غارات دموية على الغوطة الشرقية مع استمرار خروج مئات المدنيين

حجم الخط
0

 

عدرا (سوريا): تواصل قوات النظام السوري وحليفتها روسيا ضرباتها المكثفة على جيب داخل الغوطة الشرقية المحاصرة الجمعة، موقعة عشرات القتلى، تزامناً مع استمرار تدفق المدنيين الى مناطق سيطرتها فارين من العنف والموت الذي حصد المئات منذ شهر.

على جبهة أخرى في شمال البلاد، قتل 27 مدنياً على الأقل في مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية جراء قصف مدفعي للقوات التركية التي باتت تطوق المدينة مع عشرات القرى غربها، متسببة بنزوح أكثر من ثلاثين ألفاً من سكانها.

وفيما يستمر التصعيد الدموي، تعهد وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران خلال محادثات حول سوريا أجروها في استانا، بالاستمرار في “تصفية” جبهة النصرة، في اشارة الى هيئة تحرير الشام والمجموعات الاخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وخرج الجمعة مئات المدنيين من جيب تحت سيطرة “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية، تزامناً مع غارات روسية كثيفة استهدفت بلدتي كفربطنا وسقبا وتسببت بمقتل 76 مدنياً على الاقل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن “64 مدنياً على الأقل بينهم 13 طفلاً قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح جراء غارات روسية استهدفت بلدة كفربطنا” في حصيلة جديدة.

كما قتل 11 مدنياً صباح الجمعة جراء غارات روسية على بلدة سقبا. وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) مقتل أحد متطوعيها في البلدة. وقتل طفل على الاقل في مدينة حرستا، بحسب المرصد.

وتسبب الهجوم المستمر على الغوطة الشرقية، آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق منذ 18 شباط/فبراير، بمقتل أكثر من 1340 مدنياً بينهم 270 طفلاً، وفق آخر حصيلة للمرصد. وتمكنت قوات النظام من السيطرة على أكثر من سبعين في المئة من مناطق الفصائل المعارضة وفصلها الى ثلاثة أجزاء.

وأشار المرصد الى “تفحم جثث القتلى” في كفربطنا، مرجحاً استخدام “مواد حارقة” في القصف الذي استهدف شارعاً تجمع فيه المدنيون في محاولة للخروج.

وشاهد مصور متعاون مع فرانس برس في كفربطنا ثماني جثث محترقة على الأقل في الشارع، موضحاً أن معظم مراكز الدفاع المدني باتت خارج الخدمة. واضاف ان الجرحى ما زالوا في الطرقات ولا يتمكن أحد من سحبهم.

وتضيق كفربطنا بآلاف العائلات النازحة من البلدات المجاورة التي تقدمت اليها قوات النظام السوري.

وتتعرض بلدات عدة تحت سيطرة فيلق الرحمن منذ أيام لغارات روسية وسورية، لا سيما حمورية وكفربطنا وسقبا، وهي المناطق التي خرج النازحون منها وفق المرصد. ولهيئة تحرير الشام تواجد محدود في هذه المنطقة.

واستعادت قوات النظام الجمعة السيطرة على بلدة حمورية بعدما خسرتها لساعات إثر شن فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام هجوماً مضاداً عليها، وفق المرصد.

وكانت قوات النظام سيطرت بالكامل على البلدة الخميس وأعلنت فتح ممر إنساني تدفق منه آلاف المدنيين. بينما انسحب المقاتلون الذين كانوا في البلدة الى المناطق الاخرى المتبقية تحت سيطرتهم.

– مراكز ايواء مكتظة –

وقدر المرصد أعداد الذين خرجوا الجمعة بنحو ألفي مدني معظمهم من بلدة سقبا.

وخرج الخميس نحو عشرين ألفاً من جنوب الغوطة الشرقية في “نزوح جماعي” يعد الأكبر من المنطقة المحاصرة، بحسب المرصد.

ونقل نحو 3000 نازح ليل الخميس الى بلدة عدرا، وشاهد مراسل فرانس برس عشرات المدنيين يفترشون باحة المركز حيث أمضوا ليلتهم في ظل نقص في الخدمات وانتظار العشرات في صف طويل للدخول الى الحمامات.

وقال عبد الرحمن ان عدداً كبيراً من المدنيين أمضوا ليلتهم في العراء بعد وصولهم الى مناطق سيطرة قوات النظام التي لم تكن تتوقع خروج هذا العدد الكبير.

وأعلنت الأمم المتحدة الخميس ان “الاعداد الحقيقية للأشخاص الذي خرجوا من الغوطة الشرقية ليست معروفة، كما هو الحال بالنسبة لوجهة جميع النازحين”.

وفي بيان إثر زيارة الى سوريا استمرت اياماً، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير إن “الغوطة الشرقية هي المثال الأحدث على مستوى المعاناة التي يئن تحت وطأتها المدنيون”.

– قتلى في عفرين –

في مدينة عفرين شمالاً، قُتل 27 مدنيا الجمعة بينهم سبعة أطفال في قصف مدفعي للقوات التركية، اثناء محاولتهم النزوح، تزامناً مع معارك تدور على حدود المدينة الشمالية، وفق المرصد.

وتشنّ تركيا منذ 20 كانون الثاني/يناير بدعم من فصائل سورية موالية لها هجوماً تقول إنه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة “ارهابية”.

وصعدت القوات التركية منذ مطلع الاسبوع قصفها للمدينة التي باتت تطوقها مع تسعين قرية تقع غربها، ما أدى الى نزوح أكثر من ثلاثين ألف مدني منها، بحسب المرصد في اليومين الأخيرين.

وبحسب المرصد، نزح منذ منتصف الليل حتى اللحظة ما لا يقل عن 2500 شخص من عفرين.

وقالت الناطقة باسم مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان في لقاء مع صحافيين في جنيف ان “مئات الآلاف من المدنيين معرضون للخطر” في عفرين.

وأضافت “نشعر بقلق عميق من خطر مرتفع لتعرض مدنيين عالقين للقتل والجرح والحصار واستخدامهم كدروع بشرية او نزوحهم بسبب المعارك”.

ويربط مدينة عفرين منفذ وحيد بمناطق سيطرة قوات النظام يمر عبر بلدتي نبل والزهراء المواليتين لدمشق. لكنه بات منذ الاثنين تحت مرمى النيران التركية.

ويحتمي السكان في الاقبية أو يفرون الى حقول الزيتون في ضواحي المدينة التي تشهد اكتظاظاً سكانياً جراء حركة النزوح الكبيرة إليها. ويقدر المرصد عدد المقيمين فيها بنحو 350 ألفاً بالإضافة الى عشرات الآلاف في القرى المجاورة لها.

وتعاني المدينة من انقطاع خدمات المياه والكهرباء إثر سيطرة القوات التركية على سد ميدانكي، المزود الرئيسي لها.(أ ف ب).

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية