حلب – «القدس العربي» : اتهمت حركة رجال الكرامة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، اللجنة الأمنية والجهات المختصة بالوقوف وراء مسؤولية الإنفلات الأمني الذي يعم المحافظة. وحمل بيان رجال الكرامة الذي اطلعت عليه «القدس العربي»، المسؤولية الكاملة إلى اللجنة الامنية والأجهزة المختصة لدعمهم المعنوي واللوجستي للعصابات وحمايتهم بغطاء من الوطنية.
ودعا وجهاء القرى وكبارها إلى الوقوف في وجه كل الخارجين عن العرف الاجتماعي وكبح هذه الظاهرة الغريبة على المجتمع، عن طريق المقاطعة الكاملة لكل من يخرج عن العادات الاصيلة والتقاليد. واعتبر البيان أن مشايخ العقل في السويداء هم رأس الهرم حتى ولو أضاعوا البوصلة لفترة ما، وأنه من الوجب على أهالي الجبل الوقوف معهم واعادتهم إلى الطريق الصحيح.
وحذر كل من يتعامل بالخطف وتجارة البشر والسرقة بأن عاقبتهم ستكون وخيمة، حيث أكد على التعامل بحزم حسب مبادئ رجال الكرامة والعرف الاجتماعي بالجبل وعدم التهاون في الوقوف مع المظلوم والتصدي لكل ظالم، مشدداً على رفض الحركة الوقوف في وجه أبناء المحافظة وتوجيه بنادقها للداخل إلا في سبيل رد الاعتداء، مشيرا إلى تواطؤ بعض الوجهاء والأهالي مع أقاربهم من العصابات التي تعيث فساداً، على حد البيان.
بدوره أوضح مدير موقع السويداء24 المحلي نور رضوان، أن بيان حركة رجال الكرامة جاء في وقت تعاني فيه محافظة السويداء من حالة إنفلات أمني غير مسبوق في ظل تزايد وتوسعة عمليات الخطف، التي باتت تحدث في وضح النهار في أبرز مناطق المحافظة «طريق دمشق السويداء – مدينة السويداء – مدينة شهبا»، وسط غياب كامل لأجهزة النظام التي من المفترض أن يكون دورها حماية المواطنين.
وأشار في حديث لـ»القدس العربي»، إلى أن هذه الحالة باتت الهاجس الأكبر الذي يربك مجتمع السويداء، مما يدفعهم لرشق الاتهامات بالتقصير على جميع الجهات المسلحة في المحافظة، من أجهزة النظام أو المليشيات الرديفة له، وحتى الفصائل المحلية كرجال الكرامة على سبيل المثال، حيث يطالب الأهالي جميع الجهات المذكورة بحماية المحافظة ومحاولة ضبط الأمن فيها وملاحقة المجرمين.
وقال رضوان إن هذا المطلب الأهلي لكل الجهات التي تحمل السلاح في السويداء، حيث كان الدافع الأول لبيان حركة رجال الكرامة وضع النقط على الحروف من قبلهم، خاصة أن تلك الجهات أكدت بأنها لن تتحرك داخليًا، الا اذا تم تفويضها بشكل مباشر من قبل وجهاء المحافظة والمرجعيات الدينية فيها، وذلك تخوفاً من وقوع صدامات داخلية بين أهالي المحافظة.
ورأى أن تحميل حركة رجال الكرامة أجهزة النظام مسؤولية ما يحصل، محاولة لتركيز أنظار الأهالي على الخلل الرئيسي الذي سبب حالة الإنفلات الأمني، وهو تغطية أجهزة المخابرات لهذه العصابات من خلال حمايتها والتستر عليها، إضافة إلى رسالة تحذيرية لأجهزة للنظام في السويداء، في حال استمرارها بدعم العصابات، وتفويض الحركة بشكل مباشر لاستلام الملف الداخلي.
بدوره أشار مسؤول المكتب الاعلامي في محافظة السويداء وائل الأحمد لـ»القدس العربي» إلى أن السويداء تعيش حالة من الذعر بسبب تدهور الوضع الأمني بشكل كبير الذي أصبح يهدد الحياة العامة في المحافظة. وأكد الأحمد على أن بيان حركة رجال الكرامة الذي حمل الأجهزة الأمنية في السويداء مسؤولية التدهور الأمني، وذلك لأنه من أهم القضايا المقلقة والتي من شأنها أن تهدم النسيج الاجتماعي، خاصة قضية الخطف بقصد الفدية والتي شاعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وأردف الأحمد أنه لا يخفى على أحد في السويداء أن الأجهزة الأمنية هي الراعية والحامية للعصابات التي تقوم بهذه الأفعال إما عبر تجنيد وتسليح بعض المجموعات أو عبر بعض الفاسدين الذين يساعدون هذه العصابات مقابل حصة مالية من عمليات الخطف، وبالتالي يقع على عاتق رجال الكرامة والفصائل المحلية خصوصا مجموعات رجال الدين المسلحة جزء من هذا التدهور من خلال تراخيهم و عدم ضبط الحالة الأمنية في مناطق سيطرتهم واشتراك بعض العناصر التي تستخدم اسمهم هم في عمليات الخطف.
واضاف «من المعروف أن الأجهزة الأمنية هي من تفرض الأمن في مناطق سيطرتها»، واستدرك «لكن في السويداء يختلف الوضع كليا حيث تقوم الأجهزة الأمنية عبر مجموعات مسلحة تعمل بإمرتها بالعمل على تعزيز الفلتان الأمني وذلك عقابا منها للسويداء لأكثر من سبب».
ومن أبرز هذه الأسباب من وجهة نظر الأحمد، ترك أكثر من 40 ألف عسكري الخدمة العسكرية وقيام مجموعات مسلحة من رجال الدين بالخروج عن إرادة هذه الأجهزة وعجز الأجهزة الأمنية عن ضبط الشارع بشكل كامل وبذلك يكون التدهور الأمني بيئة خصبة لهذه الأجهزة لتمرير جميع مشاريعها في المنطقة.
عبد الرزاق النبهان