«نيويورك تايمز»: مقاتلو تنظيم «الدولة» بالآلاف ويبحثون عن جبهات جديدة داخل سوريا وخارجها

حجم الخط
1

لندن – «القدس العربي»: ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن مصادر استخباراتية أمريكية وغربية أن آلافاً من مقاتلي تنظيم «الدولة» الأجانب وعائلاتهم فروا من الحملة العسكرية التي تقودها أمريكا في شرقي سوريا. وترى الصحيفة أن هذا التدفق من المقاتلين سيؤثر على مزاعم أمريكا التي أعلنت عن هزيمته.
وتشير إلى أن المقاتلين يفرون بسهولة إلى الجنوب والغرب خلال عمليات جيش النظام السوري وبعضهم اختبأ بالقرب من دمشق، وفي شمال غربي البلاد في انتظار التعليمات من قياداتهم على قنوات اتصال مشفرة. وقالت إن مقاتلين ممن لديهم تدريب على الأسلحة الكيماوية ينضمون لفرع القاعدة في سوريا. ويدفع آخرون عشرات آلاف الدولارات للمهربين كي يهربوهم عبر الحدود إلى تركيا بهدف العودة إلى بلدانهم في أوروبا.
وتعلق الصحيفة أن التقديرات الأمنية تأتي في وقت أكد وزير الدفاع جيمس ماتيس عن تكثيف الجهود لمحاصرة «وإبادة» تنظيم الدولة ومقاتليه في الرقة والتي سقطت خلال الخريف، وملاحقة المقاتلين الذين هربوا إلى وادي الفرات تجاه الحدود مع العراق. وقالت وزيرة الأمن القومي، كيرستجين نيلسين، في تعليق لها في اشنطن الأسبوع الماضي: «يفر مقاتلو تنظيم الدولة من سوريا والعراق، ويختفي الجهاديون تحت الأرض أو يتفرقون إلى مناطق آمنة وحتى على الإنترنت ويعودون لأوطانهم». وقال الجنرال بول جي سيلفا، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، للمراسلين الأسبوعه الماضي إن قيادة تنظيم الدولة المتبقية، لا تزال حتى وهي فارة لديها اتصالات «قوية إلى حد كبير» مع شبكتها السرية من المقاتلين الفارين.

حرب العصابات

وفي خطابه عن حالة الإتحاد الذي ألقاه الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي تفاخر بهزيمته للجهاديين في سوريا، على خلاف ما تراه الأجهزة الاستخباراتية أن التنظيم لا يزال قادراً على إلهام وتمكين أتباعه من القيام بهجمات. ويقول المحللون بأن هناك مؤشرات عن تبني مقاتلي تنظيم الدولة أساليب حرب العصابات لإرهاب المدنيين. وقال أوستو ايهو، كبير المحللين لدى مركز جينز للإرهاب والتمرد، في شركته للاستشارات «أي اتش أس ماركيت» في لندن: «يتحول التنظيم إلى تنظيم تحت الأرض يهتم كثيراً بالتكتيك غير المتوازن مثل التفجيرات الانتحارية ضد أهداف سهلة في مناطق تحت حماية الحكومة مثل بغداد». وقتل في العاصمة العراقية الشهر الماضي أكثر من 30 شخصاً وجرح حوالي 90 آخرين عندما فجر شخصين نفسيهما حصل الهجوم في ميدان من ميادين بغداد المزدحمة حيث يتجمع العمال الذين يبحثون عن عمل كل يوم.
وتقول الصحيفة إنه من الصعب تقدير عدد المقاتلين الذين فروا إلى الصحراء في سوريا والعراق وأبعد من ذلك والذين قد يتجاوزون الألوف. كما سافر عدد كبير منهم مع زوجاتهم وأطفالهم الذين قد يكونوا تأثروا بالفكر المتطرف خلال الثلاث سنوات التي قضوها تحت حكم تنظيم «الدولة» وقد يشكلون خطراً أمنياً أيضاً.
وفي كانون الأول (ديسمبر) قال العقيد ريان ديلون، المتحدث باسم الحملة التي تقودها أمريكا في سوريا والعراق قال في ايجاز مع المراسلين في البنتاغون: «تعتقد قيادات جيش النظام السوري في شرق سوريا بأن مقاتلي تنظيم الدولة – من وادي الفرات الأوسط – ربما تسللوا من خلال الثغرات الموجودة في خطوط الدفاع السورية الروسية للوصول إلى مناطق بالقرب من دمشق».
ويعتقد أن هناك أكثر من 1000 مقاتل فروا مع عائلاتهم من منطقة الفرات في الأيام الأخيرة. وتقول الصحيفة إن الجيش الأمريكي قلق من الهجوم التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية في منطقة عفرين في الشمال السوري وهو ما يعقد الأمر.

تدفق مقاتلين

وبحسب المسؤولين الغربيين فقد تدفق حوالي 40 ألف مقاتل من أكثر من 120 دولة لينضموا للقتال في سوريا والعراق على مدى الأربع سنوات الماضية. وبينما قتل الآلاف في المعارك، يقول المسؤولون إن آلافاً آخرين تسللوا إلى جبهات جديدة مثل ليبيا واليمن والفلبين أو اختبأوا في بلاد مثل تركيا.
ويعتقد أن هناك حوالي 295 أمريكياً ذهبوا للعراق وسوريا أو حاولوا فعل ذلك. وبحسب جيلز دي كيرشوف، كبير المسؤولين عن مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي فمن بين حوالي 5000 أوروبي انضموا إلى صفوفهم عاد حوالي 1500 كثير منهم نساء وأطفال ومات الباقون أو لايزالون يقاتلون وقال الجنرال سيلفا، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة: «إن فكرة أن يتسلل هؤلاء المقاتلون الأجانب بعد قضاء أكثر من عامين في القتال في سوريا ليعودوا لممارسة أعمالهم كأصحاب دكاكين في باريس وبروكسل وكوبنهاغن أمر مضحك.. إن المشكلة خطيرة».
وبحسب المسؤولين عن مكافحة الإرهاب فإن عدد المقاتلين العائدين إلى أوروبا وشمالي أفريقيا كان أقل بكثير من المتوقع. والسبب أن إدارة ترامب كثفت جهودها على منع المقاتلين من التسرب من الرقة والموصل. كما تم اعتقال مئات المقاتلين حيث هم في الأسر لدى الميليشيات الكردية في شمالي سوريا مما أثار مخاوف الجيش الأمريكي من خلق أرضية خصبة لتزايد أعداد المتطرفين وتكرار الخطأ الذي حصل أثناء حرب العراق. وتشير التقديرات الجديدة من المحللين والمهربين في المنطقة إلى أن مقاتلي التنظيم يفرون إلى مناطق أكثر تقبلاً لهم في سوريا والعراق أو إلى بلدان أخرى.

«وول ستريت جورنال»: مقامرة بن سلمان وتحدي التغيير… هل يكون البديل عراقاً ثانياً فوضوياً؟

