.. وينبغي تقديم رد على الاسلوب المخادع

حجم الخط
0

‘سيخطب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اليوم في تصميم وعبقرية في هيكل النفاق العالمي. وهو هيكل يغيب عنه الفهم ويُداس فيه العدل وتُسحق فيه الاخلاق. وسيحاول نتنياهو أن يقنع مندوبي الدول الاعضاء في الامم المتحدة، الذين هم في ذروة حفل أقنعة فوق سفينة حمقى، بأن أنجح قناع لا يمكن أن يخفي الشر والنوايا الآثمة في محاولة ايران احراز قنبلة ذرية.
‘وسيُبين نتنياهو أن الحديث عن تهديد ملموس، وأن كل يوم يمر من دون فعل يُقرب فقط إتمام مشروع القنبلة الذرية الايرانية. وسيقنع بأن آيات الله الذين يملكون سلاحا ذريا يُعرضون سلام العالم كله للخطر، لأن التاريخ قد برهن على أن افعال الشر والفظاعة لم تنته بقتل اليهود فقط، بل جرّت معها ملايين البشر الى موتهم.
لم يوجد منذ كان هامان الشرير الداهية الذي أراد أن يُبيد وأن يقتل وأن يُفني اليهود في 127 دولة، لم يوجد قائد فارسي كبير محنك بهذا القدر نجح في أن يضلل زعماء ورؤساء دول بابتسامات مزدوجة المعاني وكلام ناعم وحديث لطيف عن المصالحة. وستكون مهمة رئيس الوزراء صعبة ازاء الرئيس روحاني، الذي جند الى جانبه روحا مضللة. إنها روح مُسكرة تشوش على عقول زعماء كثيرين تعبوا من حمل عبء الاستقامة والحقيقة.
‘وسيخطب رئيس الوزراء في الجمعية العمومية في موعد قريب جدا من الثلاثين من أيلول/سبتمبر بعد مرور 75 سنة على التوقيع على اتفاق ميونيخ في سنة 1938 بين أدولف هتلر ورئيس وزراء انكلترا نويل تشمبرلين. وقد افتخر تشمبرلين في خطبة في مطار في لندن، بعد أن عاد من مراسم التوقيع بأنه نجح في أن يحرز من دون جهود كثيرة ‘سلاما في وقتنا’. وكان ذلك السلام الأكبر كلفة في تاريخ البشر. وبقي من الاتفاق الذي وقع عليه صورة المظلة الأشهر في التاريخ التي أصبحت رمز السذاجة والخنوع والتسليم للشر، والاستخذاء في الأساس.
‘إن الخوف الأكبر الذي يقض مضجعي هو من أن يتبنى أبو مازن ومجموعته الاسلوب الايراني. وهو اسلوب هزيل كاذب يحتمل معنيين كان يصعب عليهم قبوله مدة سنين كثيرة. سيُبين أبو مازن في مقابلة مع ‘سي.إن.إن’ أن دولة اسرائيل هي دولة مميزة، وستُبين لنا الوزيرة تسيبي ليفني أنه قال ‘يهودية’. وسيدير عينيه ويقول إنه يندد بجرائم المحرقة، وسيؤكد محللون في اسرائيل يريدون صوغ الواقع والرأي العام أنه يقصد المحرقة اليهودية (في حين كان يقصد محرقة الأرمن). وسيقول بصوت خافت وبابتسامة هرة إنه يتخلى عن حق العودة ويقصد حق اليهود في ارض اسرائيل. وتخرج الرباعية الاوروبية عن طورها ويخطب الرئيس اوباما خطبة تاريخية عن انجازاته الرائعة بالدفع قدما برؤية السلام العالمي، وسيبتسم بوتين الأدهى بين الجميع في لذة لأن محور شره قد غلب وازداد قوة.
‘وسيُساق الاسرائيليون الذين يوجد بينهم ذوو ذاكرات قصيرة في حماسة الى هذيان السلام. وسيكتب أدباء ومفكرون عن مقولة ‘أتعيش على السيف أبدا؟’، ولست أريد أن أفكر البتة في ما سيحدث آنذاك في دولة اسرائيل.

اسرائيل اليوم 1/10/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية