أدرجت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتان اسم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قائمة «الإرهاب الأجنبي»، وتم وضع هنيّة في تلك القائمة، وفي اليوم نفسه، مع ثلاث جماعات إسلامية، اثنتان منها تنشطان في مصر، هما «لواء الثورة»، وحركة سواعد مصر (المعروفة أيضاً باسم «حسم»)، والثالثة هي «حركة الصابرين»، وتنشط في غزة.
وكان شرح وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون واضحاً حول سبب إدراج هنية والحركات الثلاث تحت هذا التوصيف المخيف «الإرهاب»، بقوله إن اثنتين من تلك المنظمات «ترعاهما إيران وتوجههما» وأن هؤلاء جميعا «يهددون استقرار الشرق الأوسط»، و«يقوضون عملية السلام»، و«يهاجمون حلفاءنا مصر وإسرائيل».
تمتلئ مجموعة التوصيفات هذه بالتناقضات، والأكيد أن الإدارة الأمريكية تفترض أنها بجمعها كل هذه الاتهامات في سلّة واحدة فإنها تجعلها قابلة للشرح وإخفاء التناقضات داخلها:
التناقض الأول، هو الجمع بين حركة شعبيّة كبيرة لا يمكن تجاوزها في حسابات الحرب والسلام في فلسطين والعالم العربي، كـ«حماس»، وأخرى صغيرة وغير مؤثرة كـ«الصابرين». أحد تناقضات هذا القرار أيضاً أنه يستهدف زعيماً لإحدى الحركتين (لمعرفته طبعاً باستحالة تجريم حركة «حماس» بأكملها عبر وصفها بالإرهاب)، فيما يستهدف الحركات الأخرى بمجموعها.
التناقض الثاني، يتعلّق طبعاً باعتبار هنيّة، وهو زعيم سياسي وليس عسكريا، «تهديدا لاستقرار الشرق الأوسط»، وهذا الاتهام هو في الحقيقة نوع من «نكتة سوداء»، حين يصدر عن بلد تحتلّ قوّاته أجزاء كبيرة من بلدين عربيين، وساهمت تدخّلاته العسكرية والأمنيّة منذ اجتياحه العراق عام 2003 في تدهور وتفكّك النسيج السياسي والاجتماعي والاقتصادي لهذا «الشرق الأوسط» بشكل ربما لم يحصل منذ أيّام المغول والصليبيين، ولا ينافسه على هذه الصفة غير إسرائيل، حليفته الكبرى في المنطقة.
أما لتفكيك زعم «تقويض عمليّة السلام» فيكفي تيلرسون أن يحسب عدد أصوات الأمم التي صوّتت ضد قرار رئيسه دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والإجماع الذي حصل في مجلس الأمن الدولي ضد القرار نفسه، والتداعيات الكبرى التي جرّها هذا القرار على عملية السلام المزعومة.
يبقى طبعاً «الهجوم على الحليفتين: مصر وإسرائيل»، وحتى هذا الأمر مليء بالتناقض، فالنظام المصري، ورغم خوضه معركة دمويّة هائلة ضد جماعة الإخوان المسلمين في بلاده، فإنه يحتفظ بعلاقات جيدة مع «حماس» (التي كانت ولا تزال تعتبر الذراع الفلسطينية لحركة الإخوان المسلمين)، وبالتالي فإن مزاد المشاهرة بالإرهاب سيرسو، من بين كل هذه الأسباب الكاذبة، على إسرائيل نفسها، وعلى رؤية إدارة ترامب التي تفترض أنها تخدم «السلام» و«استقرار الشرق الأوسط» بتركيع الفلسطينيين.
منظمة التحرير الفلسطينية ردّت على القرار الأمريكي الأخير لكن المطلوب عمليّاً هو تحدّي القرار لأنه إشارة موجّهة للجميع، ومسؤولية الرد عليه هي على عاتق كل الفلسطينيين وليس «حماس» وحدها وإلا فإن المسألة لن تكون دحض القرار بل التساؤل على من سيقع الاتهام الأمريكي تالياً.
رأي القدس
لن أتفاجأ إذا تبين في النهاية أن خلف هذا, أي هنيّة على قائمة الإرهاب, هو مطلب سعودي-إماراتي-مصري. وإسرائيلي بطبيعة الحال.
يريدون إخافة المسلمين بقوانيين مكافحة الإرهاب وهذا سيدفع بالكثيرين إلى ذلك وفِي حالة حماس تتضح رغبتهم من التخلص كلياًً من فكر المقاومة لتنشأ أجيال إنهزامية تخشى من أن تُسام بوسم تهمة الإرهاب ونقول لحماس كونوا متمسكين بفكر المقاومة الذي يحرق طموحات الصهاينة وأن إسرائيل حتماًً ستزول يوماًما وتعود لكم بلادكم حرة أبيةً عربيةً
اكيد الإمارات هي من قدمت تلك النصيحة للأمريكان والصهاينة بأن يعتبرون حماس ارهابية .