مصادر سياسية لـ «القدس العربي»: خطة التحرك الفلسطينية تعتمد على توسيع قاعدة رعاة السلام لتطبيق القرارات الدولية

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور: علمت «القدس العربي» من مصادر سياسية فلسطينية، أن الإدارة الأمريكية تشعر بخطورة التحركات التي تجريها القيادة الفلسطينية، من أجل خلق تحالف دولي يقود مهمة الإشراف على إرساء الأمن والسلام في المنطقة، من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية. وسيثير الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأمر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة تجمعهما الإثنين المقبل في موسكو، استباقا لطرح واشنطن ما باتت تعرف بـ «صفقة القرن». وحسب المصادر فإن الرئيس عباس أثار ملف إيجاد «تحالف دولي» تشارك فيه عدة بلدان فاعلة في المنطقة والعالم، يعمل على إرساء قواعد السلام، مستندا إلى القرارات الدولية في هذا الشأن، وفي مقدمتها تلك القرارات التي تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، تكون القدس الشرقية عاصمة لها، وذلك في ضوء الموقف الفلسطيني الأخير الرافض لأي دور أمريكي منفرد في قيادة المفاوضات والإشراف عليها، على غرار الـ 25 عاما الماضية.
وتدور الفكرة الفلسطينية التي ناقشها الرئيس عباس خلال الفترة الماضية مع العديد من قادة أوروبا، وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن ثم مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، على أن يتم توسيع قاعدة المشاركة في «تحالف السلام» بشكل أوسع من «اللجنة الرباعية» التي قاطعتها القيادة الفلسطينية منذ فترة طويلة، بسبب إدارتها في الفترة السابقة من قبل واشنطن، وحليفها توني بلير، الذي تولى مهمة بعثة الرباعية في الشرق الأوسط، لوقوفهم العلني لجانب إسرائيل.
ويدور الحديث حاليا عن إعطاء أوروبا نصيبا أكبر في المشاركة، بحيث لا تبقى مشاركتها كما في الرباعية بممثل واحد، وأن تتاح المشاركة لعدة دول وازنة مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا. وكذلك عادت للواجهة من جديد المطالبة بمشاركة عدة دول عربية وازنة في العملية مثل مصر والأردن.
وجاءت فكرة توسيع قاعدة المشاركة لعلم القيادة الفلسطينية أن طرفا دوليا أو مجموعة من الدول، لا يمكنها بسبب المعادلات القائمة في العالم، أخذ دور البديل المباشر عن واشنطن، في إدارة المفاوضات أو إرساء قواعد عملية سلام شاملة، ولإضعاف دور إسرائيل التي ترفض أي وسيط غير واشنطن.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس عباس ترتيب أوراق المرحلة المقبلة، التي سيشير إليها بشكل مباشر خلال خطابه المرتقب في مجلس الأمن الدولي يوم 20 فبراير/ شباط الحالي، بعد يومين في العاصمة الروسية موسكو، يلتقي خلالها مع نظيره بوتين، بعد مناقشة تلك الخطة مع قادة أوروبا، لما للطرفين مجتمعين من وزن دولي كبير.
وبما يشير إلى ذلك ما نقل عن سفير فلسطين لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل، أن الرئيس عباس، سيبحث مع نظيره الروسي أفكارا عديدة، من بينها «توسيع» اللجنة الرباعية الدولية، لافتا إلى أن روسيا راغبة بلعب دور أكبر في هذا الملف. وأكد السفير الأهمية الاستثنائية للقاء بين الرئيسين عباس وبوتين، موضحا أن أهميته تنبع من كونه يأتي بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، باعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، وتداعيات القرار، وفي إطار البحث عن آلية دولية جديدة لعملية السلام بدلا من الرعاية الأمريكية المنفردة.
يشار إلى ان اليومين الماضيين شهدا تصعيدا في لغة الرد الفلسطينية على الإدارة الأمريكية، بعد ورود رسائل للقيادة الفلسطينية، تشير إلى بحث واشنطن عن أطراف إقليمية ومحلية لتكون بديلا عن القيادة الفلسطينية لتمرير مخططاتها للسلام، التي تتعارض مع الموقف الفلسطيني، بعد إخراج ملف القدس من دائرة التفاوض، والخطط التي تنفذ لإخراج ملف اللاجئين كذلك.
وظهر ذلك من خلال تصريح صحافي للناطق باسم فتح أسامة القواسمي، أكد فيه أن الولايات المتحدة أخرجت نفسها تماما من أية رعاية ووساطة في العملية السياسية، وأنها وضعت نفسها في «مربع الكيان الاسرائيلي المحتل».
وأكد أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن «تجبر» القيادة الفلسطينية على القبول بما يتنافى مع حقوق الشعب الفلسطيني، مشددا على أن القيادة ومعها الشعب الفلسطيني «لن يخضعوا بالمطلق للاملاءات والتهديدات والشروط الأمريكية والاسرائيلية»، وأن تلك المحاولات «ستبوء بالفشل».
يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون سيقوم بزيارة الى المنطقة يوم 11 شباط/ فبراير الحالي، سيتخللها البحث في العاصمة الأردنية عمان، إلى جانب عدة ملفات سياسية عملية السلام في الشرق الأوسط.

مصادر سياسية لـ «القدس العربي»: خطة التحرك الفلسطينية تعتمد على توسيع قاعدة رعاة السلام لتطبيق القرارات الدولية
تلغي دور الإدارة الأمريكية المتنفذ في الرباعية لصالح أوروبا وروسيا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية