السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر
نيويورك (الأمم المتحدة) – “القدس العربي” – عبد الحميد صيام
فشل مجلس الأمن، الإثنين، في عقد جلسة رسمية للاستماع إلى إحاطة شاملة من المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بشكل عام وفي الغوطة الشرقية بشكل خاص، وذلك بسبب اعتراض روسيا على الجلسة واعتبار الإحاطة التي يقدمها بن رعد “في غير موضعها وإحاطة مسيسة مكانها ليس مجلس الأمن”.
فقامت الدول التي تبنت الفكرة بقيادة فرنسا صاحبة الدعوة أصلا بعقد جلسة في إطار “أريا” أي جلسة موسعة ومفتوحة وغير رسمية، للاستماع للإحاطة. وانضمت للدعوة للجلسة المفتوحة كل من بولندا وبيرو والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا والسويد.
وقال المفوض السامي في بداية الجلسة إن هناك جرائم ترتكب بحق المدنيين. وأشار إلى أن الخسائر المادية والبشرية في سوريا في تصاعد مستمر. وسرد ما يجري للمدنيين من معاناة في من منطقة الغوطة الشرقية عفرين وغيرها في انتهاك واضح للقرار 2401 والذي كان من الممكن أن يعطي فرصة لحماية المدنيين وإخلاء الجرحى والمصابين لو تم تنفيذه.
وقال بر رعد إن مجلس الأمن من حقه أن يبحث قضايا حقوق الإنسان عندما يكون هناك انتهاكات كبرى لحقوق الإنسان والتي ستشكل صراعات المستقبل. إذ إن معظم الصراعات تبدأ بانتهاكات حقوق الإنسان. وأضاف أنه “بعد بحث قضايا الانتهاكات لحقوق الإنسان في جنيف وإذا لم تتوقف تلك الانتهاكات فنقلها إلى مجلس الأمن يصبح أمرا ضروريا. فهناك من يرتكب تلك الجرائم الكبرى ويظن أنه محمي من المساءلة لأن مجلس الأمن ليس معنيا بالموضوع بل مجلس حقوق الإنسان فقط”. وقال إن الشعب السوري الذي تحمل كل هذه الجرائم ينتظر يوما أن يرى تحقيق العدالة. وقال “طلبنا أن ندخل سوريا أكثر من مرة ولكن لم يسمح لنا فإذا لم يوجد ما يخفيه القائمون على الأرض، النظام السوري والاتحاد الروسي فلماذ لا يسمحون لنا بالدخول؟”.
وعترضت المندوبة الروسية على عقد هذه الجلسة المفتوحة، دون أن تستطيع منعها، تحت حجة أن هذه الجلسة عقدت دون تحضير ودون إعطاء المندوبين فرصة للتحضير والحديث وتوجيه دعوات للحضور. واتهمت المندوبة المفوض السامي زيد بن رعد الحسين بالتحيز لجانب واحد من الصراع، مشيرة إلى أنه لم يتحدث في كلمته عن الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإرهابية. وتساءلت “لماذا لم يقدم إحاطة عما جرى في الرقة ولماذا لم يقدم إحاطة عما جرى من انتهاكات لحقوق الإنسان في الموصل”.
لا ثقة في هذه الدول ولا سيما الدائمة العضوية لو كان المجتمع دولي مازال يحمل ثمة أخلاق لما وصل الحال هذه الدرجة من التعقيد وهذه الدرجة من الإجرام التي يروح ضحيتها الشعب السوري الشقيق