الناصرة ـ «القدس العربي»ـ من وديع عواودة: صادقت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، بالإجماع وبالقراءة الأولى، على مشروع قانون خصم مبالغ من أموال السلطة الفلسطينية المستحقة من عائدات الضرائب من البضائع المستوردة عبر الموانئ الإسرائيلية، وكذلك ضرائب العمال الفلسطينيين العاملين داخل إسرائيل، وذلك بقدر مساو للمخصصات التي تسددها السلطة لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى.
وتعتبر لجنة الخارجية والأمن تسديد هذه المخصصات بمثابة دعم لـ»للإرهاب»، لذلك سارعت إلى تأييد مشروع القانون الذي قدمه عضو المعارضة النائب عن حزب «هناك مستقبل» العازر شطيرن ونواب آخرون انضموا له.
ويتبنى مشروع القانون الجديد التعريف الحكومي الواسع لـ «ناشط الإرهاب» الذي صودق عليه قبل أيام داخل اللجنة الوزارية لشؤون الدستور. وحسب هذا القانون يتم احتساب التحويلات المالية المباشرة من السلطة الفلسطينية لعائلات الأسرى والشهداء، وكذلك من خلال كل من هو ينوب عنها ويحول مثل هذا الدعم المالي.
كما يخول القانون الجديد وزير الأمن صلاحية تحديد المبالغ التي يتم خصمها دون الكشف عن مصادره المعلوماتية.
وبعد المصادقة على القانون الاحتلالي قال رئيس لجنة الخارجية والأمن رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» الأسبق، النائب ديختر، إنه طالما تخصص السلطة الفلسطينية أموالا لدعم «الإرهاب» لن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي ولن تكون قنالا لتمرير أموال «الأرهاب».(تفاصيل ص 6)
سبحان الله، رُبَّ ضارةٍ نافعةً، فأظن قانون لسرقة أموال الضرائب الفلسطينية، من قبل مجلس النواب في الكيان الصهيوني (الكنيست)، هو مكمّل لقانون مجلس النواب الأمريكي (بنقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس)، والذي عملية تطبيقه بواسطة الأمر الرئاسي للرئيس الأمريكي، والذي أتى نائبه في مجلس النواب للكيان الصهيوني، أعتبره تصليح لخطأ عمره 70 عام، أي منذ توقيع فرنسا الديغولية وروسيا الستالينية على شهادة ميلاد الكيان الصهيوني، وتم عمل المستحيل لمنع إصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين في نظام الأمم المتحدة منذ عام 1947، هي الشعرة التي قصمت ظهر النظام البيروقراطي للأمم المتحدة (الديمقراطي/الديكتاتوري)، لماذا؟!
لأن القانون وعملية إصداره، يجب أن تكون لتنظيم العلاقة بين ثقافة الـ انا وثقافة الـ آخر لتكوين ثقافة الـ نحن كأسرة إنسانية داخل الدولة أو النظام، وليس الغرض من القانون سرقة حقوق والعمل على محو ثقافة الـ آخر بواسطة ثقافة الـ أنا أولا، كتطبيق عملي لمفهوم أنا أولا ومن بعدي الطوفان، فهذه هي نفس الثقافة التي تسببت بالحرب العالمية الأولى والثانية على أرض الواقع.
هناك مشكلة حقيقية في خلق ظروف في أجواء العولمة الاقتصاد الإليكتروني، يكون الناتح منها إيرادات، تكفي لتغطية ميزانية ليس فقط السلطة الفلسطينية أو الكيان الصهيوين بل وحتى أمريكا، وليس فقط اليونان مهد فلسفة دولة الحداثة منذ عام 2008 رغم كونها عضو في الاتحاد الأوربي، الذي يعتبر نتيجة عملية لمفهوم العولمة والاقتصاد الإلكتروني، وليس فقط منظومة دول مجلس التعاون في الخليج العربي التي سبقت في تأسيسها الاتحاد الأوربي، لدرجة أن دونالد اترامب شخصيا صرّح في عام 1988 أنّه يتمنى أن يكون مواطن خليجي، كون المواطن في دول مجلس التعاون كان لا يدفع ضرائب، مقابل ذلك يكون كرسي الحكم للعوائل الحاكمة، ولكن مع الأسف بعد ما حصل في 2/8/1990 وفرض جورج بوش الأب مفهوم النظام الدولي الجديد، بعد إفلاس ومن ثم انهيار الاتحاد السوفييتي، بدأ تطبيق مفهوم الضرائب حتى في دول مجلس التعاون، وقد تفنّن البدو أكثر من اليهود والأنظمة الملكية (الأردن والمغرب) في كيفية حلب الإنسان والأسرة والشركة للقطاع الخاص، دون حتى أن يكون من حق الهندي/العربي/الأجنبي أن يتم اعتباره كالآلة (الروبوت) يحق له الجنسية كمواطن، له حقوق مثل حقوق الإنسان في كندا أو تايوان على سبيل المثال لا الحصر؟
دولة الكيان الإسرائيلي قامت على القتل والنهب والسرقة وستستمر على ما قامت عليه، حتى تضرب على قفاها بالألم وتذوق وبال أمرها وتيأس يأسا أبديا من فلسطين، ساعتها يزول شرّها للأبد، فمن الخطأ القاتل وغير الأخلاقي أن تعامل عصابات مرزتزقة همجية وبربرية ومجرمي حروب على أنهم كيان شرعي وإنساني.