لم يكن طبيب العيون بصيراً عندما وضع كُرته في ملعب روسيا وإيران مراهناً على متابعة هجومه ضدّ الشعب السوري بتغطية دفاعية من الدب الروسي وملالي طهران ليجد نفسه في النهاية وحيداً في مصيدة التسلل التي نصبتها الولايات المتحدة الأمريكية له، حيث أن طبيب العيون الذي أدمى عيون شعبه وشوّهها بمخرز حقده لا يُعتبر في الوقت الراهن سوى كومبارس يقوم بأداء دوره الذي يخدم النص الروسي ويعطي المُخرج الأمريكي مساحةً لإضافة لمساته الدرامية والفنية على الفيلم السوري الطويل . بشار الأسد أكثر حاكمٍ تعرض للإهانة والتحقير من قِبل شعبه على مرّ التاريخ، ومواقع التواصل الاجتماعي خير دليل على ذلك، بالإضافة إلى الصحف العالمية التي وصفته بالمنفصل عن الواقع والمجنون في أكثر من مناسبة، وحتى في خطاباته ومقابلاته التلفزيونية يبدو للوهلة الأولى أنه لا يعيش في سورية ولا على كوكب الأرض أصلاً، وهذا ما جعل الشعب السوري يستهزئ به ويسخر منه بجميع الوسائل المتاحة، ومع كل ذلك العار الذي لحق به بقّيّ متمسكاً بالسلطة حالماً بخوض الانتخابات المقبلة والنجاح فيها، وفي حال فشله ربما سيلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية لمتابعة دراسته بعد أن نال خبرة واسعة في مجال التمثيل من خلال أدوار الكومبارس التي لعبها على مسرح السياسة العالمية بعد نسيانه لمهنته الأساسية كطبيبٍ للعيون . لقد أصبحت سورية في عهد بشار مقاطعة روسية إيرانية مشتركة لا يحقُّ للأسد اتخاذ أيّ قرار دون الرجوع إلى حكّامه في موسكو وطهران حتى عندما يتعلق الأمر بسلاحه الاستراتيجي الذي وافق على تسليمه مقابل بقائه على رأس السلطة بقرار من روسيا، وعلى الرّغم من أنه سيخسر قوة الرّدع الوحيدة المتبقية لديه إلا أنه ما زال يتبجح بدولة المقاومة والممانعة متناسياً أن التاريخ سيسجل أن بشار الأسد رئيس جمهورية وطبيب عيون تحول من أجل تمسّكه بكرسي الرئاسة إلى مجرد كومبارس يُحرّكه بوتين كما يشاء. وائل اللوز