إعلان إردوغان المرتقب لنوع الصاروخ الذي قتل الجنود الأتراك في عفرين قد يُنذر بأزمة كبرى مع موسكو أو واشنطن

حجم الخط
16

إسطنبول – «القدس العربي» : على الرغم من الغموض الكبير الذي لف تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول الصاروخ الذي دمر دبابة تركية في عفرين، السبت الماضي، وأدى إلى مقتل 5 جنود أتراك، إلا أنها فتحت الباب واسعاً أمام تكهنات عديدة أبرزها احتمال حدوث أزمة كبيرة بين تركيا من جهة وروسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، وهما الدولتان اللتان انحصرت التوقعات حولهما بالمسؤولية عن منح الوحدات الكردية لهذا الصاروخ المتطور.
ومساء السبت، أعلنت رئاسة أركان الجيش التركي، مقتل 5 جنود من الجيش التركي في هجوم قالت إن مسلحي تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي نفذه على دبابة تابعة للجيش التركي بواسطة صاروخ مضاد للدروع، وذلك في إطار عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي ضد الوحدات الكردية في عفرين.
والأحد، قال إردوغان في تصريحات صحافية في مطار أتاتورك قبيل غادرته إلى إيطاليا: «لدينا معلومات حول هذا الموضوع، لكن لم نصل إلى نتائج نهائية بعد، ولذلك ليس من الصحيح التصريح الآن»، وأضاف: «التقيت رئيس الأركان (خلوصي أقار) ولدينا بعض التقديرات، عندما تنتهي التحقيقات سوف ننشر هذه المعلومات للجميع».
تصريح إردوغان كان يؤشر إلى أن التحقيقات التي يجريها الجيش التركي حول نوع الصاروخ والدولة المصنعة له وربما كيفية وصوله إلى الوحدات الكردية في عفرين، توصلت إلى نتائج أولية من الواضح أنها أثارت غضب القيادة السياسية التركية وسيترتب عليها نتائج خلال الفترة المقبلة.
وسائل الإعلام التركية التي حاولت الوصول إلى معلومات حول نوع الصاروخ، تضاربت تقديراتها بين القول إنه صاروخ روسي متطور مضاد للدروع، وبين القول إنه صاروخ أمريكي متطور. وفي الحالتين تنحصر الترجيحات في ما إن كان الصاروخ أمريكيا أم روسيا. لكن السؤال الأهم على ما يبدو، يدور حول كيفية وصول الصاروخ إلى الوحدات الكردية، وليس حول الدولة المصنعة للصاروخ.
فسوريا التي تعيش حرباً منذ سنوات تشهد فوضى عارمة في السلاح، لكن الصواريخ المتطورة المضادة للدروع بقيت قيد المتابعة ويسهل معرفة الجهات التي أدخلتها إلى التنظيمات المسلحة في البلاد.
وأبرز الصواريخ المطورة المضادة للدروع في سوريا هي صواريخ «الكورنيت» و»الكونكورس» روسية الصنع، والتي حصلت عليها المعارضة السورية من العديد من الجهات لا سيما إبان حصولها على دعم عسكري من دولة خليجية. في المقابل وصل صاروخ «التاو» الأمريكي إلى فصائل سورية معارضة من خلال غرف التنسيق الأمريكية لدعم المعارضة السورية ومنها «الموك» في الأردن وغرفة تركيا.
لكن الأبرز هنا، هو حصول قوات سوريا الديمقراطية التي تتكون في معظمها من وحدات حماية الشعب الكردية، على صاروخ «تاو» الأمريكي من خلال الدعم الذي قدمه البنتاغون إلى هذه القوات في إطار الدعم العسكري للحرب على تنظيم «الدولة» في سوريا.
وكانت تركيا حذرت الولايات المتحدة مراراً من أن الأسلحة والصواريخ التي تقدمها الإدارة الأمريكية للمسلحين الأكراد في سوريا تستخدم وسوف تستخدم لاحقاً في مهاجمة تركيا. ولاحقاً وعدت واشنطن تركيا بتسليمها الأرقام التسلسلية لهذه الأسلحة وجمعها من المسلحين الأكراد عقب انتهاء الحـرب على تنظيم «الدولة».
وفي هذا الإطار، وعلى الرغم من عدم وجود ما يؤكد حصول تركيا بالفعل على الأرقام التسلسلية لهذه الأسلحة أم لا، إلا أن السيناريو الأرجح والأصعب ينصب في شك تركيا بأن الصاروخ المستخدم هو أمريكي الصنع ومن الأسلحة التي قدمتها واشنطن بشكل رسمي للوحدات الكردية في سوريا، والأمر الذي قد يُنذر بأكبر أزمة بين الجانبين.
في الإطار ذاته، تتم دراسة السيناريوهات الأخرى المتعلقة بكون الصاروخ المستخدم روسي الصنع، من طراز «كورنيت» أو «كونكورس»، وهو ما يُصعب التحقيقات لدى الجانب التركي، الذي ينصب عليه معرفة الجهة التي زودت المسلحين الأكراد بهذا الصاروخ.
والأحد، أعلن فصيل سوري معارض مقرّب من تركيا ضبط عربة محملة بكمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة في ريف حلب الغربي كانت في طريقها إلى مدينة عفرين. ومن بين هذه الأسلحة مضادات للدروع والصواريخ روسية الصنع، وأخرى أمريكية الصنع.
وبينما لا تستبعد الجهات السياسية والعسكرية التركية فرضية أن تكون روسيا هي من تزود الوحدات الكردية بأسلحة جديدة متطورة، لا سيما وأن الترجيحات تصب في خانة أن معظم هذه الأسلحة روسية الصنع، إلا أنها تضع في عين الاعتبار أن تكون الولايات المتحدة أوصلت هذه الصواريخ الروسية للوحدات الكردية لدعمها عسكرياً وإبعاد الشبهات عنها في الوقت ذاته.
وتصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن حول دعم الأخيرة للوحدات الكردية في سوريا، وهدد الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ، الأحد، بتوسيع العملية العسكرية في منطقة عفرين إلى مدينة منبج وحتى إلى شرق الفرات، محذراً العسكريين الأمريكيين من احتمال استهدافهم إذا قاتلوا ببزات الوحدات الكردية.
وقال بوزداغ: «إذا لم ينسحبوا (وحدات حماية الشعب الكردية) من منبج فسنذهب إلى منبج، سنتحرك شرق الفرات»، مضيفاً: «لا نريد أي مواجهة مع الولايات المتحدة في منبج ولا في شرقي الفرات ولا في أي مكان آخر، لكن الولايات المتحدة يجب أن تتفهم حساسيات تركيا. إذا ارتدى جنود أمريكيون بزات الإرهابيين أو كانوا بينهم في حال وقوع هجوم ضد الجيش، فلن تكون هناك أي فرصة للتمييز، سوف نعتبرهم إرهابيين».
وارتفع عدد قتلى الجيش التركي منذ انطلاق عملية عفرين إلى 16 بينما أصيب قرابة 60 آخرين. كما أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن المسلحين الأكراد أطلقوا 94 قذيفة صاروخية على الأراضي التركية وقتلوا 7 مدنيين وأصابوا العشرات، فيما يقول الجيش التركي إنه قتل وأصاب قرابة 1000 من المسلحين في عفـرين.

إعلان إردوغان المرتقب لنوع الصاروخ الذي قتل الجنود الأتراك في عفرين قد يُنذر بأزمة كبرى مع موسكو أو واشنطن

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. طارق الخطيب ـالقوميون العرب:

    السيد أيمن الخطيب.؛؛؛؛؛؛ يخجلني أنك تحمل ( كنيّتي …الخطيب .؟؟) وبغض النظر عن هذا ، فان تصف الارهاب الكردي ب( حركة مقاومة …وشرعية ؛؛) ويقاتل على أرضه ..؟؟ فهذا لعمري لظاهرة ولون من ألوان الذل العربي ، وسبب من أشنع أسباب الانهيار والوقوع في العـــار.

  2. يقول عبد الرحمن مبروك الجزائر:

    كم أنا آسف على ما آلت إليه السياسة التركية على يد أردوغان الذي نكن له كل الحب ولكن سياسته في سوريا كانت بعيدة كل البعد عن المصالح التركية والإسلامية والغريب في الأمر أنه طبق سياسات رسمتها السياسة الأمريكية ووافق عليها معصوبوا العينين في الشرق الأوسط ربما لا لوم على هؤلاء ولكن دولة مؤسسات كتركيا ما كان لها أن تسقط في هذا الفخ ، ولقد تمنيت لو أن أردوغان في مثل هذه السياسات إقتفى أثر السياسة الجزائرية التي رفعت مبدأ عدم التدخل في شئون الغير في وجه كل من أراد أن يورطها في حروب إقليمية فلا هي تورطت في شمال مالي أو ليبيا أو اليمن أو سوريا لأن الساسة في الجزائر يعلمون ما يخطط لك في الدخول في نزاع مع هذه الميليشيات فضلا عن الدول لأن كسر شوكتها غير مضمون لماذا؟ لأن الطرف الذي زين لك الدخول في مناوشتها هو من يدعمها إن رأى أنك أضعفتها لأن الهدف هوإضعاف الدول العربية والإسلامية فإنا ىلله وإنا إليه راجعون .

  3. يقول محمود محمود. فلسطيني:

    إن كان أوردوغان علي حق فسينصره الله بإذنه
    وإن كان علي باطل فسيهزم
    مارأينا من أردوغان إلا الحكمه والشجاعه ومن يقول أنه رجعل عند الأقويا يجعجع ولا يفعل شئ أقول له
    الطائرة الروسية التي أسقطها الجيش التركي لم يعتذر لروسيا ويتأسف بل كرم الطيار التركي بوسام شرف وقال من يتعدى علي حدود بلادي سيدفع الثمن
    وعندما إعتقل موظفين من السفارة الأمريكيه وغضبت أمريكا كان رده حازم ولَم يأبه
    وعندما رفضت السفارة الأميركية في تركيا أن تعطي التأشيرات للموطنين الأتراك فعل بالمثل للمواطنين الأمريكان صحيح أنه ليس عربي ولاكنه مسلم

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية