نحنُ أغلبيَّةُ الماءِ المُتبقِّي من كُلِّ حدْسٍ..
لنا المَفازاتُ في غُرَفِ التَّعذيبِ
بما يتسلَّلُ ذهاباً وإيّاباً معَ الأرواحِ من أغانٍ سافِرة.
لنا مَجْدُ الأجسادِ وقد تفكَّكَتْ نداءاتٍ نداءاتٍ
أنَّى شَيَّدَتِ المَتاحِفُ القادِمَةُ فضائِحَها
يتفتَّحُ وَرْدُ الإسمنتِ المُسَلَّحِ، وتحتضِنُنا الأقبيةُ بتويجاتِها الفولاذيّةِ
تاركةً لنا فضيلةَ التَّخيُّلِ كعينَيْ عاشِقةٍ تُساعِدُ الضَّوءَ المُتردِّدَ على
استعادَةِ المُبادَرَةِ كُلَّما استيقَظَتْ، واستيقَظَ في خلاياها اللهُ رؤوفاً.
بتأوُّهاتٍ لا تُنسَجُ على أنوالِ البلاغةِ مهما تمَطَّتْ:
نَحُوكُ سَواعِدَ السَّجّانينَ، ونفتِلُها كالجذوعِ الميتةِ على هيئةِ جُسورٍ مَجازيّةٍ..
ندسُّ في أوهامِهِم بعضَ الأوكسجينِ،
مِنْ ذلكَ النَّوْعِ الذي يُغري المَرايا بالتَّحديقِ مُطوَّلاً في المَدى..
نُطَمْئِنُ العائلاتِ المُنتظِرَةِ على رُؤوسِ الدَّبابيسِ
أنَّ الوداعَ ليسَ أكثَرَ من تحطيمِ نافذَةٍ أو رَكْلِ بوَّابَةٍ حديديَّةٍ
تمتدُّ من الحُدودِ إلى الحُدودِ..
/قليلةٌ تلكَ الأحاجي التي تتصالَحُ معَ وجودِ الغيبوبةِ في أجوبَتِها
كثيرةٌ هُنَّ النَّجْماتُ اللَّواتي يُرْشِدْنَ الغِيابَ إلى مُروجِ انتصارِهِ/
نحلُمُ اليومَ بأنْ تكونَ حلوى الغرغرينا وديعةً وهيَ تلتَهِمُ ظِلالَنا،
وأنْ يتناثَرَ رمادُنا حالَما يخترِقُ جَناحٌ ريحَ المُدُنِ والأريافِ المنسيَّةِ
في سَرْدِها الأخيرِ
في سَرْدِها الجديدِ.
السِّجْنُ الذي نراهُ الآنَ
أفضَلُ مِنَ السِّجْنِ الذي لم نكُنْ نراهُ قَطّ.
٭ شاعر وناقد سوريّ
مازن أكثم سليمان
أيها الشاعر
نص جميل متدفق فعلا…