطيلها على أن يتم تعويض يوم الإضراب خلال أيام الدوام المقبلة.
وهاجم العديد من الفلسطينيين قرار القوى الوطنية بالإضراب، كونه لا يؤثر سلباً إلا على الفلسطينيين، وليس له علاقة بالمقاومة الشعبية الفلسطينية، خاصة وان العمال الفلسطينيين الذين يعملون في القدس الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948 عملوا كالمعتاد ولم يؤثر الإضراب عليهم.
القدس المحتلة
وساد الإضراب الشامل مدينة القدس العربية المحتلة تنديدا بزيارة نائب الرئيس الأمريكي للمدينة ولحائط البراق، وضد مواقف الولايات المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني. وفرضت سلطات الاحتلال اجراءات أمنية غير مسبوقة لتأمين زيارة بنس للقدس المحتلة، ونشرت آلاف عناصر الشرطة وحرس الحدود، وأغلقت العديد من شوارع وطرقات المدينة، ونصبت الحواجز العسكرية لتحوّل المدينة إلى ثكنة عسكرية خالية من السكان.
واستغلت المجموعات الاستيطانية اليهودية الإجراءات الأمنية، واقتحمت المسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس عبر باب المغاربة وبحماية شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة. وجال أفراد هذه المجموعات داخل أروقة المسجد، فيما تكفل المصلون بمتابعتهم لمنع أداء صلوات تلمودية في داخله.
وأصدرت القوى الوطنية في القدس المحتلة بيانًا قالت فيه إن «الإضراب يأتي في ظل مسلسل محاولات النيل من مشروعنا وقضيتنا السامية بفرض وقائع جديدة تهدف الى نسف المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بالثوابت في القدس عاصمة وحق العودة، وإقامة الدولة عبر الدعم والغطاء الكامل من قبل أمريكا لهذا الاحتلال البغيض واعترافها عبر إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الإرهاب، وما شاهدناه وسمعناه في الزيارة الخبيثة لمايك بنس، وهي تدنيس للقدس ولحائط البراق المقدس الجزء الأصيل من المسجد الأقصى المبارك وإسقاط ورقة التوت عن الأنظمة والجهات المتساوقة مع هذا الإعلان ومع هذه الصفقة التي ستكون لعنة على كل المتآمرين على قضية شعبنا وقضايا أمتنا العربية والإسلامية، وما تحمل هذه الزيارة من صفعة قوية في وجه القانون الدولي والقرارات والالتزامات والتوصيات والمواثيق الصادرة تجاه عدالة قضيتنا وحقوقنا».
وأكدت القوى الوطنية والإسلامية في القدس أن الإضراب أتى «تعبيرا عن غضب الشعب الفلسطيني ورفضة الكامل لما تتعرض له مدينتنا الباسلة ومشروعنا الوطني من قبل عصابات الاحتلال ومستوطنيه وبغطاء أمريكي يستهدف سلب تاريخ ومستقبل فلسطين وقضيتنا الأصيلة دون اعتبار للقرارات الدولية الصادرة بحق شعبنا وترابه وأرضه وبالقدس عاصمة.» ودعا البيان المقدسيين على وجه التحديد للتصدي ومواجهة سياسات القمع والإرهاب والقتل الإسرائيلي وتصعيد المقاومة الشعبية الشاملة، وإعلاء الأصوات والاحتجاجات والمظاهرات الجماهيرية، وإغلاق الشوارع في وجه قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين في القدس وقراها بأزقتها وشوارعها وحواريها لإعلاء كلمة الحق والفداء.
ورغم الإضراب الذي عم القدس، وبيان القوى الوطنية في المدينة، إلا أن هناك من رأى أنه لا يخدم إلا زيارة بنس للمدينة المحتلة.
وقالت رولا سرحان رئيسة تحرير صحيفة «الحدث» الفلسطينية :»يزور نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس حائط البراق، في حين يعم الإضراب القدس، دون أن يخدم هذا الإضراب أحدا سوى أننا نقدم خدمة مجانية للاحتلال بتوفير الأمن السهل لزيارة بنس، من المفترض أن يكون الإضراب في القدس متزامنا مع دعوة الجماهير للاحتشاد عند حائط البراق ليعلنوا غضبهم ورفضهم للزيارة وللإعلان الأمريكي، يجب أن يكون يوم احتجاج وغضب مقدسي».
وأضافت «لا تجعلوا القدس تبدو خالية، لا أهل لها، فنائب الرئيس الأمريكي بنس قالها صراحة «نحن مع إسرائيل والقدس عاصمتها». وختمت بالقول «فلنكن مع أنفسنا وحدنا مع القدس، لأن القدس ستبقى وستظل عاصمتنا إن دافعنا عنها فقط، لا إن ادعينا أننا أضربنا وبقينا في منازلنا».
فعاليات الغضب ستتواصل
وقال جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن فعاليات الغضب الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، وزيارة نائبه بنس غير المرحب بها للمنطقة، ستبقى مستمرة في كافة المحافظات. وأكد أنه تم التعميم على محافظات الوطن بضرورة استمرار الفعاليات وفق منهج وبرنامج تتبعه كل محافظة. وأكد أن «مختلف الفعاليات الوطنية وتواصلها جزء من النضال الفلسطيني باتجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ولأن ترامب بإعلانه الأخير أنهى دور الولايات المتحدة في أي وساطة للعملية السياسية، ودمر العملية السياسية بخرقه للقانون الدولي.» وأضاف «طالما أن هناك احتلالا جاثما على أرضنا، ستبقى الفعاليات مستمرة».
وأعلن محيسن ان تنفيذ قرار تصعيد المقاومة الشعبية، يأتي انسجاما مع قرارات المجلس المركزي، خاصة وأن اسرائيل وقراراتها وقرارات «الكنيست» تعبر عن نفَس استعماري، وهو ما عبر عنه أيضًا بنس وترامب، وأثبتت أنه لا خيار إلا بالمقاومة الشعبية.
فادي أبو سعدى:
YES FOR STRIKING FOR ONE WEEK IT WILL BE BETTER ….. AND WE NEED CATHOLIC STRIKE IN ALL ARABS MUSLIMES COSMOS CAN WE HAVE IT