في صالة بيتنا توجد صوره للمسجد الأقصى الشريف، وعلى يسارها يكون جهاز التليفزيون والذي اصغر منها حجما وبطبيعه الحال كلما شاهد الشخص التليفزيون لا بد ان يكون المسجد الأقصى في المشهد، هكذا عمدت على ترتيب هذا الوضع في كل بيت سكنته، لعلي احقق اهدافي حسب امكانياتي، منها انني حين اشاهد التليفزيون اخجل من الأقصى فإما ابدل القناة او استجير بالقلم ليساعدني على تصحيح ما اخطأت في حقه، الأهداف كثيره لكن منها ايضا كسب اجر رسم صورة الاقصى في اعين اسرتي عند جلوسهم في الصاله، قبل كتابة هذه الاحرف كنت اشاهد التليفزيون وإذ بتركيزي يتوجه نحو الأقصى فقط حتى بدا لي انه يسألني: منذ متى سمعت اخر خبر عني في الاعلام ؟ وهل ذكرت التفاصيل كالسابق؟ متى سمعت اخر اخباري في المجالس والدواووين ولقاءاتك مع الناس؟ فقلت: تعرف جيدا انك معي في دمي وحبر قلمي واعلم كم تتألم وأنا معك واكثر ألمك ليس ممن عادوك بل من اهلك الذين تركوك.
إن كرسي الحكم سلاح ذو حدين، حين يوظفه ولي الأمر لإستتباب العدل ونصر الدين والقومية والانسانية، فهذا حد رائع أما عندما يستعمله لتغذيه نوازع الشر لديه فيستبد بالظلم ويسيس الدين سلبا ويطعن القومية والانسانية طعنا فهذا حد كارثي.
ان الرجال مواقف فمنديلا وحد جنوب افريقيا، وغاندي وحد الهند، وهكذا، اما عهد المسلمين بالوحدة على ايام صلاح الدين الايوبي فهل من موحد لهذه الامة التي تملك كل مقوماتها؟ او على اقل تقدير ترك شعوبها على سجيتها وعدم اثارة النعرات والكراهية في ما بينها خدمة لسياسة الإستئثار بالكرسي والثروه الوطنية.
إن الإستئثار بالكرسي يأتي عن طريق العدل بين الناس الأمر الذي يجعلهم يلتفون حول ولي امرهم، وبالتالي تكوين جبهة داخلية لا تخترقها مؤامرات السياسات الخارجية المعادية، شعوب الامة الإسلامية بات اطفالها تعي الوضع قبل كبارها، سئمت استمرار عدم احترام عقولها وعلى طريقة (اقول له هذا الذئب يقول لي هذاك هو اثره) اصبحت حياتها كلها فوتوشوب وسيناريوهات مفبركة او مستوردة جاهزة التفبرك، المعادلة سهلة جدا – اعطني حقوقي كاملة وسأعمل واجباتي جميعا، إضافة الى محبتي لك كولي امري العادل المنصف- هكذا بسط الامور الغرب وعاشوا بسلام، يقول احد الخلفاء لاهل بيته: ينظر الناس اليكم كالطير الجارح الى اللحم، ما اجملها من صورة تجسد المساواة الحقيقة.
لقد تبدلت هذه العبارة على الأغلب في وقتنا الحاضر، وبات ينظر الناس اليكم كالعصفور الخائف من النسر، ان امتنا تعيش اسوأ احوالها فثرواتها تدفع لقتل ابنائها وتجزئة اراضيها بل ولتفتيت المفتت وتجزيئ المجزأ، فيها علماؤها يكرسون الامانة العلمية لتأجيج وشحن مشاعر الناس الدينية واثارة النعرات والاحقاد، حتى بات الحديث في الدين هوس كل من هب ودب، بعد ان كان له احترامه وتقديره ولا يتحدث به الا المشايخ الاجلاء، الذين شبه انقرضوا وبقيت الساحة يتزاحم فيها الجاهل والخبيث والعالم غير الجليل، الشعوب بحاجة لمواقف رجولية وطنية قومية دينية معتدلة تطفئ ضمئها، عجبتني مواقف رجب طيب اردوغان حين طرد السفارة البورمية من اجل مسلمي الروهينغا، وحين رفع علم بلاده في ختام قمه العشرين من على الأرض فيما بقيت اعلام ملصقة على الارض وتحت الاقدام بعضها عليه عبارة التوحيد. أعجبني موقفه حين اعفى كل تركي يشغل سوري من الضرائب ومنع اطلاق اسم لاجئ على السوريين. نحن هنا لا نعطي صفة المثالية، لكننا نضرب أمثلة لما تتعطش له الشعوب من مواقف، فلا يمكن مثلا مقارنة ذلك بربط بعض الدول مساعداتها الى الفقراء المسلمين بإتباعهم مذهبا معينا، وإن لم ينفذوا تذهب المساعدات الى غيرهم من غير المسلمين، اخيرا اعود للأقصى الذي تهميشه وإزالته من واجهة الإعلام هدف اساسي لبعض الدول واقول صبر جميل والله المستعان.
مياح غانم العنزي
مقال رائع جدا وشکرا
عندما تكسر العرب صنم المال الذي يسجد له الغني والفقير فلن تقدر عليها أية أمة مهما كانت قوة تلك الأمة.
مقالة واقعية ومحزنة….بارك الله فيك…
عندما نخلص النوايا لله سيتغير الوضع …إن الله لن يغير حالنا إلا عندما نصلح نفوسنا المريضة….
لدينا من تتوفر لهم شروط الزعامة مثل المال والأماكن المقدسة ووسائل الاعلام… إلخ ولكن قديما قال شاعرنا:
ولم ار في عيوب الناس عيبا************** كنقص القادرين على التمام
فهم فضلوا أن يكونوا في صف العد ويريدون من الشعوب أن تصطف ورائهم في عبادة أمريكا
الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال , نحن بحاجة لرجال يعتزون بالاسلام ويدافعون عن المسلمين في حين أن من يدعون أنهم حماة الإسلام ومقدسات الإسلام يرون بأم اعينهم العمل الدؤ,وب لتقسيم المسجد الأ قصى ولا نسمع منهم همسا . لكن الآمور بإذن الله تعالى تتكشف لحكمة يعلمها الله تعالى .