غزة ـ «القدس العربي»: قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ومنسق قيادة الفصائل في غزة، إن «المسيرة الكبرى للعودة» التي قررتها اللجنة الوطنية لهذه الفعالية يوم 30 من مارس/ آذار الجاري، لا تعني اجتياز الحدود الفاصلة مع إسرائيل في اليوم ذاته ، وإن أي خطوة من هذا القبيل ستجري مناقشتها في إطار اللجنة قبل إقرارها.
وقال في ندوة ناقشت هذه المسيرة التي أقرتها الهيئة الوطنية التي تضم الفصائل والهيئات الشبابية والاتحادات، وحضرها مراسل «القدس العربي»، إنها ستكون «سلمية»، وإنه لن يجري اتخاذ أي خطوة دون وجود التوافق الوطني عليها، بما في ذلك اجتياز الحدود الفاصلة مع إسرائيل.
وأشار إلى أن الفعالية ستبدأ بنصب خيام وإقامة مخيم في منطقة حدودية قريبة من السياح الفاصل مع الاحتلال، كاشفا النقاب على أن الفعالية جرى التشاور بشأنها مع كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح، وأنه لم يبق أي فصيل أو هيئة فلسطينية إلا وجرى إشراكها في الفعالية.
وأوضح أن اللجنة أجرت اتصالات مع القوى الفلسطينية في الضفة الغربية، ومع اللجان الفاعلية في سوريا ولبنان، ومع هيئات وشخصيات تنشط في قارة أوروبا، ومع شخصيات في المناطق المحتلة عام 1948، من أجل حشد التأييد والدعم للفعالية، لافتا إلى أن بدء الفعالية يوم 30 مارس لا يعني أنه سيتم في اليوم ذاته أو اليوم الذي يليه اجتياز الحدود، حال اتخذ قرار جماعي بذلك من قبل المنظمين.
وقال البطش خلال حديثه، إنه لو لم تتمكن «مسيرة العودة» إذا ما أقر لها اجتاز الحدود والسياج الفاصل، من تحقيق ذلك، فإنها ستؤسس لما وصفها لـ «مرحلة اشتباك مع المحتل»، وكان بذلك يشير إلى طابع الفعالية الشعبي وما سيتبعها من فعاليات مماثلة ستنفذ من أجل تحقيق «حق عودة اللاجئين». وأشار في الوقت ذاته إلى أن الهيئة المشرفة على الفعالية شكلت عدة لجان اختصاص، من بينها لجنة قانونية وأخرى معنية بالتواصل الدولي والعربي، وأخرى مختصة باللاجئين. وتابع القول إن مسيرة العودة ستذهب إلى الحدود من أجل «رفع الكرت الأحمر في وجه الاحتلال»، مؤكدا أن الوقت آن لكي يستعيد الفلسطينيون حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها.
وأكد أن المسيرة والفعالية بشكل عام هدفها «إيصال رسالة للعالم والاحتلال»، مضيفا «إن لم نتمكن هذه المرة من الدخول سنواصل العمل لاجتياز الحدود في مرة قادمة». وأعاد التأكيد على أن المسيرة ستستخدم أدوات مقاومة شعبية غير مسلحة، مشيرا أيضا إلى أن هذه الفعالية ستكون «شكلا من أشكال الكفاح الوطني». وقال إنه سيجري خلال الأيام المقبلة وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك رئيسي المجلس الوطني والتشريعي ورئيس الحكومة والأمناء العامين للفصائل وأعضاء اللجنة التنفيذية في آخر التطورات، لافتا كذلك إلى أنه سيجري أيضا مخاطبة كل من الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك الأمين العام للجامعة الغربية بهذا الخصوص.
وخلال الندوة قال أحمد أبو رتيمة، المسؤول في الهيئة الوطنية لمسيرة العودة، إن فكر العمل الشعبي مستوحاة من التغييرات التي طالت أنظمة عربية بفعل الهبات الشعبية، وقال «إن كانت الشعوب أسقطت أنظمة، فالأولى أن تسقط هذه الهبات الاحتلال».
وأوضح أن المسيرة هدفها تحقيق «حق العودة للاجئين»، وإقرار حق فلسطيني أكدته الأمم المتحدة في قراراتها.
يشار إلى أن الهيئة الوطنية لفعاليات مسيرة العودة، دعت الجماهير الفلسطينية لـ «الانخراط» في التحشيد للفعاليات الوطنية لـ «توجيه رسائل قوية» تؤكد على تمسك الفلسطينيين بـ»حق العودة».
وطالبت في مؤتمر صحافي أول من أمس على مقربة من الحدود الفاصلة شرق مدينة غزة الفلسطينيين بـ «التخييم» والمشاركة في الفعالية.
وقالت اللجنة التنسيقية للمسيرة «إن كافة قطاعات الشعب الفلسطيني تداعت عبر اجتماعات مكثفة للاتفاق لإنضاج فكرة المسيرة التي تستهدف إعادة الاعتبار للعمل الوطني الوحدوي، ومواجهة كافة التحديات بشكل موحد بالوطن والشتات». وأشارت إلى أن إقامة مخيم قرب الحدود، يهدف إلى إرسال رسالة من الشعب الفلسطيني إلى المجتمع الدولي وللمحاصرين لقطاع غزة.
وقالت «نحن أمام مرحلة جديدة قرر فيها شعبنا أن يستعيد زمام المبادرة متسلحًا بحقوقه وثوابته ويكسر فيها حالة الجمود التي تعتري الحالة الوطنية، ومواجهة كل الظروف والتحديات التي يعاني منها شعبنا». وأضافت «لقد قرر أن ينطلق بمسيرات سلمية جماهيرية شعبية واسعة رجالاً ونساءً وأطفالاً وجموع اللاجئين من شتى أماكن لجوئهم المؤقت صوب الهدف تحت راية العلم الفلسطيني». وطالبت في الوقت ذاته المؤسسات الدولية الرسمية وغير الرسمية وهيئة الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها لـ «إخضاع الاحتلال لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها حق العودة، وفك الحصار وإنهاء معاناة شعبنا، وضرورة اتخاذ مواقف واضحة وخطوات عملية فعلية على الأرض، وعدم الاكتفاء بالوعود».
كما طالبت لجان التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، وحملات مقاطعة الاحتلال «BDS» بالقيام بدورها في «دعم وإسناد شعبنا وفضح جرائم الاحتلال في جميع المحافل».
وترافق ذلك مع إطلاق الإذاعات الفلسطينية موجة مشتركة بعنوان «العودة حق»، للحديث عن مسيرة العودة الكبرى التي تأتي إحياء لذكرى يوم الأرض الذي يصادف يوم30 مارس.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد قالت في وقت سابق إن الجيش يستعد خلال الفترة القريبة المقبلة لمواجهة تظاهرات ذكرى النكبة المقررة نهاية الشهر الحالي عبر الحدود مع قطاع غزة وغيرها. وحسب ما نشر فإن جيش الاحتلال يجري تقييمات موسعة للأمور ويسعى لرسم صورة واضحة عن مدى جدية التظاهرات، وأعداد المشتركين فيها وأماكن تركزها، من أجل إعادة انتشار قواته بناءً على هذه المعطيات. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادرها القول إن حركة حماس تسعى لتحريك الجماهير للوصول للسياج في قطاع غزة، وإن الحركة «تنوي المحافظة على وتيرة التظاهرات الأسبوعية لتوجيه الضغط تجاه إسرائيل».
أشرف الهور: