العرب هم قلب العالم، وجمجمته، اذا سلم القلب سلم العالم، وبدت علامات العافية عليه، وتفاعل بجد وعزم ونشاط، وشاعت قيم العدل والفضيلة في المجتمع، وفي جميع اركانه ومفاصله، انظروا وقارنوا، بين حال الشعوب، عندما امتد سلطان العرب لمختلف اصقاع العالم، وبين حالها تحت سيطرة وتسلط الدول والامم الاخرى، على مقدرات الشعوب الكادحة والفقيرة، وستجدوا حتما كل ما يسر النفوس ويثلج الصدور، وتقر به العيون. لقد كانت رسالة العرب على الدوام، نبيلة سامية وشريفة، هي تحرير الشعوب وارساء العدل والانصاف في ربوعها، وضمان امنها وحقوقها وكامل حرياتها، وعدم المساس مطلقا وابدا بهويتها وخصوصياتها، هم كانوا على استعداد دائما لبذل الدماء والارواح رخيصة في سبيل تحقيق ذلك، بينما كانت اهداف وغايات الحكومات والامم الاخرى احتلال الشعوب واستعبادها واستنزاف خيراتها ومواردها على الدوام، وهذا هو الذي حصل على مدى تاريخ البشرية الطويل، هذه ليست مجرد ادعاءات ومزاعم، ليس لها اساس على ارض الواقع، بل هي وقائع واضحة راسخة، وهي سجل تاريخي صادق وامين، وفوق كل ذلك، هناك شهود عيان، امتد بهم العمر، ليروا بأم اعينهم، ما حدث خلال عده عقود من القرن الماضي ومستهل هذا القرن، عندما كان للاتحاد السوفياتي السابق دور بالاتفاق مع امريكا في قياده العالم، كيف انقسم العالم الى طرفين متخاصمين متنازعين متصارعين على الدوام، وما حدث من حروب وحشية وخراب ودمار، شمل الكرة الارضية كلها، ثم بعد انهيار السوفيت، واستفراد الولايات المتحدة الامريكية، في التحكم في مصائر الشعوب، وما حصل ايضا من مجازر دموية مرعبة ومفزعة، ولا زالت متواصله الى اليوم، ولا بد من التأكيد ان المواطن في عالم اليوم بلغ مستوى غير مسبوق من الوعي والادراك والقدرة على تحليل الاحداث ونقدها وتقييمها، وقراءة طبيعة مواقف مختلف الاطراف، ولماذا تسير هذه الاحداث بهذا الشكل وليس بغيره، ومن يقف وراء ذلك، ومن يرسم معالمها ويحدد اتجاهاتها، ولم يعد احد قادرا على خداعه وتضليله، لذا هو يرى هذه الحقيقة الصادمة ان العالم يشهد حالة من الغنى الفاحش في طرف من اطرافه، بينما يسقط الناس صرعى في الطرف الاخر بفعل الجوع المهلك والفقر المدقع، وان الطرف الاول يصر على استنزاف اخر لقمة عيش وهبها الخالق لهذه الشعوب الفقيرة والكادحة، ان العالم يبتعد كثيرا عن القيم والمبادئ الانسانية النبيلة والخلق الرفيع، وما كان ذلك ليحصل لولا ان دور العرب قد غاب، بفعل ما اصابهم من داء فتاك، لكن هذا لن يطول الى ابعد من ذلك، وهاهو الشعب العربي بدأ يتحرك، بشكل ساطع وبارز، خصوصا بعد ان ايقنت الشعوب، ان حل معضلات العالم، يكمن في استعادة العرب لدورهم الريادي، العادل والمنصف. عبد حامد [email protected]