ترى كارين إليوت هاوس، المحللة في «وول ستريت جورنال» ومؤلفة كتاب عن السعودية في مقال لها إن اهتمام السعودية بالتعاون مع شركة شقيقة لغوغل تشير إلى جدية الأمير محمد بن سلمان للإصلاح، إلا أن الاقتصاد يظل كعب أخيل له. فقبل عامين عندما أعلن ولي العهد عن نيته لنقل بلاده من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد التنوع «تساءل الأجانب والسعوديون عن جديته وإن كان يستمتع بالسلطة». وترى أن المفاوضات مع ألفابيت، إحدى شركات غوغل لبناء مركز تكنولوجي في المملكة يعتبر آخر الإشارات عن جديته. مشيرة إلى أن زيارة الأمير المرتقبة لواشنطن في بداية آذار (مارس) ستكون فرصة أخرى لمبادرات مشابهة. وتعلق إليوت هاوس أنه مهما كان الشك حول الأمير الشاب فلا أحد يجادل حول تصميمه لإصلاح بلده وإخراجها من سبات مضى عليه 30 عامًا ظل يقود نحو عدم الاستقرار والفقر. فالتغيير الراديكالي الذي يقوم بفرضه ليس اختيارًا بل هو الخيار الوحيد. فقد ورث حسب قولها 22 مليون سعودي مدلل تعودوا على المساعدة الحكومية، ومع انهيار سعر برميل النفط إلى 26 دولاراً عام 2016 و 70 دولاراً الآن، لم يعد بإمكان الرياض استخدام المسكنات لإرضاء المواطنين ولا تنس 10 ملايين عامل أجنبي في المملكة. ولن تكون البلاد بحاجة لهذا العدد الكبير خاصة أن بن سلمان يدعم باتجاه الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
وكالعادة وفي المقالات التي تكتب عن اليوم عن السعودية رددت الكاتبة هنا قائمة من الإصلاحات التي أعلن عنها الأمير في العامين الماضيين مثل فتح دور السينما والسماح للمرأة بقيادة السيارة ومشاهدة المباريات الرياضية. بالإضافة لحملة مكافحة الفساد التي سجن فيها عددا من الأمراء ورجال الأعمال والتي تقول الحكومة إنها حصلت منها 106 مليارات دولار. وتقول «هذه أساليب صادمة في بلد تعود على بناء الإجماع بين أفراد العائلة المالكة. ولكن الحقيقة هي أن معظم الأمراء البارزين فارقوا الحياة. وأكثر من كل هذا فقد فشل أسلوب الحكم منذ 30 عاماً والذي حاول فطم البلد عن عادة الاعتماد على النفط رغم الإلتزام بإنهائه».
وتشير الكاتبة إلى أن استقرار المملكة ومنذ إنشائها عام 1932 قام على ثلاث أعمدة: وحدة العائلة المالكة وتعاون المؤسسة الوهابية والنفط. وقام الأمير بن سلمان بتفكيك كل واحدة من هذه الأسس من خلال اعتقال وإهانة أقاربه والتأكيد على الإسلام المعتدل وفرض الضرائب على النفط الذي كان السعوديون يعتبرونه حقاً منذ الولادة. وتقول إنها زارت السعودية الشهر الماضي ولاحظت أن السعوديين يعيشون صدمة التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ففي أسبوع واحد الشهر الماضي تضاعفت فاتورة الكهرباء والكاز دولارين للجالون، وفرضت ضريبة القيمة الإضافية بنسبة 5% .
وتتحدث إليوت هاوس عن اعتقال النخبة التجارية وكذا المشايخ التي أخافت السعوديين الكبار في العمر. ورفض أكثر من شخص تعرفه منذ وقت مقابلتها «بسبب ظروف صحية» فيما رفض آخرون بأدب. وتعلق الكاتبة إن قاعدة الدعم التي يعتمد عليها الأمير محمد بن سلمان ليست العائلة المالكة ولا المشايخ ولكن 70% من السعوديين ممن هم تحت سن الثلاثين من العمر. وتقول إنه يلعب لعبة روبن هود «جيلية» حيث يأخذ من النخبة التي استفادت ولعقود من موارد النفط ليحرر الشباب من يد المشايخ الوهابيين الخانقة لهم واستنزفت كل مبادرة من خلال التحكم بحياتهم.
ويأمل الأمير أنه من خلال تحرير الشباب سيكونون قادرين على إدارة حياتهم بأنفسهم. وهي مقامرة شجاعة يظل فيها مستقبل السعودية بدون تغيير حقيقي ومظلماً. فالاقتصاد ينمو بوتيرة أبطأ من النمو السكاني. وتتزايد نسبة الإستهلاك المحلي للنفط إلى 6% وهو توجه يعني عدم توفر أي نفط للتصدير بحلول عام 2030. وانكمش الاقتصاد العام الماضي بنسبة 0.5% ولن يرتفع هذا العام إلا بنسبة 1.8% حسب صندوق النقد الدولي، رغم توقع الحكومة السعودية نموه بنسبة 2.7% . أما عن البطالة فإن الأرقام الحكومية الرسمية فهي 12.7% ولكنها ضعف بالنسبة للشباب ما بين 20- 29 عاما و33% للنساء بنفس الفئة العمرية. ويواجه الأمير مهمة ضخمة لتحسين الاقتصاد بالإضافة لإيران المهيمنة ومشكلة مع قطر والحرب في اليمن.
وتختم إليوت هاوس بالقول إن السعودية وإن لم يكن سجلها بشأن حقوق الإنسان كاملاً، لكن على الغرب التعامل مع التغيير في السعودية بأنه حقيقي. ولكنها ترى أن التحدي الأكبر يظل الاقتصاد وليس من الواضح إن كان الأمير سيحول الاقتصاد بالسرعة الممكنة التي توائم طموحات الشباب السعودي. وتتعامل الكاتبة مع خطته بأنها الأمل الوحيد للإصلاح والتغيير وإلا فسيكون البديل هو عراق ثانٍ فوضوي وبالتالي كارثة على المنطقة.

«تايمز»: «اليمن السعيد» حزين وبحاجة لوقف الحرب… وعلى بريطانيا إخراج بن سلمان من ورطته

في افتتاحية «تايمز» ذكرت فيها بزمن اليمن الزاهر قائلة إن الرومان أطلقوا على جنوب الجزيرة العربية تسمية «اليمن السعيد» إلا أن هذه البقعة المقفرة هي اليوم من أفقر دول العالم العربي. فبعيداً عن النفط القليل الذي يملكه فليس لديه ما يصدره، لا ماء أو بنية تحتية. وزاد عدد سكانه بشكل لم تعد تكفيهم الموارد الزراعية والتنمية. وهناك ملايين الشباب اليمنيين بدون عمل. أما الجبال الوعرة فليس فيها إلا النزاعات القبلبة والخلايا التابعة للقاعدة. وفوق كل هذا يعاني البلد منذ أربع سنوات من حرب دمرت هذا البلد الضعيف وشوهت صورة جارتها القوية- السعودية – وجعلت من تجارة الأطراف الصناعية تجارة الرابحة. وتقول إن الشرارة التي أدت إلى العنف كانت سقوط الرئيس علي عبدالله صالح بعد عقود من السلطة.
وانتهزت مجموعة شيعية صغيرة في شمالي اليمن (الحوثيون) رحيله وقامت بدعم من إيران بطرد خليفة صالح الضعيف، الرئيس هادي. وبعد ذلك قاموا ببناء تحالف مثير للشك مع صالح الذي قارن مرة حكم اليمن مثل الرقص على الثعابين. وحاول هذا الحليف السابق للسعودية لكي يعود إلى السلطة التي خسرها أثناء الربيع العربي. وقام بحشد القبائل الموالية له وراء الحوثيين وسخر من جهود جيران اليمن التأكيد على الاستقرار والتحول السياسي المنظم. وعند هذه تبدأ قصة ولي العهد السعودي الطموح الامير محمد بن سلمان والحاكم الفعلي للمملكة. فقد رأى إيران خلف الحوثيين. وقام بدعم من حلفائه في الخليج بحملة جوية مدمرة وغارات ارتكبت فيها أخطاء كثيرة. وكانت النتيجة كارثة إنسانية ومقتل الآلاف من المدنيين. وبدون دواء ومستشفيات عاجزة مات الكثيرون متأثرين بجراحهم. وقام السعوديون بحصار موانئ اليمن على البحر الأحمر لمنع وصول شحنات السلاح ولكنهم منعوا وصول الطعام والدواء. وتعاني العائلات الفقيرة من الجوع وفي الظروف هذه التي تشبه العصور الوسطى انتشرت الكوليرا.
وفي هذا السياق ترى الصحيفة أن الحرب عبثية فلا أمل لأن يحقق فيها أي طرف من الاطراف النصر. خاصة أن الأمل في تسويات وتنازلات عبر التفاوض تأثراً بسبب الانقسام بين الطرفين مقتل علي عبدالله صالح العام الماضي بعدما حاول التخلي عن الحوثيين. وفي الجنوب انقلب من هم في عدن والذين لم يقبلوا أبداً بالوحدة على الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتقول إن السعودية دفعت ثمناً كبيراً وهو الشجب الدولي لممارساتها.
وجاءت افتتاحية الصحيفة في معرض حديثها عن الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان إلى لندن والتي تثير الجدل. ولهذا السبب لا يزال موعدها سرا خوفا من التظاهرات التي ستخرج احتجاجا على سجل السعودية في حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن بريطانيا وقفت إلى جانبه. ولكن كمزود رئيسي للسلاح إلا أنها تأثرت من خلال الاستخدام القاتل للسلاح البريطاني في اليمن. وستقدم الحكومة البريطانية دعماً قوياً للأمير في خططه للإصلاح الاقتصادي ومعركته ضد الفساد وجهوده لوقف التمييز ضد المرأة. ولكن الأولوية الأهم هي دفعه لإنهاء الحرب. وحتى تنجح الجهود يجب أن تأتي من المنطقة. فعمان والكويت حاولتا الابتعاد عن المماحكات بين بقية دول الخليج. وتقيم بريطانيا علاقات مع الطرفين. وهناك منظور لمساعدتهما وتقدم مقترح استراتيجية خروج للرياض، بشكل لا تظهر أنها هزمت. وتحتاج للبدء في بناء وقف إطلاق للنار دائم وفتح الموانئ للمساعدات الإنسانية الطارئة كي تصل للمدنيين الذين هم بحاجة لمساعدات ماسة. ويحتاج اليمن إلى سنوات كي يتعافى من الحرب. ولكن يجب أن تكون هناك بداية.

«نيويورك تايمز»: مقاتلو تنظيم «الدولة» بالآلاف ويبحثون عن جبهات جديدة داخل سوريا وخارجها

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Farid:

    هولا الارهابيون المجرمون يبحثون عن أماكن جديدة لعنة الله عليهم أمامهم فلسطين ولم يشوفونها رغم انها بجانبههم . ضاقت عليكم الارض وفلسطين أمامكم لعنة الله عليكم لم تشوفها .

إشترك في قائمتنا البريدية