لماذا اعتقل الجيش المصري رئيس أركانه الأسبق؟

حجم الخط
21

بالطريقة الفكاهية المصرية المعتادة قام أحد الناشطين بوضع جملة واحدة لتلخيص حدث اعتقال سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق (2005-2012)، بعد إعلانه رغبته بالترشح في مواجهة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. الجملة تقول: «إنت جاي هنا مخدرات ولا آداب؟ لا والله ترشيح!».
لا تفعل حادثة اختطاف عنان، وهو الذي كان في رتبة أعلى من رئيسه الحالي، وقبلها واقعة ترحيل الفريق أحمد شفيق من الإمارات بعد إعلانه رغبته في الترشح وإجباره على «اعتزال» السياسة برمتها، وأيضاً سجن العقيد أحمد قنصوة لإعلانه رغبته الترشح، غير توضيح الواضح وهو أن الرئيس المصري لا يريد عمليّاً أي منافسين حقيقيين له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وخصوصاً القادمين من المؤسسة العسكرية.
المؤسسة العسكرية قامت بإعلان أسباب ثلاثة للقبض على عنان أولها أنه لم يحصل على موافقتها في قراره الترشح وهذا يتناقض مع ما حصل عام 2014 حين ترشح للانتخابات (قبل أن ينسحب لصالح السيسي) وحينها لم يتم استدعاؤه أو اعتقاله، وثانيها ارتكابه «جريمة التزوير» بما يفيد إنهاء خدمته، وهو ما ردّت عليه حملة سامي عنان بالقول إن الأخير طلب إنهاء خدمته، كما فعل السيسي عام 2014 ولكنه لم يحصل على ذلك ما يعني تحيّزا مقصودا ضده.
«الجريمة» الثالثة التي ارتكبها عنان حسب بيان القوات المسلحة، وهي «التحريض الصريح ضد القوات المسلحة بغرض إحداث الوقيعة بينها وبين الشعب المصري» تحتاج تحليلا بحد ذاتها، فبالرجوع إلى الخطاب القصير الذي ألقاه عنان لإعلان رغبته بالترشح نجد أنه وضع عمليّاً أصبعه على الجرح المصريّ الكبير فقد ربط أشكال التردي العميق للبلاد، من الإرهاب، إلى أوضاع الشعب المعيشية، إلى تآكل قدرة الدولة في التعامل مع ملفات الأرض والمياه والثروة القومية إلى «سياسات خاطئة حمّلت قواتنا المسلحة وحدها مسؤولية المواجهة»، داعياً إلى نظام يسمح للقطاع المدني للدولة بالقيام بدوره، وإلى نظام سياسي تعددي يؤمن بالحريات ويحافظ على قيم العدالة وتقاسم السلطة بين المؤسسات.
واضح أن لهذه السياسات الخاطئة عنوانين: الأول هو عبد الفتاح السيسي، والثاني هو القوات المسلحة نفسها، ومجلسها العسكري الحاكم. لقد أدّى السياق التاريخي الذي جاء بالسيسي رئيساً إلى مركزة هائلة للسلطات في يد فئة محددة هي مجموعة من ضباط القوات المسلحة والمخابرات العسكرية، وهو اتجاه لا يني يتعاظم ويهرس في طريقه حتى كبار قادة المؤسسة العسكرية السابقين أمثال عنان وشفيق.
من المفارقات التاريخية أن مواجهة ثوار 25 يناير/كانون الثاني للمخابرات العامة والداخلية أدّت إلى ضرب هاتين المؤسستين وهو ما استغلته المخابرات الحربية، التي كان السيسي رئيساً لها، فانتقلت ملفات البلاد إليها من مؤسسة «أمن الدولة» التي كانت الأقوى بين تلك المؤسسات، إضافة إلى أن السيسي كان مقبولا من الأمريكيين الذين درس عندهم، والسعودية حيث كان ملحقا عسكريا فيها، وكان استغلال السيسي لمنصبه وزيرا للدفاع، ونجاح مؤسسة أمن الدولة بترويع القوى السياسية من الإخوان، فتحا الطريق واسعا أمام السيسي.
مع اعتقال عنان وتجريمه، وانسحاب المرشح المدني خالد علي من الانتخابات، وإعلان السيسي ترشّحه يصحّ التساؤل: ما هو معنى أن تقوم انتخابات أصلاً، ولماذا يصرّ الدكتاتور على لعبة لم يحترم أركانها؟

لماذا اعتقل الجيش المصري رئيس أركانه الأسبق؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الأردن:

    *بما أن (السيسي) متمسك بالكرسي
    ولن يتركه سوى إلى المقبرة..؟!
    فلا داعي لمسرحية المسخرة المسمى
    (إنتخابات) حرة ونزيهة..؟؟؟!!!
    *يجتمع البرلمان المصري ويعلن السيسي
    حاكما لمصر مدى الحياة وهيك
    الدولة توفر الملايين وتغلق السالفة
    سالفة الإنتخابات نهائيا.
    *بدون مجاملة معظم الشعوب (العربية )
    منكوبة وكان الله في عونها.
    سلام

  2. يقول بلحرمة محمد:

    ليس غريبا ان يفبرك النظام المصري بقيادة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الاتهامات ضد من ارادوا منافسته في – انتخابات – الرئاسة فهدا جرم لا يغتفر يمكن ان يؤدي بصاحبه الى غياهب السجون لسنين عددا فان تنافس الرئيس فكانك تخون الوطن لان الوطن في الديكتاتوريات العربية هو الحاكم والحاكم هو الوطن فمتى شهدنا انتخابات نزيهة وشفافة بالمعنى الصحيح للكلمتين في الرقعة العربية المكلومة والجريحة والمبتلاة بانظمة لا تعرف للديمقراطية سبيلا؟ الا يجلس الحاكم على كرسيه المحبوب طيلة حياته حتى يقضي الله امرا كان مفعولا؟ فلمادا يكون عبد الفتاح السيسي استثناء بين اقرائه في المؤسسة الرسمية العربية؟ الم يقل شقيقه في الفساد حسني مبارك عند توليه الحكم بعد مقتل انور السادات في بداية الثمانينات من القرن الماضي انه لن يحكم اكثر من فترتين؟ الم يجثم على الشعب المصري ما يقارب الثلاثين سنة حتى تمت الاطاحة به سنة 2011؟ فمادا ننتظر ادن من نظام خرج من المؤسسة العسكرية وله نفس مواصفات نظام الفساد المباركي؟ اليس نظام السيسي استمرار لنظام مبارك السيء الصيت؟ هل كان احد منا ينتظر ان تسود الديمقراطية في ظل هدا الظلام العربي الدامس؟ اليست الديمقراطية نظام معقد للغاية والانتخابات الحرة تعد شكلا واحدا من اشكال الديمقراطية ومن المؤكد ان غياب الانتخابات يعني غياب الديمقراطية لكن ليس بالضرورة ان يكون العكس صحيحا فالانتخابات هي شرط ضروري ولكنه غير كاف للديمقراطية وهو ما يتطلب ايضا مؤسسات دائمة تجسد القيم الديمقراطية هدا ما قاله كريستوفر هيل مساعد وزير الخارجية الامريكي السابق فلمادا تجرى الانتخابات ادن في جغرافيتنا العربية والكل يعلم الا جدوى منها؟ لمادا يقبل الشعب المصري بهدا الديكتاتور وهو الدي سامه سوء العداب مند انقلابه على الشرعية واضطر الى استخدام المزيد من القوة والبطش لابقاء المصريين تحت السيطرة؟ اين هي تلك القوى العظمى التي تصدع رؤوسنا بحقوق الانسان وتحاضرنا في الديمقراطية مما يجري من عبث في مصر؟ لمادا تعرضت ايران لتنديد دولي لبطشها المتظاهرين في شوارعها في الوقت التي قتلت مصر شنقا ما لا يقل عن نفس العدد من الناس الدين سقطوا في ايران؟ فالى اين تتجه مصر في عهد عبد الفتاح السيسي؟ الى الهاوية حتما.

  3. يقول محمد حاج:

    انقضاض الإمارات والسعودية على مصر وسلبهما لارادتها والتحكم في قرارتها تماماً مثل ما يعيثان في اليمن فسادا ، شخصية كالسيسي لا يملك اتخاذ اي قرار صغيرا كان ام كبيرا ، الأوامر تأتيه منهما لا غير وعليه التنفيذ ، والغالبية من الشعب مصفقون .

  4. يقول Ssif noor:

    با تري مصروفات السيسي في الترشيح من طيبه ولا ……. وبعدين ليه المصروفات طالما السيسي مش عايز حد ينافسه ليه مبارك احسن منه بس شوفلك اي حد يترشح قبالك علشان الصورة تطلع زفت

  5. يقول علي اسبانيا:

    في مصر لاصوت يعلو على صوت الاعتقال والخطف و القتل
    عندي فكرة عايشتها هنا في برشلونة لما تازمت الامور عندما طالب سكان اقليم كاتالونيا بالاستقلال وعارضتهم الحكومة المركزية فهموا انهم لو نزلوا الى الميادين و الشوارع سيشلون الاقتصاد و يكونوا اللخاسر الاكبر ولكي لا يدخلول في مواجهة مع الشرطة عمدوا الى وسيلة اقل حدة وهي انهم اختاروا 10 دقائق من الساعة التاسعة ال الساعة التاسعة و 10 دقائق يقرعون الاواني من داخل بيوتهم
    كانت سماء برشلونة و المدن الكاتالونية الاخرى تصدع بقرقعة الاواني تخيلوا معي كل مدن المحروسة في نفس العشر دقائق تصدع بنفس الصوت ليصل لطبيب الفلاسفة السيد بلحة المبجل ان الشعب صحيح لا يستطيع النزول الان الشارع لانك ستنكل به كما فهل مع الالاف .
    فليكن هذا الصوت لعنة على السيسي و كل من ايده
    تحيا مصر

  6. يقول فرنسا خالد:

    انا اشجع فكرة الأخ علي من اسبانيا حتي لا يكون لأي شخص عذر فالفكرة معدومة الخسائر تخيل انك تقرع طبول الاعتراض وانت في بيتك دون أدني خوف من احد وَيَا حبَّذا لو كانت يوم ما يطلقون عليه يوم التصويت علي بلحة فكرة تستحق الدراسة

  7. يقول عاصم اسكندريه:

    الى كل المعلقين العرب انتم لا تعرفوا شيئا عن الواقع المصرى الشعب المصرى سلم ادارة البلاد الى القوات المسلحه خوفا على البلاد والعباد ثقة فى الجيش و قادته

  8. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    الأخ عاصم اسكندرية , و ماذا عن الأخوة المعلقين المصريين و يكاد عددهم يتجاوز النصف ؟!
    و منهم من هو مداوم باستمرار على التعليق ؟!هؤلاء أيضاً لا يفهمون و لا يفقهون الوضع المصري و كثير منهم يعيش في مصر نفسها ؟!
    .
    و ماذا عن المقال هذا نفسه ؟! هو في جريدة عربية تعتبر الأكثر موثوقية و مهنية و ضمن الافضل الناطقة باللغة العربية ، هل محرروها لا يفهمون الوضع المصري كذلك ؟!
    .
    و ان كان الامر هكذا ، فلماذا لا تناقش اصل رأي القدس اليوم هنا الذي يشرح الوضع المصري على خلاف ما يدعيه جنابكم ؟!
    انت تركت المقال و الرأي نفسه ، و ركزت على ما يقوله المعلقون دون أن تقدم دليل على ادعاءك !
    .
    انا شخصياً وجهت سؤال الى من هو على شاكلة جنابكم ، و اتمنى صادقاً أن تجيبني إن كان لديك علم بهذه المسألة ، ارجو الاطلاع على تعليقي أعلاه !
    .
    أما ما يذكره جنابكم من أن الشعب المصري سلم البلاد إلى القوات المسلحة ! فمتى حصل ذلك ؟؟ هل من دليل على كلامك هذا ؟!
    ام جنابكم ممثل و ناطق بإسم الشعب المصري ؟!
    .
    هناك انتخابات رئاسية نزيهة واحدة باعتراف جميع الأطراف ، فاز بيها رئيس منتخب و شرعي ثم تم خلعه و خطفه و سجنه و الانقلاب عليه وفق كل المصطلحات و العلوم السياسية و لا تحتاج إلى أي ذكاء لمعرفة ذلك .
    .
    و حتى الانتخابات الهزيلة المضحكة ذات اللجان الفارغة ، فقد جاءت بشخص ، صار مدنياً كما يفترض و ليس عسكرياً كما تدعي انت ، فالشعب لم يسلم اي إدارة الى الجيش و إنما الجيش قبض عليها من ستين سنة و لم يفلتها الا لأقل من سنة ، لكنه جاب عاليها واطيها !
    وان كان هذا الوضع البائس هو انقاذ للبلاد ، فماذا تسمي اضاعة البلد و التفريط باراضيه و جزره إذن ؟!!

  9. يقول Dr. Walid Khier:

    إلي د. اثير الشيخلي – العراق

    وأزيدك من الشعر بيتاً وهو أن محمد مرسي ومن معه مدانون بتهمة الهروب من السجون التي هاجمتها قوات من حماس بحسب الإدعاء المضحك…. وقتها أيضاً كان السيسي رئيساً للمخابرات الحربيه ولا يعلم أحد كيف مر ال-٥٠٠ مسلح بعرباتهم من سيناء ثم عبروا من نفق الشهيد أحمد حمدي أو غره من المعابر المحدودة وصالوا وجالوا من طرة إلي أبي زعبل وحتي وادي النطرون غرباً يقتحمون السجون، ثم استداروا دون أن يسقط أو يجرح منهم فرداً. و قطعوا سيناء في طريق العودة ثم عادوا إلي غزة عن طريق الأنفاق هم و سياراتهم المئة التي حملتهم كل هذا دون أن يلاحظهم أحد…. أغلب الظن انهم استعاروا طاقية الإخفاء من عصفور قمر الدين.

  10. يقول جهاد صالح:

    الشعب المصري طبل وزمر ورقص لهذا الغبي، ولايزال يرفض الرئيس محمد مرسي الذي بانتخابات حرة،

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية