عمان- «القدس العربي»: قد تجد بعض المؤسسات المرجعية في الأردن الفرصة مؤاتية للتعبير عن العتب السياسي على المملكة العربية السعودية تحديدًا بلغة أخوية و«رقيقة» إلى حد ما. فالتذكير بين الحين والآخر بضرورة احترام المصالح السعودية والحرص على التعاون معها مفيد في هذه الحالة لان العلاقات مع الشقيق السعودي كانت استراتيجية ومتينة ولا تزال وينبغي كما يقدر وزير الاتصال الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني ان تبقى كذلك.
المومني وفي كل المناسبات وحتى في نقاشات متعددة مع «القدس العربي» مباشرة لم يترك أي فرصة الا لحديث ايجابي ولبرمجة توجه القيادة الأردنية بالحرص على البقاء في علاقات متوازنة ومتينة مع الاشقاء العرب والاصدقاء وفي مجمل الإقليم. لكن ذلك لم يمنع بعض المستويات من الاسترسال في عتب رقيق بعنوان التذكير بدور القوات الخاصة الأردنية في تحرير المسجد الحرام في مكة من حادثة الجهماني الشهيرة قبل نحو أربعين عاماً وهو ما اعادت التذكير به صفحة تواصل تتبع قوات البادية الملكية الأردنية حيث توحد الدم بأمر من الملك الراحل الحسين بن طلال وبناء على طلب ملكي سعودي مباشر آنذاك.
هذا الجزء في التاريخ له دلالاته لان قوات الحرس الوطني السعودي أخفقت ولأيام في اختراق مجموعة الجهماني الإرهابية التي احتلت المسجد الحرام وسقط قتلى وجرحى في ذلك الحادث قبل ان يأمر الملك الحسين قوات الخاصة بالتدخل وهو ما حصل فعلا بحيث تمت السيطرة على الموقف واستعادة المسجد الحرام بعملية نوعية للقوات الخاصة الأردنية ودون كلفة في ذلك الوقت.
الاستعانة بهذه الصفحة من التاريخ قد تكون مهمة لتذكير الوجوه الشابة الجديدة في المؤسسة السعودية بعمق العلاقات كما كانت في الماضي.
والهدف في الطريق من مثل هذا العتاب الرقيق قد ينطوي ايضاً على التذكير بان رفض الأردن إرسال قوات برية للمشاركة في عاصفة الحزم ضد اليمن قرار سيادي وسياسي مدروس ينبغي ان تتفهمه القيادة السعودية، الامر الذي يقدر مسؤولون في العمق الأردني بانه لا يحصل في الواقع وعلى أساس ان سماء العلاقات الثنائية خصوصاً مع العهد السعودي الجديد تلبدت بالغيوم وارتبكت منذ تلك اللحظة التي شارك فيها الأردن بتحفظ بحرب الأمير محمد بن سلمان على اليمن وكذلك بتحفظ في الحصار على قطر.
الأردن انضم إلى التحالف العسكري الذي خاض حرب اليمن بصورة رمزية واتخذت خطوات محددة لصالح منطق الحصار على قطر وبدا لافتاً جداً ان الدول المتضررة اظهرت مرونة كبيرة في تفهم الموقف والموقع الأردني من المغامرات السعودية في الوقت الذي لم يظهر فيه العهد السعودي الجديد أي مرونة وبدأ يماطل في تأجيل استثمارات كان قد وعد بها في الأردن.
لاحقاً دخلت السعودية وبدون استعانة من أي نوع بالخبرة الأردنية على خطوط إنتاج مثيرة للقلق بالنسبة لعمان فالاتصالات السعودية المباشرة مع اليمين الإسرائيلي شكلت محور ضغط شديد على الدور والمصالح الأردنية والحديث عن سيناريوهات ضد الرعاية الأردنية لمدينة القدس زاد من تعقيدات الموقف والأردن الرسمي يقر اليوم وفقاً لما سمعته «القدس العربي» مباشرة من شخصيات مسؤولة مهمة بأن واحدة من المطبات الاستراتيجية الاساسية التي ظهرت مؤخرًا واضعفت الهوامش الأردنية تمثلت في فقدان الأردن لسحره وتأثيره المعتاد في القرار الأمريكي.
حصل ذلك طبعاً مع ولادة الرئيس دونالد ترامب ومع «ميكانيزم» العلاقة الغريب الذي ولد وضغط على العصب الحيوي لجميع الدول العربية بين طاقم ترامب والعهد السعودي الجديد. وبالرغم من الإغراق أردنياً وسعودياً في تعليقات وتصريحات المجاملة من الواضح ان الاتصالات في بعدها الاستراتيجي أقل بكثير من المعتاد اليوم.
ومن الواضح ان العلاقات في أزمة صامتة لان عمان لها ملاحظات نقدية متعددة ابرزها التخلي السعودي التام عن دعم الأردن اقتصاديا في وقت الاغداق على النظام المصري والرياض في المقابل لها ملاحظات تزعم فيها بأن التحرش بقيادتها في الشارع الأردني بين الحين والآخر منهجي ومدعوم ومدروس وهو بكل حال امر غير ممكن حسب واقع الحال الأردني.
خلف الأبواب المغلقة يكثر السياسيون الأردنيون من ممارسة العتب المر ويقال بأن ما يفعله السعوديون بخصوص الملف الفلسطيني مع الأمريكيين والإسرائيليين قد يشكل خطرًا داهمًا على المصالح العليا للأردنيين والفلسطينيين.. تلك ايضًا كانت نقطة لقاء مركزية بين الحكومة الأردنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتجاوب بالقطعة مع الضغط السعودي والالحاح الأردني.
وفي المقابل يدير الأردن توازناته بدقة شديدة فهو يحاول تجنب اغضاب او إزعاج شقيقه السعودي حتى لا تصبح العلاقات والاتصالات اصلا رهينة لقواعد رد الفعل غير المنضبطة ورهينة للمناخ السلبي الحالي بين العاصمتين. فقد اجتهد الأردنيون هنا بالرغم من كل ملاحظاتهم فتجنبوا اعادة سفيرهم إلى طهران والسفير القطري إلى عمان املاً في تجنب اغضاب العهد السعودي المنفعل ومؤخراً ألغيت اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا في سياق قرار عميق بالصبر أكثر والمداعبة السياسية ما دامت ممكنة.
هذه خطوات تتوقع الدوائر الأردنية ان يلتقطها الطرف الاخر فينشل العلاقات الثنائية من ازمتها الصامتة ويعيد انتاج المشهد. لكن حتى اللحظة لا يمكن التحدث عن استجابات سعودية فعالة او تنطوي على تقدير الامر الذي يمكن قراءة مظاهر العتب الرقيق المشار إليها في سياقه.
الاردن قوي بقيادته وشعبه. الاردنيون يرفضون بالتسول والتودد والتذلل للسعوديه او غيرها من الدول. على الاردن ان تتحرك وتقوي علاقاتها مع بعض الدول مثل تركيا وقطر وغيرها من الدول. السعوديه والامارات ليس لهم امان. حمى الله الاردن
هذه خطوات تتوقع الدوائر الأردنية ان يلتقطها الطرف الاخر فينشل العلاقات الثنائية من ازمتها الصامتة ويعيد انتاج المشهد. لكن حتى اللحظة لا يمكن التحدث عن استجابات سعودية فعالة او تنطوي على تقدير الامر الذي يمكن قراءة مظاهر العتب الرقيق المشار إليها في سياقه.
ولن يحدث اي استجابه الى ان تتحقق الاهداف السعوديه كامله !
حكام السعودية لا يخرجون عن طاعة ولاة أمرهم حاخامات تل ابيب
الوضع الراهن يتطلب مرونة فى التعامل خاصة وان الأخطار تحيق بالأمة الإسلامية والعربية على وجه الخصوص. التنازل والإنفتاح بتبادل الزيارات وتوضيح المواقف أمور يتطلبها الواقع التى تمر به المنطقة حفاظاً على وحدة الشعوب والإستشعار بأننا أمة واحدة تربطنا وحدة العقيدة ووحدة اللغة والجوار…. ولعل هذا العام يكون رمز الوحدة ونبذ الخلاف والتقارب فى وجهات النظر . نسأل الله ان يجمع شمل هذه الأمة من جديد لتبدأ فى جو من التصافى ووحدة الكلمة والصف.
التوازن والسير على حبل مشدود على الحد الفاصل له تبعات غير محمودة.
في السياسة لا يوجد حياد ومنطقة وسطى لأنه يعني أنك بلا موقف.
الأمور واضحة ومصالح الأردن الحقيقية في هذا الظرف التاريخي ما بين بغداد ودمشق عبر غزل محسوب وحذر مع البوابة الايرانية، وجزء اساسي من مصالح الأردن الحقيقة مع تركيا وقطر والكويت.
ويمكن استرجاع جزء من العلاقة مع السعودية عبر توسط الأردن الفعال لدى هاشميين اليمن الحوثيين
للحد من حرب الاستنزاف الخطرة على السعودية وبما يصب لمصلحة الجميع.