لماذا لا يتقاسم بوتين والاسد نوبل للسلام!

حجم الخط
27

رشحت ‘الاكاديمية الدولية للاتحاد الروحي والتعاون شعوب العالم’ الرئيس فلاديمير بوتين لجائزة نوبل للسلام.
الترشيح جاء بحسب هذه المنظمة ‘بسبب دور الرئيس بوتين في الأزمة السورية’.
وقد دعمت شخصيات روسية عديدة بينها المغني والنائب يوسف كوبزون هذا الترشيح.
النائب المغني قال انه يشعر بالخيبة لمنح باراك اوباما هذه الجائزة ‘الذي اطلق ووافق على هجمات على غرار تلك المرتكبة في العراق او افغانستان فيما لم تمنح لفلاديمير بوتين’.
يبدو تبرير الترشيح أسوأ من الترشيح نفسه، فهو قد يفسّر بأنه ما دام اوباما وافق على حروب قتلت مئات الآلاف من البشر فمنحت له جائزة السلام فلماذا لا تمنح لبوتين أيضا وهو لم يقصّر أيضاً في قتل مئات الآلاف؟ او لعلّ معنى التبرير، في اعتقاد قائله، أن اوباما مجرم حرب بينما بوتين هو حمامة سلام؟ فبحسب رئيس الاكاديمية، باسلان كوباخيفا، فان بوتين ‘يحاول ايقاف حمام الدم في سورية من خلال الحوار السياسي’.
يبدو هذا الخبر طريفاً لكثيرين ممن اعتادوا الحملات الاعلامية التي تقوم بها ماكينة دعاية بوتين، والتي تذكّر للأسف بمسلسل كوميدي طويل للطغاة العرب.
فبوتين هو رجل الدولة الحازم، وهو رجل المخابرات القاسي الذي وصفه دبلوماسي غربي في التسريبات التي نشرتها ويكيليكس أن شكله يصبح عصابياً واجرامياً عند ذكر كلمة الشيشان، وهو سائق الطائرة المقاتلة وكابتن الغواصة النووية وسائق ‘الفورمولا ون’ وراكب الخيل ولاعب الجودو ومحبوب المراهقات وصاحب العلاقات الغرامية العديدة (أخرها كان مع ايلينا كابايفا لاعبة الجمباز الروسية).
وجنون البروباغاندا عند بوتين لم يوفّر الأطفال ايضاً من دعايته، كما أن كثيرين ربما شاهدوا أيضا شريطه الذي يظهر فيه مشاركاً في برنامج ‘الصوت’ The Voice الروسي!
لكن خبر ترشيح بوتين لجائزة نوبل للسلام ليس خبراً طريفاً البتة لعائلات اكثر من مئة وخمسة عشر الف ضحية سورية موثقة اسماؤهم حتى الآن، ولا لملايين النازحين السوريين الذين هجرهم قصف طائرات الميغ والسوخوي الروسية، ودمّرت بيوتهم الصواريخ الباليستية الروسية، ولا لناشطيهم السلميين الذين ساهمت برامج ومساعدات الخبراء والجواسيس الروس في اعتقالهم، ولا للشعب السوري كله الذي منعت عنه الإغاثة فيتوات روسيا المتكررة، وأوقفت أي حلّ دوليّ ناجع يوقف المذبحة المستمرة التي يقودها النظام ضد شعبه.
ولعلّ الإنجاز الأكبر الذي على روسيا بوتين أن تفخر به ما تناقلته الأنباء أخيراً أن آلة الموت الكيميائية وفي صلبها غاز السارين الذي استخدم في قصف الاطفال السوريين وأمهاتهم وآبائهم تم تسريب شحنات منها للنظام السوري خلال فترة حكم بوريس يلتسين، الذي سلّم الحكم في صفقة كبيرة وقتها تحميه من المساءلة بتهم الفساد الى رئيس وزرائه آنذاك: فلاديمير فلاديميروفتش بوتين.
يشترك بوتين مع بشار الأسد في أن قدومهما الى الحكم كان في السنة نفسها وفي أن كليهما متمسكان بالحكم بأية طريقة، وهذه الواقعة تبدو للسوريين الذين ذاقوا ما ذاقوه من الغطاء السياسي والعسكري الروسي للرئيس السوري ونظامه أمراً أقرب للعنة التاريخية منها للصدفة.
الرئيس الروسي بوتين منع بحسب مؤيده المتحمس باسلان كوباخيفا ‘حرباً عالمية ثالثة في سورية’، لكن بالنسبة للسوريين فان الحرب ما تزال تضربهم كل يوم وتكسر نسيجهم الاجتماعي والسياسي والديني وتفتح هاوية مخيفة تسير اليها بلدهم.
على أية حال فان جائزة نوبل للسلام أعطيت لأشخاص لديهم سجلّ حافل بتحطيم الشعوب والاجرام السياسي مثل وزير خارجية امريكا الأسبق هنري كيسنجر والرئيس الاسرائيلي الحالي شيمون بيريس وعليه فان السؤال، ما دام موسم الترشيحات مفتوحاً فلماذا لا يتقاسم بوتين الجائزة مع الأسد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احسان:

    كم أتأذى و يندى جبيني اذ اقرء تعليقات الاخوة الذين يدافعون عن الطغات مثل بوتين والاسد وكم اتاذى اذ ارى العرب ينحازون للفرسِ….سوف تستعمركم يا عرب روسية القيصرية وايران …سوف تنعمون بمحور الممانعة الذي صار مسعمراً محتلال لكم بعد ما ضحك على عقولكم بذريعة محاربة الشيطان الاكبر واسرائيل فلنصدق يا خوة نحن عرب جهلة…

  2. يقول ع.خ.ا.حسن:

    جاء راي القدس لهذا اليوم.وانا بدوري اضيف وادعوان يشرك معهما المجتمع الدولي للتمتع بهذه الجائزة0لقد هزلت هذه الجائزة وهزل معها هذا المجتمع الدولي حتى بان هزالهما.انها جائزة مسيسة-في معظمها- وتعطى،احيانا لمن لا يستحق ان يكون من البشر لوحشيته ودمويته المفرطة ضد الجنس البشري.وان انسى لا انسى ملالي ايران في استحقاقهم لمثل هذه الجائزة القيمة!لانهم برزوا في تقتيل الشعوب والدوس على كرامتها واذلالها ببشاعة قل نظيرها عبر التاريخ البشري؛ويتجلى ذلك في العراق وسوريا وفي الداخل الايراني ضد الاقلية العربية المسحوقة.واما بعض مجرمي الحرب الاسرائيليين فقد منحوا هذه الجائزة عن جدارة واستحقاق لسلوكهم لانساني جدا! مع الشعب الفلسطيني وقضيته.واما السادات فقد نالها لانه وقع على معاهدة الخزي والعار مع مغتصبي شرف الامة العربية الاسلامية في فلسطين ومقدساتها.واما ياسر عرفات فقد نالها بعد اوسلو،لان غفلته وجهله بالمكر الصهيوني مكنت اسرائيل من العربدة في فلسطين وتهويدها وجعلت من سلطة رام الله الهزيلة حارسا لامن المغتصبين الصهاينة؛ولم ينفع ياسر عرفلت تراجعه عن السير في وعرها وشوكها والذي كلفه حياته.واما في الوقت الراهن فانني ارشح السيسي مع بض زعماء الخليج ومن على شاكلتهم لنيل هذه الجائزة لتكون تاجا على رؤوسهم يحاربون بها الارهاب الذي حمله الشعب المصري الجاهل والغبي الى الصدارة!

  3. يقول يحيي ابو دبورة النرويج:

    ردا علي السيد علي ، ماذا فعلت حماس أو حزب الله للشعب الفلسطيني ؟ ماذا فعلت القاعدة للشعب الفلسطيني ؟ ماذا فعلت ايران الفارسية للشعب الفلسطيني ؟ ان الاتحاد السوفيتي سابقا و روسيا حاليا هم من دافعوا عن الشعب الفلسطيني بدليل سفن السلاح لمنظمة التحرير الفلسطينية و تدريب المقاتلين الفلسطينيين مثل الفدائيين الذين نفذوا هجوم الدبويا في الخليل ضد المستوطنين اليهود في العام ١٩٨١ .

  4. يقول سامح // الامارات:

    للأخ / رافع .
    يا طيب : ( قدسنا العزيزة ) …جزاها الله كل خير …منبر حر للجميع :
    تسمح للجميع بالتعبير وإبداء الرأي .
    ومن حق الجميع التعليق …ولكن ما قصدته : باستخفاف العقول :
    أن يكتب شخص ( نفس التعليق مرات عديدة ) …وأحيانا بمناسبة وأحيانا
    بدون مناسبة …؟؟؟
    حياك الله وشكرا .

  5. يقول الرمحي:

    بوتين صرح عدة مرات انه ملتزم بامن اسرائيل وقالها عند حائط المبكى ( البراق ) انه يرى تاريخ اليهود محفور في حجارة القدس فهل يستحق الجائزة؟

  6. يقول فريد:

    لو كان الفرد نوبل حيا ورأى لمن تمنح جائزته هذه الايام لقال انني كنت مغفلا حين اخترعت جائزة باسمي

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية