تعقيبا على مقال الياس خوري: ذاكرة المقهورين
انتصار الثورة
الثورة في سوريا في رأيي انتصرت، وحققت أهدافها العميقة، الضمنية، على الرغم مما يبدو ظاهريا بأنها هزمت. كيف ؟
1- أعادت الجماهير إلى ساحة الفعل العام، وإن بأثمان باهظة، وبأطر سياسية غير كفوءة، وهذا أسبابه مفهومه، لعل أهمها غياب الحياة السياسية مدة نصف قرن.
2- هشمت تنظيم بشار الأسد الإرهابي وكشفت تقيحه، واهتراءه الداخلي.
3- أعادت طرح سؤال الهوية وأظهرت زيف واستعجال الإجابات عنه.
4- بينت العجز والعقم التاريخي لحركات الإسلام السياسي على اختلاف تنوعاتها – المعتدلة وغير المعتدلة – ليس في سوريا فقط بل على مستوى المنطقة برمتها، أي أن فعلها التهشيمي للاستبداد لم يقتصر على الاستبداد الراهن الملتحف بعباءة الإيديولوجية الشمولية القومية، بل امتد ليشمل الاستبداد المستقبلي – المحتمل، الذي يرتدي رداء الإيديولوجية الدينية.
5- ما سبق ذكره اقتصر على التأثيرات المحلية السورية وعلى جوارها الإقليمي، لهذا لا ينبغي أن نغفل عن التأثيرات على المستوى الأكبر، وهي تحديداً تعرية الثورة السورية لحالة البشرية برمتها، أخلاقياً وسياسياً، على مستوى الأفراد والمؤسسات والتجمعات.
حسن