إعاقة بنكهة «إيرانية» لنمو العلاقات بين الأردن والعراق: رغد صدام حسين على رأس المطلوبين مجددًا عبر «الإنتربول»

عمان- «القدس العربي»: المشهد في الدائرة الحرجة مجددًا برعاية خاصة من «اللوبي الإيراني» في البرلمان العراقي.. أقل من 48 ساعة فصلت بين عودة السفير الأردني إلى بغداد بمعنى استئناف نشاط السفارة منذ سنوات والقائمة التي اصدرتها للإنتربول حكومة حيدر العبادي بصفة رسمية، تشمل مطلوبين كباراً أهمهم رغد صدام حسين «ضيفة الأردن الأكثر أهمية» ابنة الرئيس العراقي الراحل.
طوال العام الماضي، وبعد تشغيل وإعادة افتتاح معبر طريبيل بين حدود الأردن والعراق تمكن اللوبي الإيراني في البرلمان العراقي من إحباط خطط عمّان مع الرئيس حيدر العبادي تدشين فعاليات تجارية عبر قطاع النقل والتصدير، عبر الإشارة التي تمسّك بها رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الذي تشبث بنصيحة خاصة للأردنيين قوامها أن الحدود مع بلاده لن تعمل بكفاءة قبل تطبيع العلاقات السياسية الأردنية مع إيران.
المالكي وتياره وقفا كحراس بوابة شرسين لصالح الأجندة الإيرانية في إعاقة اي تقدم في العلاقات الأردنية- العراقية الرسمية، ولم يسلم من هذا الإطار حتى مشروع الناقل النفطي الذي وقعت أوراقه الأولى ولايزال يخضع للمراقبة والتعطيل حتى بالنسبة لسفيرة بغداد النشطة في عمان صفية السهيل. عملياً وإجرائياً تم تعطيل أي استفادة أردنية من قرار إعادة فتح الحدود التي أغلقت بسبب الإرهاب، وعندما كانت «دولة» تنظيم «الدولة» مستوطنة في منطقة الأنبار الصحراوية المحاذية.
وصبرت الحكومة الأردنية كثيرًا على تحرشات اللوبي الإيراني ورفضت عملياً المقايضة، وعندما كان أي مسؤول أردني يستفسر من الجانب العراقي يقال له إن تطور ونمو العلاقات التجارية تحديداً مرهون عملياً بعودة السفير الأردني إلى مزاولة عمله في طهران بعد سحبه قبل أكثر من عام إثر الهجوم الشهير على القنصلية السعودية. بكل حال قرأت عمان الرسالة مبكراً فيما كان خبير الملف العراقي والخليجي والسياسي المحنك عبد الكريم الكباريي يلمح حتى في حوارات مغلقة في القصر الملكي إلى ان حدود بلاده مع بلدين مهمين في المنطقة بحضن اللاعب الإيراني.
الكباريتي وغيره من كبار الساسة أملوا دوماً في خطوات تنويع إقليمي وقفزة في الاتصال مع إيران على أمل حماية الحدود الأردنية مع سورية والعراق حيث مليشيات الحشد الشيعي في المجالين وحيث تحديات أساسية من الطرازين الأمني والسياسي. لكن عمان تصورت بأن الاختراق ممكن في داخل الجبهة العراقية وحتى عبر التحالف مع عمليات الجيش العراقي ضد تنظيم داعش في الموصل وغيرها.
هذه الاختراقات لم تسجل أهدافاً في الواقع الموضوعي وعلى الأرض فالغالبية الساحقة من مصالح ومشاريع الأردن الحيوية مع العراق معطلة والعودة لاستئناف نشاط السفارة والسفير في بغداد حصلت أصلاً بنصيحة من أصدقاء عمان في المكون السني المشارك في الحكومة العراقية.
ورغم أن عمان سبق ان تعاونت مع قوائم مطلوبين للحكومة العراقية وتجاهلت مذكرة سابقة عبر الإنتربول تطالب بتسليم رغد صدام حسين إلا ان عودة بغداد ومن دون إرادة من رئيس وزرائها حيدر العبادي إلى ملف السيدة رغد صدام حسين هو النقطة الأكثر إحراجاً في المساحة المخصصة لإطلاق اي آفاق للعلاقة مع العراق.
رغد صدام حسين أهم ضيفة على القصر الملكي والشعب الأردني وتحظى برعاية ملكية وسبق لها أن التزمت تماماً بعدم القيام بأي نشاط سياسي او إعلامي من اي نوع طوال فترة إقامتها في عمان. وإستناداً إلى مقربين منها لم يخفف من حمى التأزيم الذي يسعى له اللوبي العراقي الطائفي الذي يضغط على الأردن لتسليم ضيفته التي من الصعب جدًا تسليمها بعد كل هذه السنوات ولأي سبب خصوصاً أن البحث في قرار التسليم ينطوي على كلفة كبيرة شعبياً وسياسياً من المستبعد ان تفكر بها الحكومة الأردنية التي بين يديها بعد تجديد وثائق الإنتربول الخوض في المسألة على قاعدة اللعب القانوني مجدداً.
وبالنسبة لمحامي رغد القديم والقدير حاتم شاهين لا يوجد سند قانوني من اي نوع يدعم تلك المطالبات الموتورة والتي يمكن شم رائحتها الطائفية فرغد من أيام والدها الراحل لم تمارس أي عمل رسمي او سياسي لا في بلادها ولا في الأردن حيث تستضاف. وبكل الأحوال مثل هذه الحجج قد لا تقنع الجانب العراقي الحكومي لأن بغداد وضعت اسم رغد على رأس قائمة مطلوبين جديدة زود بها الإنتربول الدُّولي وضمت 60 مطلوباً باتهامات متعددة من بينها الإرهاب والفساد الإداري.
تجديد حكومة بغداد للمطالبة بتسليم ابنة صدام حسين خطوة محرجة لعمان برغم صعوبة تنفيذها. وهي سياسياً ومن حيث التوقيت تؤشر على حركة متواصلة ونشاط لا يتوقف من أنصار اللوبي الإيراني الذين يحاولون إعاقة أي نمو من اي نوع وفي اي وقت بالعلاقة الأردنية مع حكومة العبادي وبالتـالي يحـاولون إعـاقة المشـاريع المحتمـلة.
شرط اللعبة الآن واضح ويحدده بوضوح اللوبي الإيراني النافذ في الحكومة العراقية خصوصًا وأن حكومة الأردن لا تستطيع ولأسباب عدة التفكير بتسليم ابنة صدام حسين كما أنه لا توجد مستجدات حقيقية او قانونية تجعل طلب تسليم رغد محطة قانونية بصورة حقيقية لأنه يبقى بكل حال أقرب لصيغة التحرش السياسي وتحديداً بتلك النيّات الطيبة بين عمان وبغداد لإغلاق صفحة الخلافات والمضي قدماً.

إعاقة بنكهة «إيرانية» لنمو العلاقات بين الأردن والعراق: رغد صدام حسين على رأس المطلوبين مجددًا عبر «الإنتربول»
مباشرة بعد «تدشين وتشغيل» السفارة الأردنية وذات صلة بضيفة الأردن الأهم
بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dinars:

    خمسة عشر سنة على رحيله ومازال صدام يُخيفهم الفُرس وعرب وأسيادهما.

  2. يقول الكروي داود:

    لا يوجد لوبي إيراني بالعراق لأن العراق كأرض وشعب وبرلمان وحكومة بيد إيران بالفعل !
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول نضال اسماعيل:

    من يعتقد ان طهران تملك جميع خيوط اللعبة بأيديها خاطئ ،هذا الملف وجميع الملفات المتعلقة بالعراق سواء الداخلية منها او الخارجية هي بأيدي واشنطن فقط وما ايران سوى واجهة او وكيل عنها ،لو ارادت واشنطن ان تدعم الاقتصاد الاردني لفعلت وعن طريق دول الخليج والعراق معا ،ولكنها لاتريد ذلك ،ومهما فعلت الاردن فلن تقدر على شيئ طالما لايوجد ضوء اخضر من واشنطن .

  4. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    مثال للحقد الدفين و المتأصل الذي يحكم السياسة و ليس لغة المصالح كما هو معتاد!
    .
    ففي العراق الإيراني ، هذه اللغة الشبيهة بأوصاف الحاكم الفعلي و ادواته هي صاحبة الصوت الاعلى في تحريك الأمور و صنع السياسات المأزومة التي نصبت امثال المالكي و العامري و المهندس على رأس الهرم الحاكم في العراق ، و حتى احسان الظن بحيدر العبادي لو أردنا ذلك جدلاً ، فإن حسن الظن و الرغبات الشخصية ومصالح العراق ليست هي ما يصنع القرار السياسي فيه ، وانما ما يصنعه و يتم تنفيذه ، مكانه مطبخ السفارة الإيرانية الناقلة لأوامر المرشد الأعلى و مستشاريه !
    .
    هذه هي الحقيقة المرة على الأرض ، رفض من رفض ، و رضي من رضي ، و لله الأمر من قبل و من بعد.
    .
    و لكن ما اسباب هذا الإصرار على تسليم شخصية كما ذكر التقرير لم تمارس اي نشاط سياسي و تواجدها هناك غير مؤثر بالمرة بل مسيطر عليه تماماً و يمثل حالة مثلى للمصلحة العراقية حالياً ، على عكس تسليمها الذي قد يسبب إثارة لفتنة نائمة !
    .
    السبب الحقيقي خلف ذلك كله ، برأيي ، ليس شخص السيدة رغد البتة ، و إنما المراد منه ، هو كسر شوكة و مكانة العاهل الأردني عبدالله الثاني ، صاحب مقولة الهلال الشيعي التي فضحت تحركات و سياسة التدخل و النفوذ الإيراني في المنطقة مبكراً و أثبتت أفعال إيران صحتها ، و الهدف بيان قلة حيلته و محاولة الحط من قدره فيما لو اضطر الاردن تحت الضغط إلى تسليم السيدة رغد ، عندها سيقال أن رأس العائلة الهاشمية خرج عن كل أعراف العرب و المسلمين وخالفها و سلّم امرأة عربية بيد اعداءها !
    .( و لا اظن ان الاردن و ملكها بفاعلين ذلك أبداً )

