بيروت – رويترز: قال «بنك عوده» اللبناني أمس الخميس ان «البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير» اشترى حصة 2.51 في المئة في البنك، في أول استثمار له في لبنان.
وقال البنك الأوروبي، وهو بنك للتنمية متعدد الأطراف، ان الاستثمار في أكبر بنوك لبنان يستهدف دعم أسواق المال اللبنانية، وإعطاء دفعة للاقتصاد عموما وتقوية القطاع المالي.
وديون لبنان من أكبر الديون الحكومية في العالم من حيث نسبة الدين إلى الناتج المحلي الاإجمالي. ويتباطأ النمو الاقتصادي بسبب الحرب في سوريا وأزمة سياسية في البلاد مستمرة منذ سنوات.
وقال سوما تشاركابارتي، رئيس «البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير»، في بيان «القطاع المالي اللبناني هو العمود الفقري للاستقرار الاقتصادي للبلاد وسمعتها الدولية. دعم عمليات بنك عوده وحَوكَمة الشركات شرط ضروري للمحافظة على متانة الاقتصاد في ظل بيئة صعبة في المنطقة».
بدأ البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير العمل في لبنان في 2017. ويقول البنك إنه يرغب في دعم القدرة التنافسية للقطاع الخاص هناك وتشجيع استخدام الطاقة المستدامة وإصلاح قطاع الطاقة وتحسين توصيل الخدمات العامة.
وقال سمير حنا، رئيس مجلس إدارة «بنك عوده» والرئيس التنفيذي للمجموعة «هذا الاستثمار في بنك عوده يساعد في توجيه إشارة إيجابية بخصوص فرص نمو الاقتصاد المحلي».
وقال البيان ان البنك الأوروبي سيستحوذ على أسهم عادية في «بنك عوده» مُدرَجة في بورصة بيروت بما يعادل نحو 2.51 في المئة من إجمالي الأسهم العادية القائمة للبنك.
وسبق أن عمل «البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير» مع الوحدتين المصرية والتركية للبنك اللبناني في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والتجارة.
من جهة ثانية أعلن البنك الأوروبي أمس التوقيع على خط تمويل للتجارة بقيمة 50 مليون دولار مع «فرنسبنك» ثالث أكبر بنك لبناني. وبهذا سيصبح أول بنك تحت مظلة برنامج تسهيل التجارة التابع للبنك الأوروبي في لبنان، الذي يهدف إلى دعم التجارة الدولية والإقليمية، عن طريق توفير الضمانات والسلف النقدية لتمويل التصدير والاستيراد والتوزيع المحلي للسلع المستوردة.
وقال «فرنسبنك» في بيان مشترك مع «البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير» أنه يتوقع المزيد من التعاون بين الجانبين في المستقبل.
من جهة ثانية دعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، البنك الأوروبي إلى «المساهمة في المشاريع التي أعدّها لبنان لتحسين قطاع الخدمات العامة لاسيما تأهيل شبكات الطرق والمرافىء ومطار رفيق الحريري الدولي إضافة إلى القطاعين الطبي والتعليمي».
كما أشار إلى «ضرورة الاهتمام ايضا بقطاع الطاقة لاسيما بعدما اطلق لبنان مؤخرا آلية التنقيب عن النفط والغاز في مياهه الاقليمية».
جاء ذلك خلال استقباله سوما شاكرابارتي، في قصر بعبدا الرئاسي.
وشدّد عون على أهمية المؤتمرات المقررة لدعم لبنان والتي بدأ أولها أمس في روما لدعم الجيش والقوات المسلحة اللبنانية، والذي سيليه مؤتمر «سيدر» لدعم الاقتصاد اللبناني في باريس، ومؤتمر بروكسل للاهتمام بالنازحين السوريين.
ولفت إلى العبء الذي تركته التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية على الوضع العام في لبنان، مشيرا إلى أن بلاده تعد خطة اقتصادية جديدة ومقترحات عملية تعرض على الدول والمنظمات المشاركة في مؤتمر «سيدر».
وفي رده على عون قال شاكرابارتي ان «لبنان مهم جداً للبنك وللمجتمع الدولي، ليس لأنه يلعب دوراً أساسياً في استقرار المنطقة فحسب، بل لأنه يشكل أيضاً مثالاً للمصالحة الوطنية».
وأضاف أن «لدى لبنان قدرة هائلة للنمو من خلال ما يتمتع به من ثقافة المساهمة، وقطاع خاص حيوي معروف عنه ليس في الداخل فحسب بل في الخارج ايضاً «.