بيروت- «القدس العربي» : لا جلسة لمجلس الوزراء اليوم بسبب وجود رئيس الحكومة سعد الحريري في مؤتمر دافوس والمشاركة في أعمال المنتدى الثامن والأربعين الذي يعقد هذا العام تحت عنوان «خلق مستقبل مشترك في عالم ممزق».
وعلى هامش المؤتمر التقى الحريري العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس جمهوريتي سويسرا آلان بيرزي والبرازيل ميشال تامر وارمينيا كارين كارابيتيان والنرويج ايرنا سولبيرغ ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.
وأكد الحريري بعد زيارته الملك الأردني أنه «شرح القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس وإبعاد لبنان عن كل المشاكل والنزاعات والحروب والصراعات التي تجري في المنطقة». وقال «أكدت له أن كل المكونات السياسية التزمت قرار الحكومة هذا». وأضاف: «نحن حريصون على أن تكون علاقتنا مع كل الدول العربية ممتازة ومميزة، وقد وجدت من جلالته دعماً كبيراً للبنان في المرحلة التي يمر بها، سواء في موضوع النازحين أو غيره». وختم: «كذلك اتفقت مع جلالته على أن أقوم بزيارة عمل للأردن في وقت قريب للتنسيق في ملف النازحين مع الدولة الأردنية، قبل عقد مؤتمر بروكسيل في نهاية شهر نيسان المقبل».
وفي بيروت ، ابتعد رئيس مجلس النواب نبيه بري امس عن اثارة الخلاف بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون حول مرسوم اقدمية الضباط، لكنه اثار مسألة مطالبة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بتعديل قانون الانتخاب لتمديد مهلة تسجيل المغتربين، فلفت إلى « أن أي محاولة او حديث عن تعديل اصبح وراءنا وهو في غير محله، ولو كنا دخلنا المجلس لأي تعديل كان لشكّل ذلك خطراً على القانون».
ونقل النواب عن الرئيس نبيه بري بعد لقاء الاربعاء «أن الإرادة اللبنانية الجامعة تؤكد ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وهذا الموضوع اصبح امراً واقعاً لا شك فيه». واضاف: «إن كل اللبنانيين مصرون على اجراء هذه الانتخابات في موعدها المحدد رغم معارضة بعض الخارج. وكان نواب نقلوا عن بري قوله إن هناك دولتين لا تريدان إجراء الانتخابات في لبنان من دون أن يفصح عن هوية هاتين الدولتين. لكن التحليلات تشير إلى أن رئيس المجلس يقصد المملكة العربية السعودية وربما الولايات المتحدة الأمريكية بسبب وجود انطباع بأن نتائج الانتخابات النيابية في 6 ايار ستكون لمصلحة حزب الله وقوى 8 آذار.
وأطلع بري النواب على المواقيت المحددة في القانون لجهة فتح باب الترشيحات في 5 شباط وإقفالها في 7 آذار، مشيراً إلى أن «الحملات الانتخابية تبدأ مع بداية هذا التاريخ، أي 5 شباط».
الى ذلك، عاد رئيس الجمهورية ميشال عون من الكويت التي أبلغه أميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان الكويت لن تتردد في تقديم اي مساعدة للبنان سواء بشكل مباشر او من خلال المؤتمرات الدولية. وقد تناول الرئيس عون وامير الكويت الاوضاع العامة في العالم العربي، ولفت الشيخ الصباح إلى ان بلاده باتت عضواً في مجلس الامن ويمكن ان تساعد في دعم القضايا العربية المعروضة على الأمم المتحدة. كما تطرق البحث الى الوضع في فلسطين المحتلة بعد القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. والتقى الرئيس عون والشيخ الصباح على رفض هذه الخطوة، محذرين من التداعيات التي يمكن ان تنتج عنها. وفي هذا السياق، عبّر الرئيس عون عن أسفه لعدم قدرة الأمم المتحدة على تطبيق قوانينها وشرعتها.
وتطرق الحديث إلى مسألة النازحين السوريين، فشدد الرئيس عون على ان لبنان يعاني من حمل كبير في هذه المسألة وامل مساعدة الكويت والدول العربية في تأمين عودة النازحين إلى بلادهم، ودعم لبنان في هذا المجال من خلال المشاركة والمساهمة في المؤتمرات التي ستعقد قريباً وهي: مؤتمر روما ومؤتمر سيدر الذي دعت اليه باريس، ومؤتمر دعم الدول المستضيفة للنازحين في بروكسل.
وتحدث الرئيس عون عن الوضع الاقتصادي في لبنان في ظل الخطة الاقتصادية الجديدة التي ستأخذ طريقها إلى التنفيذ قريباً، داعياً المستثمرين الكويتيين إلى توظيف اموالهم في لبنان، والمساهمة في تحسين البنى التحتية الملحوظة ضمن الخطة، وخصوصاً ان لبنان ينعم باستقرار امني قلّ نظيره في العالم، بعد انتصار الجيش اللبناني على الإرهاب وداعش، ومطاردة الأجهزة الامنية اللبنانية للخلايا الإرهابية بنجاح.
وابلغ امير الكويت الرئيس عون انه سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من اجل مساعدة لبنان في خطته الاقتصادية والتجاوب مع حاجاته، مشيراً إلى ان الكويت ستقوم بكل ما في وسعها ولن تخذل لبنان.