بولا يعقوبيان لـ «القدس العربي»: سأترشّح على لائحة المجتمع المدني

حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي»: على أبواب الانتخابات النيابية اللبنانية المرتقبة في السادس من أيار/مايو والتي يأمل من خلالها الشعب في إحداث تغيّير منشود في الطبقة السياسية الحاكمة من خلال عملية الاقتراع التي تتمّ للمرة الأولى في لبنان وفقاً لقانون جديد هو القانون النسبي الذي يتوقّع من خلاله الناخبون وصول طاقات شابة مثّقفة واعدة إلى الندوة البرلمانية وانتهاء ظاهرة المحادل الانتخابية التي لطالما أقصت هذه الطبقة الشبابية المثقفة الحالمة بالتغيير عن الوصول إلى المجلس النيابي. وفي الوقت الذي نشهد فيه مدى تأثير سلطة الإعلام اللبناني ودوره المّميز والفعّال في العملية الانتخابية والحياة الديمقراطية والسياسية العامة ولاسيما منها سلطة الإعلام المرئي، برزت إلى واجهة الاهتمامات ظاهرة لافتة وغير مسبوقة حول حجم الترشيحات لعدد من الإعلاميين والصحافيين إلى الندوة البرلمانية، وهناك وجوه بارزة ومعروفة على الساحة الإعلامية تعرّف عليها المشاهدون منذ أكثر من 10 سنوات ضمن النشرات الإخبارية الأساسية والبرامج الحوارية السياسية والاجتماعية والقضائية والاقتصادية عبّروا على صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي عن رغبتهم في الانتقال من مهنة المتاعب إلى تحت قبّة البرلمان، وأعلنوا ترشيحاتهم تمهيداً لتقديمها رسمياً إلى وزارة الداخلية.
ومن أبرز الأسماء الإعلامية راغدة درغام مديرة مكتب جريدة «الحياة» سابقاً في نيويورك، والتي تمّ تداول اسمها على أنها ستكون مرشحّة عن المقعد الدرزي في دائرة بيروت الثانية وستتحالف مع شخصيات من المجتمع المدني على متن اللائحة التي تضم مرشحي «بيروت مدينتي» التي شاركت في الانتخابات البلدية الماضية، والإعلامية بولا يعقوبيان التي قدّمت استقالتها من تلفزيون «المستقبل» منذ فترة بعدما قدّمت على مدى عشر سنوات برنامجها الحواري السياسي «انترفيوز» وستترشح عن دائرة بيروت الأولى وعلى لائحة المجتمع المدني وهي لائحة منافسة للرئيس سعد الحريري، والإعلامية غادة عيد التي قدّمت برنامج «الفساد» على محطة «الجديد» لسنوات عدّة قبل انتقالها إلى محطة «MTV» التي قدّمت على شاشتها برنامج «علم وخبر». كما أعلن الإعلامي نوفل ضوّ عن ترشّحه إلى الانتخابات النيابية عن المقعد الماروني في كسروان، والإعلامية ميشيل تويني ابنة الشهيد جبران تويني وجومانة حداد الصحافية الناشطة في سبيل المساواة والمواطنة والحريات وحقوق الإنسان وأسماء أخرى منها ماغي عون وغسان جواد وجومانا حداد وسواهم.
واستيضاحاً لظاهرة ترشّح الإعلاميين التقت «القدس العربي» الإعلامية بولا يعقوبيان التي ستترشح على لائحة المجتمع المدني الممثّلة بحزب «سبعة» وتحدثت معها عن خيارها بالترشح إلى الانتخابات النيابية وإذا لم تعد تعتبر الإعلام سلطة رابعة، فأكدّت «انّ الإعلام في لبنان هو سلطة من دون شكّ ولكنه جزء من منظومة السلطة الموجودة حالياً، ولا يوجد هناك إعلام لديه استقلالية كاملة». وقالت «في كلّ الأحول ما زلنا منذ سنوات وسنوات نتكلم ونحاول إعلاميّا ان نقوم بالتوعية والإضاءة على الكثير من المواضيع ونرى في النهاية النتيجة ذاتها، ولغاية الآن لا تشكيل لمعارضة حقيقية في البلد تستطيع أن تقول أننا فعلاً نشكّل بديلاً لهذه السلطة، وتقول ثقوا بنا وامنحونا أصواتكم». وأضافت «لغاية اليوم لا نعرف الخطّ الفاصل بين المعارضة والسلطة، وهناك فقط مجموعة واحدة مختلفة هي مجموعة شباب المجتمع المدني الآتية من مكان غير مسيّس وهي ليست من أحزاب تقليدية ومن الجماعات التي كانت في الحكم».
وعن طفرة المرشحين الإعلاميين إلى الانتخابات وهل تعتبرها صحيّة؟ أوضحت يعقوبيان «شيء صحيّ من الموجودين في الإعلام السياسيّ ان يترشحوا، لانهّم يعرفون المهنة ولا يبدأون من الصفر ولا يتعلّموا السياسة من جديد، ولا يكتشفوا الأرض والسياسة، وكيف تصير الأمور وأين البرلمان وكيف يحصل التشريع». وأضافت «انا أشجّع كثيراً من يتعاطى السياسة ان يكون من الحياة السياسية وأراه أفضل من ان يكون مهندساً أو طبيباً أو من قطاعات أخرى». ولفتت إلى «انّ المحامي جيد ان يتعاطى بالسياسة وهنا لا أعني انّ من ذكرتهم لا يحقّ لهم الترشحّ، فأهلاً وسهلاً بالجميع، وانما الأهم هو من يريد ان يتعاطى النزاهة والاستقامة قبل أي شيء آخر، وان تكون مصلحة البلد قبل كلّ شيء».
وأضافت «صحيح هناك الكثير من الإعلاميين الذين يترشحّون، فهذا القانون يشّجع ان تنزل وجوه وأسماء معروفة، لانّ هناك صوتا تفضيليا سيعطى لأحدهم. الكلّ يحاول ان يستقطب أسماء ظاهرة وبارزة ومعروفة، لا يمكنك ان تنزلي بأسماء عادّية وتتوقعي ان تأخذي تفضيلي. فالكلّ يجرّب ان يحسّن ظروفه والناس على الأقل عندما تذهب لتصّوت تعرف من هم الأشخاص الذين ستصّوت لهم ومن هم الأشخاص الموجودون».
وعرضت بولا كيف تواصل معها شباب المجتمع المدني لتنضم إلى لوائحهم فقالت: «انّ هؤلاء الشباب الذين هم من المجتمع اللبناني أتوا ليقولوا نحن لدينا رؤية ومشروع وسنقوم بإصلاحات كبيرة جدا. وهؤلاء الشباب تواصلوا معي وطلبوا منّي أن أكون معهم وأن أشكّل رافعة لهم وأضيء عليهم، وإيماناً مني بأنهم شباب محترمون وصالحون قرّرت ان أخوض معهم هذه التجربة وأسير معهم في هذه الحملة وان شاء الله يصل الصوت».
ورأت «أن المعضلة في هذا البلد تكمن في عدم معرفة من هي الموالاة ومن هي المعارضة، فقد كانت هناك مجموعتان تخوضان الانتخابات ضدّ بعضهما البعض. إذا فازت مجموعة يفترض بالثانية ان تتّحول إلى معارضة. وإنما هنا يعود الكل ويجلسون مع بعضهم في السلطة ويتقاسمون الحصص ويستخدمون هذا الأداء السيئ».
وعن برنامجها المقّرر في حال فازت في الانتخابات وبماذا تعد المواطنين قالت «من الصعب ان تعطي وعوداً للناس بعدما باتوا سامعين كل شيء. أنا جزء من مشروع متكامل يعمل عليه الشباب بشكل يوميّ من أجل ان يقدّموا مشروعاً سياسياً وخطّة لكلّ الناس تكون موجودة بين أيديهم قبل الانتخابات وان يختاروا على أساس المشروع وليس على أساس الشخص أو الفئة أو الطائفة. في حال لم نغيّر أسلوبنا بمقاربة أداة السلطة في لبنان فانّ الأمور ستبقى على حالها».
وأعربت عن خوفها «لانّ بعض الناس وصلت إلى مرحلة من اليأس، ولم تعد تريد ان تتعاطى ولا تريد ان تعمل شيئاً وهي تقول لندع غيري يعمل، وغيري يتصّرف، وانما نحن نقول للناس انّ يوم الانتخاب هو يوم واحد، وساعة واحدة من وقتك انزل وقل فعلاً انت ماذا تريد. إن كنت ترغب في ان تبقى الأمور على حالها جدّد لهؤلاء. وإذا أردت ان تغيّر فضع هذه الأصوات الاعتراضية التي تقول نحن لن نكون مثل غيرنا ونحن سنعمل أداء جيّداً».
ويأمل الجمهور اللبناني في حال وصل الإعلاميون إلى الندوة البرلمانية ان يحرّكوا الجمود السياسي وينجحوا ويبرزوا في البرلمان وفي خدمة الشعب أسوة بنجاحهم في عملهم.
وتجدر الإشارة إلى أنّه وصل إلى البرلمان اللبناني عدد من الإعلاميين أبرزهم النائب والوزير مروان حمادة والنواب نايلة تويني وعقاب صقر وحسن فضل الله.

بولا يعقوبيان لـ «القدس العربي»: سأترشّح على لائحة المجتمع المدني
إعلاميون لبنانيون يتأهبون للانتقال من مهنة المتاعب إلى البرلمان
ناديا الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية