اسرة الصباح تمكنت من تجاوز ازماتها باستمرار عبر تاريخها
اسرة الصباح تمكنت من تجاوز ازماتها باستمرار عبر تاريخهاالكويت ـ ا ف ب: استطاعت اسرة الصباح الحاكمة في الكويت التي تمر هذه الايام بأزمة سياسية بشأن من يتولي منصب الامير، ان تتجاوز العديد من الازمات خلال فترة حكمها المستمرة منذ 250 عاما نظرا لعوامل عدة من بينها دعم شعبي لها لم يفتر ابدا.وتمكن ال الصباح باستمرار من حل ازماتهم بطريقة سلمية، باستثناء حادث اغتيال الامير السادس محمد الصباح سنة 1896.وكتب المحلل السياسي اسماعيل الشطي في مقال مطول نشرته صحيفة الوطن الكويتية الاحد ان التداول السلمي للحكم هو ابرز سمات المؤسسة الحاكمة في الكويت. واضاف باستثناء الاحداث العنيفة التي صاحبت خلافة مبارك الكبير فان توارث الحكم ظل خاليا من اي قطرة دم في تاريخ الاسرة . ويعتبر مبارك الكبير مؤسس الدولة الكويتية الحالية.وقررت الحكومة الحالية برئاسة الشيخ صباح الاحمد الصباح رئيس الوزراء السبت البدء في تفعيل اجراءات تنحية الامير الشيخ سعد العبد الله الصباح الذي خلف امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح الذي توفي في 15 كانون الثاني (يناير) الحالي، وذلك بسبب وضعه الصحي اذا لم يقبل التخلي طوعا عن منصبه.وكانت اسرة الصباح التي تعود اصولها الي قبيلة العنزي العربية وكانت تقطن منطقة نجد (المملكة السعودية)، استقرت في الكويت قبل حوالي 300 عام بل ان بعض المصادر تشير الي ما قبل هذا التاريخ.وكان الشيخ صباح اول حكام الكويت في بداية خمسينات القرن الثامن عشر (1750) وذلك بعدما اختارته بعض القبائل البدوية التي كانت تعيش في هذه الامارة الصحراوية.وظل قادة اسرة الصباح لفترة طويلة يسلمون الحكم لاكبرهم سنا من الذكور غير ان هذه القاعدة تغيرت بتولي الشيخ مبارك الكبير السلطة سنة 6981.فقد حصر مبارك الكبير الذي توفي في 1915 الخلافة في ابنائه ليستبعد بذلك باقي افراد الاسرة من الحكم.وتولي نجله جابر الحكم حتي وفاته سنة 1917. وخلفه في الحكم اخوه سالم. ومنذ وفاة الشيخ سالم سنة 1921 تداول ابناء الاخوين جابر وسالم علي حكم الكويت. ووفقا للدستور الكويتي يحق لاحفاد باقي ابناء مبارك (حمد وناصر وعبد الله) هم ايضا تولي الحكم.ويقدر عدد احفاد مبارك الذكور حاليا بـ 400 من اصل 1200 رجل تعدهم اسرة الصباح.وفي 1921 عينت الاسرة احمد الجابر اميرا علي الكويت بعد نزاع قصير علي الخلافة.وفي 1950 خلفه الشيخ عبد الله السالم والد الامير الحالي. وهو يعتبر في نظر الكويتيين اب الدستور والديمقراطية الكويتية التي بدأ ادخالها في عهده في العام 1962. وحكم الشيخ سالم الصباح الذي خلفه في 1965 الكويت حتي وفاته في 31 كانون الاول (ديسمبر) 1977. واصبح اثر ذلك الشيخ جابر الاحمد الصباح الامير الثالث عشر للكويت.وبالرغم من ان تعيين ولي العهد من اختصاصه فقد طلب الشيخ جابر من الاسرة الحاكمة الاختيار بين ثلاثة مرشحين بينهم الشيخ سعد الامير الحالي والشيخ صباح الاحمد الصباح رئيس الوزراء الذي تشير توقعات الي انه قد يخلف الامير الحالي في منصبه.واختارت الاسرة الشيخ سعد وليا للعهد وعين اثر ذلك علي الفور رئيسا للوزراء وظل يجمع بين المنصبين حتي 2003 حين تم فصلهما.وكان افراد اسرة الصباح ، قبل اكتشاف النفط في هذه الامارة الغنية، بعيدين عن مجالات الاعمال ويكتفون بحكم الامارة.غير ان الثروة النفطية دفعت عددا من افراد الاسرة الحاكمة الي دخول عالم الاعمال واصبح بعضهم من الاقطاب في هذا المجال.وتقدر ثروة الاسرة الحاكمة في الكويت بعشرات مليارات الدولارات.