  5. يقول سامح //الأردن:

    *للأسف بلدي الأردن يقيم علاقات كاملة
    مع العدو الإسرائيلي ولا يقيمها
    مع (إيران )..؟؟؟!
    *يا حكومة مفاتيح بغداد في (طهران )
    شئنا أم أبينا وصلت..؟
    سلام

  6. يقول حسين/لندن:

    مجرد سؤال غير بريء،،هل يا ترى تستطيع حكومة بغداد تقديم مثل هذا الطلب لو كانت رغد (أو غيرها) يعيشون في بريطانيا أو أي دولة غربية وحصلت فيها على اللجوء السياسي؟

    العراق للأسف محتل من قبل أمريكيا وما أيران إلا ذراع انتداب وأداة من الأدوات تنفذ المخطط الأمريكي بإخلاص،(بالاضافة إلى مشروعهم الفارسي

    لا ينسى الشعبان الفلسطيني والأردني المعاملة التفضيلية والاستثنائية التي كان يتعامل معهما الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله،،حتى أسعار النفط كانت للأردن أسعار خاصة (سعر التكلفة)،،وانظر إلى الوضع السياسي والاقتصادي) في ألأردن الآن فلا تملك غير الدعاء للراحل الكبير،،

    الله المستعان

  7. يقول سامح //الأردن:

    *السيدة(رغد) ضيفة الأردن وهي محترمة
    وعلى خلق ولم تؤذ أحد وليس من طبعها
    الثرثرة وطق الحكي ع الفاضي وبناءا عليه
    طلب العراق بتسليمها مرفوض رسميا
    وشعبيا .
    سلام

  8. يقول عدنان جواد بروكسل:

    الله يرحمك ياصدام واخلفك خير فى ذرتك واهل العراق
    اهل العراق وقعو بيد عصابه تعيش تحت الامريكان
    لكن لكل اجل كتاب وامر الله اتى استجابة للضعفاء المظلومين
    وحسبنا الله ونعم الوكيل

  9. يقول أحمـد يوسف:

    الأردن الوقفـه المشَرِفـه، تحيـه طيبـه:
    بدلاً من اتجاه ساسة العراق نحو بناء بلدهم الذي يعيش تحت الركام والنفايات فانهم
    ينهبون الميزانيات الضخمه ثم يبرعون بحرف تفكير الشعب (سرقة الأموال والعقول).

    الأردن يحظـى بالاحترام لمواقفه النبيله رغم ندرة موارده ومن المستبعد أن يخضع للابتزاز.

  10. يقول المغربي-المغرب:

    صدقت يا دكتور اثير الشيخلي ….العراق الايراني… الذي كرسته الة التامر الفارسي الامريكي….والعربي مع الاسف…، والغريب ان كل الاطراف المشاركة في محاولة اغتيال العراق لها مصالح من وراء ذلك…مشفوعة بحقد دفين على تاريخ هذا البلد وعمقه الحضاري وقدرته على النهوض من جديد…باستثناء العرب…فهم مولوا الحروب ضده ودعموها بالافك الاعلامي والفتوى المدفوعة الثمن …ليدمروا الحصن الذي كان يحميهم من الاعداء….!!!.

    1. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      نعم اخي الكريم المغربي من المغرب الحبيب ، للأسف هذا هو الحاصل ، كما وصف جنابكم بدقة !
      .
      احد مستشاري و معاوني وزير الخارجية الايراني صرح قبل فترة ، ان بغداد هي عاصمة الامبراطورية الفارسية عبر التأريخ !!
      .
      و لا يزال الكثير من السذج يكابر و يدافع بإستماتة عن السياسات الايرانية !

إشترك في قائمتنا البريدية