«زلة لسان» بعنوان «الراعي والغنم» تضيف الملح على جرح الشارع الأردني بعد «حمى الأسعار»

عمان ـ «القدس العربي»: مساهمتان في السياق السلبي المثير للضجيج، برزتا خلال الساعات القليلة الماضية في الأردن، من عضوين في نادي النخب، أسهمتا في إنتاج المزيد من الاحتقان والإثارة وسط أجواء مشحونة بكل المعايير تحت عنوان الأسعار.
في السياق سمحت هفوة او زلة لسان كان نجمها عضو مجلس الأعيان رئيس الديوان الملكي الأسبق يوسف الدلابيح برش المزيد من الاثارة على الشارع المحتقن، الذي بدأ يعبر بصورة أكبر عن سخطه على حمى ارتفاع الأسعار في المجال الحيوي الوحيد غير المنضبط وهو وسائط التواصل الاجتماعي.
حصل ذلك بالتزامن مع تجنب رئيس مجلس النواب تغميزات وتلميزات خصومه خصوصًا في الحكومة بالتسبب بإنتاج المزيد من الجدل عندما قرر عقد جلسة مناقشة عامة لملف الأسعار بضغط من الرأي العام وبعض النواب، وهو ما لا تريده السلطة التنفيذية بكل حال. وعندما تعلق الأمر بالدلابيح، ظهر الرجل على شاشة التلفزة وأثار زوبعة من الجدل والاتهام والتجاذب، وهو يلجأ إلى موازنة لم يوفقه فيها التعبير بعنوان تشبيه العلاقة بين الراعي والرعية بالعلاقة الميدانية بين راعي الأغنام والأغنام نفسها.
الدلابيح وهو شخصية غير سياسية أصلًا، ولها ثقل اجتماعي وتميزت بالنظافة الإدارية تعرض لحملة شعواء بالغت في قراءة وتفسير نموذج حاول الرجل شرحه للعلاقة بين الحكم والشعب على شاشة التلفزة. وما أن انتهى الدلابيح من التحدث عن حرص الراعي على أغنامه وتأمينها بالطعام والشراب ثم عزف الموسيقى لها حتى انفجرت في حضنه علبة كبيرة من الاتهامات في الشارع تُعبّر عن الانزعاج والاستياء من وصف الشعب الأردني كما قيل بأنه قطيع من الأغنام. بالتأكيد لم يكن يقصد الدلابيح ما أثير حول نشاطه التلفزي المثير.
لكن الفرصة متاحة في الأردن خصوصا هذه الأيام للانفعال في التعليق والسخرية والتعبير عن الاحتقان وضد كل طبقة رجال الدولة أملًا في إيصال رسائل لمركز القرار تعبر عن الانزعاج من الأسعار المرتفعة بصورة غير مسبوقة، التي قررتها الحكومة على نحو مباغت بعد إقرار البرلمان الميزانية المالية. هنا يمكن بوضوح رصد الشارع وهو يُهاجم بقسوة الدلابيح باعتباره من النخب القريبة من صنع القرار.
يحصل ذلك طبعاً بالتزامن أيضا مع قرار لم يفهمه كثيرون بالإعلان قبل أربعة أيام في الأقل من نهاية الشهر وبقرار من وزير التجارة والصناعة يعرب القضاة عن مضاعفة أسعار الخبز لجميع الأردنيين والسكان والمقيمين والوافدين، وهو القرار الذي يمثل الحلقة الأصعب في برنامج التصعيد الضريبي والتسعيري للحكومة.
الوزير القضاة رفع بوضوح أسعار الخبز اعتبارًا من فجر يوم السبت الماضي، وفي تكتيك زمني مقصود حتى لا يُعلن الرفع كما كان مقرراً مساء الخميس المقبل، وبالتالي تزيد حمى الاحتجاجات والوقفات الاعتصامية صباح يوم الجمعة التالي.
ولا تزال أجواء الشارع محتارة ومحتقنة بسبب الأسعار، برغم المبــادرة الملكية التي أجبرت الحكومة على استثناء الأدوية من الرفع الجديد على ضريبة المبيعات، في قرار ارتاح له الشارع جزئيًا، في الوقت الذي تؤكد فيه المصادر الخاصة أن الحكومة اكتشفت وفي خطأ بيروقراطي أنها لا تستطيع أصلًا رفع سعر الدواء، لأسباب فنية محضة وعلى نحو مفاجئ.
وفيما ظهر ــ في ظل مناخ بارد جدًا وتساقط ثلوج ــ حراك بلدة ذيبان الشهيرة بالاعتراض عصر الجمعة الماضي وقبل المواعيد المقررة على الاعتراض شعبيا على الأسعار دخلت عبارة الدلابيح عن الأغنام في مجمل مثيرات ومنتجات المناكفة وإعلاء الصوت خصوصا أن اللافتة الأولى لحراك بلدة ذيبان كتب عليها الإيذان بانطلاق موجة نشاطات ضد الغلاء.
على جبهة رئيس مجلس النواب أثار مسؤولون بارزون في وجهه حزمة من التساؤلات المحرجة حول الأسباب التي دفعته الأسبوع الماضي للرضوخ إلى الضغط الذي يطالبه بتخصيص جلسة لمناقشة جلسة ارتفاع الأسعار وسط إصرار أعضاء بارزين في مجلس النواب على أن عبور الميزانية المالية للدولة لا يعني تفويض الحكومة برفع الأسعار كما تريد.
الشارع يضغط بشدة على النواب ويحملهم المسؤولية وأعضاء البرلمان بدورهم يحاولون الاستدراك وتسول مواقف تعدايلية لبعض الأسعار من جهة الحكومة والرئيس الطراونة علق بين الطرفين فقرر استجابة للضغط عقد جلسة للمناقشة العامة لم تكن مبررة برأي الحكومة ومواقع القرار وإن كان الطراونة اعتبرها حلقة في برنامج امتصاص الشارع.
بكل حال اجتهاد رئيس مجلس النواب بدا خارج السياق ويغرد خارج السرب، وحتى لا يساء فهم مؤسسة النواب المطالبة مرجعيا بالتعاون مع الحكومة استدرك الطراونة في وقت متأخر، وقام بإجراء تبديلات على جدول أعمال الجلسة النقاشية التي يتوقع ان تكون عاصفة صباح الأحد. حسب جدول الجلسة الموزع على النواب لم تعد جلسة مخصصة لملف الأسعار بل لمناقشة الاعفاءات الطبية تحديداً وضريبة الأدوية التي تراجعت الحكومة عنها عمليا بضغط مَلكي.
ما يحصل هنا دليل إضافي على ارتباك المشهد داخل تركيبة المؤسسات الأردنية حيث أن مجمل الضرائب والأسعار الجديدة ستدخل حيز التنفيذ يوم بعد غد الأربعاء في وضع من الصعب توقع تفاعلاته وبصورة تعيد تأكيد أن المبالغة والخشونة في انتقاد الدلابيح تحديدًا، رسالة سياسية أصلًا.

«زلة لسان» بعنوان «الراعي والغنم» تضيف الملح على جرح الشارع الأردني بعد «حمى الأسعار»
رئيس سابق للديوان الملكي تحت «الأضواء المنفعلة»… والبرلمان «يقلص» اعتراضاته
بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو علي / أمريكيا:

    لم تكن زلة لسان قد يقع بها السيد يوسف الدلابيح ،هو يعي ما يقول ،رجل بهذا السن وبهذا المستوى ،هو فقط قام بإعطاء الوصفه بحكم موقعة الإداري والسياسي هو لم يخفي الواقع المرير المر الذي يعاني منه المواطن الأردني، ألمواطن الأردني وقع تحت منهجية مدروسة هي عبارة عن وصفة سياسيه مخلوطة بين شي من الدين وشي من القوميه وشي من الكلمات البراقة المطاطه مثل المواطن أغلى ما نملك والنشاما والأمن والأمان هذا الخبث السياسي ،كل هذا الامور وغيرها الكثير جعل المواطن الأردني كقطع من الأغنام أمام مجموعة من الذياب تتحكم بمصير هذا القطيع ، مثلا عندما لكلام السيد هاني المتلقي ويقول هذة توجيهات سيدي ومولاي صاحب الجلالة ، وتسمع عضو البرلمان السيد الزعبي ويتكلم عن الاقتصاد الأردني ويقول نفس كلام المتلقي ( توجيهات سيدهم صاحب الجلالة ) والعدد كثير من هاولا الذين يرددون نفس العبارة ، وهنأ نستخلص أن هذا التوجيهات لم تثمر الا الفقر المدقع وطحن المواطن ، أن كان هذا التملق من أجل مكاسبهم الشخصيه فمنهم لربهم الذي يمهل ولا يهمل ، وان كانت هذا زبدة حقيقة التوجيهات الملكية وما وصلت إليه الأمور من غلاء فاحش فهذا أدق وصف قاله السيد يوسف الدلابيح وانا اضم صوتي لصوته وارجو الله أن يكون هناك المزيد أمثال هذا الرجل حتى نرقى بهذا الدوله إلى الأمام……اردني

  2. يقول Dinars:

    ” نادي النخب “، هذه النوادي لم تُفرز غير مفلسين على جميع الأصعدة في البلاد العربية.لا نشاط لأعضاء نوادي النخب غير اللهث وراء بناء ثروات على حساب من يعتقدونهم لا يفقهون شيئا من تلك النوادي حيث الفرد داخلها موجود وخارجها مفقود.

  3. يقول د حمود الفاخري/واشنطن:

    ما غلط الدلابيح قال علاقة شرعية وحميمة كلامه صحيح كل الي بيصير شو اسمه محضورة ولا كتبت شو اسمه

  4. يقول ملحق دبلوماسي غير مثبت:

    نعم ونحن في السلك الدبلوماسي الأردني غنمات أيضا ولكنها انواع فهناك البلدي وهناك المستورد…المستورد يرعى في مراعي مثلث سفارات الاردن في لندن وواشنطن وباريس ونيويورك أما البلدي فيرعى في سفارات الدول ذات الظروف الامنية والمعيشية الصعبة على وصف الخارجية مثل بغداد والخرطوم وصنعاء وغيرها…معاليه قال لا واسطه عندي…اسمع كلامك يعجبني اشوف عمايلك استعحب…

  5. يقول الحرحشي:

    ماء ماء ماء.؟.؟.؟.!!!!!والى متى؟

  6. يقول محمود تمرخان:

    لم يخطاء الباشا الدلابيح . بل عبر ببساطته العفويه البدويه . وعطفا على كلامه . سؤل بدويا بعيد عن الحضاره . راعي ابل . هل يوجد خالق لهذا الكون . اجاب ..نعم .. سؤل ..كيف . اجاب ..البعرة تدل على البعير ..والاثر. اي خف الجمل . يدل على المسيروالسائل لايوجد امامه بعير . هل في اجابته اساءه للخالق . حتما . كلا . العبره بالمعنى والدلاله . وليس بالفظ المجرد . ولكن للاسف كثيرون من يتربصون للاثاره واخراج المقصود عن مساره . اعان الله الاردن وادام الله الملك وابعدنا الله عن شرور انفسنا وسيئات اعمالنا .

  7. يقول ماجد / الأردن:

    السيدان بسام وأبو علي ( شكرا ) – الأغنام عندما يملكها الراعي لها أحقية عليه من حيث الرعاية ، لذا يقوم بتوفير لها المأكل والمشرب والدفئ ، ويحميها أيضا من ( البواهش ) أي الذئاب والضباع . هنا نقول : لماذا يغضبوا هؤلاء على كلمة لفظت سهوا ، في حين هؤلاء لم يحصلوا على ميزات كاملة كالتي تحصل عليها الأغنام من قبل الراعي ؟ — الا ترى هؤلاء الغاضبون من ضمن مطالبهم ! يطالبون الحكومة توفير العيش الهانئ والدفئ الحنون ؟ الا ترى هؤلاء أيضا يطالبون حكومتهم الكشف عن زمرة اللصوص والسراق والفاسدين ( الذئاب المفترسة ) الذين نهبوا قوتهم من مأكل ومشرب ومسكن وملبس ، وتقديمهم للعدالة بعد إعادة ما سرق ونهب . مساكين هؤلاء بالفطرة طالما إنهم يغضبون على تشبيه وهم لم يحصلوا على ما حصل عليه المشبه به .

  8. يقول احمد:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: ” مَا بعَثَ اللهُ نَبِيًّا إلاّ رَعَى الغَنَم” فقال أصحابُه: وأنتَ؟ فقَال: “نَعم، كُنتُ أَرعَاها على قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ”. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    فكُلُّ الأنبِيَاء رَعَوا الغَنَمَ،لكنّهم لم يَتَّخِذُوا ذَلِكَ مِهْنةً لَهُم.
    قالَ الحافِظُ ابنُ حجَر في “فتح الباري شرح صحيح البخاري “(كتاب الإجارة ج4، ص441): “قال العلَماء: الحكمةُ في إلهام الأنبياء مِن رَعي الغَنم قبلَ النّبوةِ أن يحصلَ لهم التَّمَرُّنُ بِرَعْيِها على ما يُكَلَّفُونَه مِنَ القِيام بأمرِ أُمَّتِهِم، ولأنَّ في مُخالَطَتِها ما يَحْصُلُ لَهُم الحِلْمُ والشَّفَقَة لأنهم إذا صَبَروا على رَعْيِها وَجَمْعِها بَعدَ تَفَرُّقِها فِي المَرْعَى وَنَقْلِها مِن مَسْرَحٍ إلى مَسرحٍ وَدَفْعِ عَدُوِّها مِن سَبُعٍ وغَيرِه كالسَّارِقِ وعَلِمُوا اختِلافَ طِباعِها وشِدَّةَ تَفَرُّقِها مَع ضَعْفِها واحتِياجِها إلى المُعاهَدَةِ، أَلِفُوا مِن ذلِكَ الصَّبْرَ على الأُمَّةِ وعَرَفُوا اختِلافَ طِباعها وتَفاوُتَ عُقُولِها فجَبَرُوا كَسْرَها ورَفَقُوا بِضَعِيفِها وأحْسَنُوا التَّعاهُدَ لها فيكونُ تَحَمُّلُهم لِمَشَقَّةِ ذلِكَ أسْهَلَ مِمّا لو كُلِّفُوا القِيامَ بذلِكَ مِن أوَّلِ وَهْلَةٍ لِمَا يَحْصُل لَهُم مِن التَّدْرِيجِ على ذَلِكَ بِرَعْيِ الغَنَمِ، وخُصَّتِ الغَنَمُ بذلِكَ لِكَوْنِها أَضْعَفَ مِن غَيْرِها، ولِأَنَّ تَفَرُّقَها أكْثَرُ مِن تَفَرُّقِ الإِبِلِ والبَقَرِ لإمْكانِ ضَبْطِ الإِبِلِ والبَقَرِ بالرَّبْطِ دُونَها في العادَةِ المَألُوفَةِ، ومعَ أكْثريّة تَفَرُّقِها فهي أسْرَعُ انْقِيادًا مِن غَيْرِها” اهـ وقد قال صلى الله عليه وسلم كلكم راع

إشترك في قائمتنا البريدية