التطبيقات الخبيثة ترعب العالم «غوغل» تحذف 700 ألف منها لحماية الهواتف

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: أصبحت التطبيقات الخبيثة التي يمكن استخدامها في أغراض التجسس والقرصنة والاختراقات المختلفة تشكل هاجساً مرعباً لملايين وربما مليارات مستخدمي الهواتف المحمولة الذكية في العالم، في الوقت الذي تعمل الشركات الكبرى على مكافحة هذه التطبيقات من أجل حماية المستخدمين.
وأعلنت شركة «غوغل» أنها نجحت في منع وصول 700 ألف تطبيق خبيث إلى مستخدمي نظام «آندرويد» عبر متجرها «غوغل بلاي» خلال عام 2017.
وأوضحت الشركة أن هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 70 % عما قامت بإزالته خلال عام 2016، وفقا لما نقله موقع «ذا فيرج» المتخصص.
وكتب مدير المنتجات في متجر «غوغل بلاي»، أندرو آن، عبر مدونته قائلاً: «99 % من التطبيقات التي تحتوي محتوى مسيئا تم التعرف عليها وإزالتها قبل أن يقوم أي شخص بتحمليها».
وعزت «غوغل» نجاحها الأخير إلى تقنيات وأساليب جديدة بدأت في استعمالها لكشف وحذف أي تطبيقات مخالفة.
وتأتي هذه الحملات المتتالية من شركة «غوغل» من أجل حماية المستخدمين من البرمجيات الخبيثة في الوقت الذي تنتشر أعمال القرصنة والاختراق على الهواتف المحمولة الذكية.
وحسب أحدث الدراسات التقنية التي أجريت على الهواتف الذكية فقد تمكن باحثون من اكتشاف ورصد أكثر من مئة تطبيق خاص ببطاريات الهواتف الذكية يمكنها أن تسرب معلومات المستخدم إلى جهة ما، كما يمكن من خلال هذه التطبيقات تتبع المستخدم المستهدف وتحديد مكان تواجده بدقة.
وبموجب ما انتهت إليه هذه الدراسة فإن تتبع شخص ما أو تحديد مكانه والتجسس عليه لا يحتاج إلى تشغيل الخدمات التقليدية التي يعتقد الناس أنها تحدد مكان الشخص أو مكان الهاتف، مثل خدمات الـ»جي بي أس» أو الارتباط بشبكة «واي فاي»، أو الاتصال بالانترنت اللاسلكي الذي يتيح لمزود الخدمة تحديد موقع المستخدم.
وبفضل التطبيقات التجسسية التي تتيح تتبع الأفراد والمستخدمين يمكن معرفة مكان الشخص بالتحديد من دون أن يكون متصلاً بشبكة الانترنت ومن دون أن تكون خاصية «جي بي أس» مفعّلة على هاتفه المحمول، فضلاً عن أن التطبيقات المشار إليها تتيح للجهة التي تقوم بالتجسس الحصول على العديد من البيانات الموجودة على الهاتف.
وحسب الباحثين في جامعة «ستامفورد» في بنغلاديش والذين أجروا الدراسة فإن أكثر من 100 تطبيق هاتفي جميعها تستخدم للعمل مع بطاريات الهاتف، لديها القدرة على تجميع حركات الشخص وتحديد تنقلاته وأماكن تواجده، وبالتالي يمكن استخدامها كأدوات تتبع لأي شخص مستهدف.
وبموجب الدراسة فقد وجد الباحثون أن المعلومات التي توفرها هذه التطبيقات الهاتفية يمكن بفضلها لأي شخص أن يتمكن من رسم خريطة لتحركات الشخص الذي يتم رصده، وبالتالي تتم بالتحديد معرفة الأماكن التي ذهب إليها والمكان الموجود فيه حالياً.
وأظهرت دراسة أخرى نُشرت نتائجها أواخر العام الماضي أن ثلاثة أرباع التطبيقات المتوافقة مع نظام «آندرويد» يقوم طرف ثالث بمراقبة مستخدميها، وذلك بعد أن نفذ القائمون على الدراسة متابعة دقيقة لمئات التطبيقات.
وأوضحت الدراسة، التي أجرتها المنظمة الفرنسية للبحث «إكسودوس بريفاسي» ومختبر الخصوصية في جامعة ييل الأمريكية، ونشرها بعض وسائل الإعلام الغربية أن هناك تقنيات مختلفة مثبتة داخل التطبيقات تقوم بجمع المعلومات الشخصية عن المستخدمين، وذلك من أجل استهدافهم بالإعلانات.
وأضافت أن تطبيقات نظام التشغيل آندرويد مثل تيندر وأوبر وتويتر وسكايب وسبوتيفاي تقوم باستعمال برمجيات مراقبة سرية غير معروفة لمستخدمي النظام في وقت تثبيت التطبيق.
وأشارت إلى أنه تم العثور على نحو 25 برمجية تعقب من أصل 44 معروفة من قبل المنظمة الفرنسية للبحث ضمن التطبيقات الـ 300 التي جرى تحليلها.
وأوضح الباحثون أن هناك تطبيقات ينظر إليها على أنها نظيفة وخالية من برمجيات التعقب، لكنها تحتوي ببساطة على مثل هذه البرمجيات، التي قد تكون غير معروفة بعد لمجتمع الأمن والخصوصية.
ووفقا للدراسة يمكن لبرمجيات التعقب الأخرى الأقل استخداما على نطاق واسع الذهاب أبعد من ذلك بكثير، واستشهدت بمزود التتبع الفرنسي «FidZup» الذي يوفر تكنولوجيا قادرة على الكشف عن وجود الهواتف المحمولة، وبالتالي مكان وجود أصحابها باستعمال نغمات الموجات فوق الصوتية، إلا أنه لم يعد يتم استعماله منذ نجاحه بتتبع المستخدمين من خلال شبكات «واي فاي» البسيطة.

التطبيقات الخبيثة ترعب العالم «غوغل» تحذف 700 ألف منها لحماية الهواتف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية