الخرطوم – من نازك شمام: واصل سعر صرف الجنيه السوداني تراجعه أمام الدولار في نهاية الاسبوع ليبلغ في السوق الموازية غير الرسمية”8.40 جنيه الأمر الذي برره تجار عملة بالاحتجاجات العنيفة التي تشهدها الخرطوم منذ ثلاثة أيام وأدت إلى مقتل أكثر من 27 قتيلا حسب بيانات رسمية و60 حسب مصادر بحزب المؤتمر الشعبى المعارض. وأحجم تجار النقد الأجنبي عن البيع والشراء وسط مخاوف من تزايد وتيرة الاحتجاجات التي بدأت وسط الخرطوم وفي المناطق التي شهدت أحداث عنف خلال الثلاثة أيام الماضية. من جانبه انتقد بنك السودان المركزي ارتفاع اسعار النقد الأجنبي فى السوق الموازية، التى لا يعترف بها ويعتبرها قائمة على مضاربات التجار ولا تستند على طلب حقيقي حسب مسؤولين بالبنك. ولتهدئة السوق والحد من المضاربات على العملة السودانية قال المعتصم عبدالله الفكي، مدير الإدارة التنفيذية في بنك السودان (المركزى) أن البنك ضخ مبالغ لم يكشف عن قيمتها للمصارف التجارية لمقابلة التزامات المستوردين. وقال الفكي في تصريحات صحافية إن ما يحدث من ارتفاع في اسعار النقد للأجنبي غير متسق مع المعطيات الآنية للوضع الاقتصادي في السودان. وتابع أن المعطيات تشير إلى ارتفاع حصيلة النقد الأجنبي في السودان بعد انفراج العلاقات الاقتصادية بين السودان ودولة جنوب السودان وانسياب نفط الجنوب عبر انابيبه.’وأضاف أن بنك السودان حصل على كميات من النقد الأجنبي بعد الاتفاق الاقتصادي الأخير بما عمل على تحسين موقفه من الأرصدة الأجنبية. وقال تاجر عملة ، فضل حجب هويته ، لمراسلة الأناضول أن سعر الدولار في السوق الرسمى ارتفع بعد تحريك الحكومة السودانية لسعر الصرف من ‘4.4’جنيه”إلى 5.7 جنيه، فى حين تجاوز فى السوق غير الرسمية 8 جنيهات.’وأضاف أن حركة النقد الأجنبي في ارتفاع مستمر منذ بداية تنفيذ الإجراءات الاقتصادية التي تشمل رفع الدعم عن المحروقات. من جهة اخرى شكك مستورون سودانيون بحديث مسؤول البنك المركزي الذي قال ان البنك قام بضخ كميات من النقد الأجنبي في المصارف، وقالوا أن المصارف لا تعمل على تزويدهم بالنقد الأجنبي للإيفاء بتكاليف السلع المستوردة وانهم يلجأون إلى السوق الموازية لمقابلة احتياجاتهم. وقال شرف الدين محمد الحسن مستورد الأدوات كهربائية أن المصارف التجارية تمتنع عن إصدار اعتمادات مالية بالنقد الأجنبي لأغراض الاستيراد وأنها تقوم بتمويل الأدوية والسكر والقمح فقط. وأشار في حديث لمراسلة وكالة الأناضول الى أن ارتفاع اسعار الدولار أمام الجنيه السودانى يرجع للطلب العالي على النقد الأجنبي وسط شح المعروض في الأسواق. اما’محمد اسماعيل، وهو مستورد للحواسيب الآلية، فقد قال أنه وشركاؤه في طريقهم لإغلاق مكتبهم بسبب التذبذب الكبير في سعر الصرف بما ينتج عنه من خسائر مالية كبير قد تودي في القريب العاجل إلى إفلاسهم.